استراتيجيتنا الدخول في شراكة طويلة الأمد في المنطقة العربية

آجي دانوبت رئيس العلاقات الدولية في «لوفتهانزا تكنيك»:

TT

علي مدى 40 عاما، ارتبطت شركة لوفتهانزا تكنيك – إحدى شركات مجموعة لوفتهانزا والمسؤولة عن خدمات الصيانة والحلول الفنية ـ بعلاقات وثيقة مع منطقة الشرق الأوسط والدول العربية خاصة، وأصبحت الآن شركات الطيران في المنطقة العربية تمثل العميل الرئيسي للوفتهانزا تكنيك خارج أوروبا، والتي بدورها تعمل كمسؤول رئيسي عن تزويد شركات الطيران بالخدمات الفنية على إعداد مهام متنوعة وخدمات عديدة مختلفة لكل شركات الطيران في منطقة الخليج العربي ودول شبه الجزيرة والدول العربية في شمال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» التقت، رئيس العلاقات الدولية في «لوفتهانزا تكنيك» للشرق الأوسط والمنطقة العربية، حول استراتيجية التعاون مع شركات الطيران العربية، الذي أكد أن الشركة تعتزم زيادة حجم أعمالها في المنطقة رغم تذبذب حالة الطيران على مستوى العالم، وأشار إلى الشراكة الطويلة مع الدول العربية التي نجح بعضها في اكتساب خبرات فنية تمكنها من المنافسة إقليميا.

الحديث مع آجي دانوبت لم يكن جلوسا في أي مكتب لأنه صحبنا بنفسه في جولة بين قطاعات الشركة المختلفة ومن المعامل إلى الهناجر الخاصة بالإصلاح والصيانة وعلى متن إحدى الطائرات التي يتم إعادة تحويلها وتجهيزاتها لمختلف شركات الطيران العالمية.

وتنقسم شركة لوفتهانزا تكنيك إلى ستة قطاعات رئيسية هي : الصيانة، قطع الغيار، خدمة المحركات، عمرة الطائرات، خدمة مجموعة الإطارات، وأخيرا خدمة الطائرات الخاصة والتي كان لها حديث شيق.

وبدأ آجي حديثه قائلا: شركات الطيران ومشغلو الخطوط الجوية وجدوا فينا شريكا معتمدا يوفي متطلباتهم على اعلى مستوي من الجودة والمسؤولية كأكبر مزود لخدمات الصيانة والإصلاح والعمرات في المنطقة لديكم، فنحن نقدم خدمات الصيانة والتدريب في مقار الشركات بمختلف أنواع الخدمات، ولكن بعض الخدمات الخاصة مثل إصلاح المحركات ومكوناتها يتم في الورش المختصة لشركتنا في ألمانيا.

أذن الشركات ترسل المحركات فقط وتبقي الطائرة في انتظار الإصلاح؟ يجيب آجي «بالطبع لا» نقوم بإرسال محرك بديل للطائرة في حالة عمرات المحركات التي تطول حتى لا يتأثر أسطول الشركة ويواصل «ثقة الشركات العربية لم تأت من فراغ، فنحن نعمل على مساعدتها كي تصل لأداء افضل ليس بمجرد تقديم خدمات الصيانة والإصلاح وإنما نتابع معها الحصول علي التشغيل الأمثل من خلال تطوير قدراتها الفنية أيضا، لان استراتيجيتنا تقوم على دعم التطور إقليميا لتلك الشركات المحلية من خلال شراكة طويلة الأمد نعمل خلالها عن قرب معا، وكثيرا من أشكال التعاون حاليا هي نتاج سنوات من المساعدة في تأسيس عديد من تلك الشركات في المنطقة».

وماذا عن الشراكة التي أشرتم إليها مع الدول العربية وهل تتأثر علاقاتكم بالظروف السياسية الدولية؟ يجيب قائلا: لقد رفضنا ذلك منذ زمن، وفصلنا الضغوط الدولية عن عملنا مع شركات الطيران في أي منطقة، وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي يلونها التوتر لعقود طويلة، ورغم ضغوط الولايات المتحدة على المجتمع الدولي في التعامل مع بعض الدول لم ينعكس ذلك على توجهاتنا، ومثلا إيران تمثل عميلا مهما في شركتنا منذ زمن وربما اقدم عميل في منطقة الشرق الأوسط ورفضنا أن نتخلى عن دعم علاقاتنا معها وبالمثل مع حالات أخرى.

وأضاف، في المنطقة العربية لدينا شراكة طويلة الأمد مع عدة شركات رئيسية، وبالفعل وقعنا عقود شراكة تتراوح مدتها من5-10 سنوات لبناء علاقات تعاون فاعلة وتقديم خدمات أساطيل رئيسية لشركات كبيرة مثل الخطوط السعودية والخطوط الكويتية واليمنية وطيران الشرق الأوسط.

ولدينا أربعة عملاء دخلنا معهم في شراكة طويلة الأمد في الشرق الأوسط أولهم مصر للطيران التي في ظل إجراءات تحولها نحو الخصخصة تستفيد من خبراتنا لتطوير قدراتها الفنية إلى قدرات منافسة دوليا.

وكذلك شركة طيران الشرق الأوسط التي كونت قبل عامين شركة صيانة مستقلة، وقبل عامين وقعنا اتفاقا مع طيران الإمارات Gy لشراكة في الدعم الفني لقطع الغيار لأسطولها الايرباص .A340-500.A340-600 ومع مطلع 2005 وقعنا عقدا مع طيران الخليج قيمته 100 مليون دولار لتقديم دعم كلي للمكونات الفنية يتضمن بيع وإعادة تأجير المكونات وأعمال الصيانة والإصلاح والعمرات تسع طائرات B767 وست طائرات A330 وتسع طائرات A340 وعشر طائرات A320. مع خدمات لأكثر من 1400 قطعة.

وعلاوة على هؤلاء الأربعة هناك شركة الخطوط القطرية وهي احدث عملائنا ووقعنا مذكرتي تفاهم للقيام بعمرة وصيانة محركات طائراتها A320 للعشر سنوات القادمة.

توقعنا في وسط مجموعة ـ متقابلة داخل أحدها ظهر جسم طائرة تابعة للخطوط الفيتنامية من طراز B777 اشترتها الشركة من شركة أخرى روسية ويتم تحويلها إلى 12 مقعدا درجة أولى و43 رجال الأعمال على مستويين وشركتنا تعتزم اغلب خدماتها لعملاء من الخارج وبالتحديد 67% من حجم أعمال الصيانة نقدمها لشركات طيران غير لوفتهانزا، وليس بالضرورة أن تحصل لوفتهانزا على كل ابتكاراتنا.

ومثال ذلك نظام متابعة الطائرة بالأقمار الصناعية الذي انتهينا بالفعل منه، حيث يمكن رؤية الطائرة وهي تتحرك من مدينة إلى مدينة على شاشات الطائرة الداخلية بدلا من متابعة نقطة تتحرك على الخريطة، كما موجود حاليا وفي الوقت الحالي، لم تطلب لوفتهانزا هذا النظام لأننا بالفعل لدينا نظم موجودة حديثة ولا نرغب في مزيد منها، ربما العام القادم تكون لوفتهانزا عميلا لنظام المتابعة بالأقمار الصناعية. وأما الهنجر الضخم مقابل توقف رئيس العلاقات الدولية بالشركة وأشار إليه ليواصل حديثه في ابتسامة «هذا الهنجر مزود بنظام حماية ضد الضوضاء- ربما الوحيد في العالم الذي يمكن إجراء أعمال صيانة لطائرةB747 دون أن يسمع أي صوت خارجه، ونحن بالفعل نقوم بأعمال الصيانة لطائرتين B747 VIP خاصتين لشخصيتين عربيتين غير مسموح بالإعلان عنهما».