المهندس الاستشاري المصري عمرو عسل: من المقاولات إلى إدارة المشروعات.. رحلة صعود وهبوط تكررت ثلاث مرات

TT

ميزة أساسية في رجل الأعمال الناجح، أن يستطيع البداية من الصفر في كل مرة وصل فيها إلى اعلى الهرم ثم سقط، فالقول الشائع أن الوصول إلى القمة سهل لكن الأصعب الاستمرار فيها، والأصعب من ذلك هو قبول التحدي والبدء من خط البداية من جديد.

والمهندس الاستشاري عمرو عسل من رجال الأعمال الذين لديهم هذا التحدي فبعد تعثرات رجع إلى البداية وتمكن من الصعود للقمة ثلاث مرات خلال رحلة عمله التي تتجاوز العشرين عاما بقليل.

نشأ المهندس عسل في عائلة تعمل في مجال التشييد أبا عن جد وكانت أسرته تمتلك مصنعا لتصنيع البلاط في مدينة بورسعيد هذا المناخ شكل طموحات الشاب الصغير ليدرس الهندسة المدنية ويتخرج في كلية هندسة القاهرة عام 1980، وبعد ثلاث سنوات من العمل في شركات مقاولات متعددة لاكتساب الخبرة، انشأ شركته الخاصة للمقاولات في بورسعيد.

وبدأ عمرو عسل السلم من بدايته بعمليات مقاولات صغيرة في مدينة بورسعيد ثم اتسعت أعماله وقام بعدة عمليات كبيرة مع محافظة بورسعيد لكن في عام 1990 بدأت شركته تتعرض لفترة سيئة تعثرت خلالها خمس عمليات في وقت واحد وتعذر حصوله على مستحقاته المالية، مما جعله يفكر في ترك عمل المقاولات وتغيير مسار حياته المهنية والبداية من جديد في شركة لإدارة المشروعات والاستثمار العقاري.

واشترك مع رجل الأعمال المعروف احمد بهجت في إنشاء مشروع دريم لاند لإنشاء الفيلات السكنية والشقق ومدينة متكاملة كاملة المرافق والخدمات على مساحة ألفي فدان باستثمارات 3 مليارات دولار وتحمل مسؤولية إخراج المشروع بشكل هندسي كمدير تنفيذي للمشروع والتعامل مع كبرى المكاتب الاستشارية العالمية وفي الفترة من عام 93 حتى عام2000 استطاع تنفيذ 40% من حملة استثمارات المشروع وتنفيذ مدينة الملاهي على غرار المدن العالمية بالولايات المتحدة بالتعاون مع شركة فوك الكندية وتصميم ملاعب جولف وفنادق ومولات تجارية على احدث الطرز المعمارية.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد شهد عام 2000 ركودا في الاستثمار العقاري وتعثرت مجموعة بهجت وتراكمت مشاكل القروض وفوائدها مع البنوك المصرية، فقرر عمرو عسل الانفصال عن مجموعة بهجت والبداية مرة ثالثة من جديد في إنشاء شركة لإدارة المشروعات هدفها تقديم خدمة إدارة المشروعات بطرق علمية والقيام بدور الوسط والمنسق بين مالك المشروع العقاري والمصمم الاستشاري والمقاول والتأكد انهم يعملون وفقا للميزانية الموضوعة وبمستوى الجودة المطلوبة وفقا للتوقيت المحدد.

ويقول عمرو عسل ان إدارة المشروعات الكبيرة مهنة بدأت تأخذ حيزا مهما في سوق العمل المصري. ولا تتوقف البدايات الجديدة عند عمرو عسل على المشروعات واختيارات مجالات العمل، بل تشارك في البدايات الصغيرة والأفكار والأحلام لبناء مجتمع افضل، فقد كان من المؤسسين الأوائل لجمعية شباب رجال الأعمال التي يرأسها حلمي أبو العيش، وتساهم في إرساء علاقات حوار وتعاون مع الحكومة المصرية ومنظمات الأعمال كما اشترك في المجلس المصري للتنافسية الذي يصدر سنويا تقرير الشفافية والفساد وترتيب مصر عالميا وفق المعايير الدولية كما يشغل عمرو عسل منصب عضو مجلس إدارة وأمين صندوق مجلس التشييد المصري الذي يهدف إلى الخروج بمهنة المقاولات إلى خارج مصر وزيادة القدرة التنافسية للشركات المصرية كما انشأ مع عدة رجال أعمال مصريين يعملون بقطاع المقاولات المنتدى المصري للتمويل العقاري وشارك في إنشاء رابطة المستثمرين العقاريين.

ويبدو أن الحماس للبدايات الجديدة صفة أساسية في رجل الأعمال عمرو عسل وعندما سألته عما سيفعل إذا توقفت شركته تحت ضغط أي ظروف فهز رأسه وقال ببساطة.. سأبدأ من جديد.