عبد الرحمن مازي: صاحب مبادرة تحولت إلى وزارة وهمّ انقلب إلى أول شركة تقنية مساهمة

TT

يتمثّل رجل الأعمال عبد الرحمن بن عبد العزيز مازي، همّ التقنية والاتصالات والأنظمة السعودية، حيث يلمس كل المتعاملين معه إبداعا متقدا وطاقة مستعرة تقوم بإنتاج الأفكار والمشروعات وتقديم الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة في هذا المجال، خولته أن يكون أبرز رجال الأعمال المهتمين في حقل الاتصالات والأنظمة. هذا الهم الذي يشكّل مازي قبل دخول التقنية وتغلغلها في المجتمع السعودي مع انطلاق ثورة الاتصالات والإنترنت عالميا، أرغم المنظمين لجميع المعارض والمؤتمرات المتخصصة في مجال التقنية والاتصالات والأنظمة في السعودية إلى الاستنارة بآرائه وأفكاره، فكان عند التحدي والطموح فصالت أوراقه وأبحاثه المتخصصة في نشاط الاتصالات كأبرز الاهتمامات على أجندته الخاصة، حتى كان يراها أن مستقبل وتحدي عالمي لابد لبلاده أن تخوضه بشكل حرفي وعالي المستوى.

وكانت أبرز مبادراته التي لاقت رواجا كبيرا على ألسنة السعوديين حينها قبل عدة أعوام، هي مطالبته الحامية وتوصياته المستمرة في إحدى المؤتمرات بالقيام بتأسيس وزارة متخصصة في الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي فعلا بدأت في التبلور لاسيما مع توجه عالمي وإقليمي للاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات الجديدة، لتصدر قرار الحكومة بقيام وزارة متخصصة أطلق عليها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

ووصل همّ مازي إلى قيامه بمساعدات شخصية عبر تقديمه عدد من الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة في هذا النشاط مدعومة بتجارب الدول الخليجية والعربية والنماذج العالمية، يقدمها بشكل دقيق مليئة بالأرقام والإحصاءات وكذلك التوقعات المرحلية والمستقبلية وهو ما جعل سمعته بالدقة والاهتمام البالغ والإخلاص في العمل متفشية بين قطاع رجال المال والأعمال، وأضافت لشخصيته العملية جاذبية في المشاركة في كثير من الشركات والمؤسسات القائمة في السعودية.

وكما لدى السلع قيمة مضافة، فمازي لديه العشرات من القيم المضافة، فهو متحدث بليغ باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى أنه عقل مطرد تشعر أن الكلمات تتفلت من فمه نتيجة الكم الهائل وكثافة المعلومات التي يختزنها عقله، كما تصفه بعض الآراء الاقتصادية الصديقة له، وهو الأمر الذي يجعل الأنظار تلتفت إليه عند دراسة مشروعات أو أفكار استثمارية جديدة، لضمه إليهم أو على الأقل للاستفادة من رؤاه ونصائحه الاقتصادية المصيبة. وتمخضت جهود مازي في دعم قطاع الاتصالات والأنظمة إلى شروعه مع مجموعة من رجال الأعمال أخيرا في تأسيس أول شركة سعودية مساهمة متخصصة في استثمارات التقنية ستساهم من خلال استثماراتها في تنمية صناعة المعلومات والاتصالات والصناعات المعرفية الأخرى في الدول التي ستزاول فيها نشاطاتها انطلاقا من السعودية مرورا بدول الخليج وانتهاء بباقي دول المنطقة، والمشاركة في إنشاء شركات جديدة أو في عمليات دمج شركات قائمة.

إلى جانب تبني مشاريع ذات صبغة وطنية من توفير البنى الأساسية كمنصات التجارة الإلكترونية وشبكات الاتصالات الرديفة والأساسية أو المبنية على تقنيات حديثة تختلف عن المعمول بها حاليا وعلوم المواد المتطورة وخلايا الطاقة البديلة. ويتوقع أن تكون هذه الشركة عاملا أساسيا في تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل ذات القيمة المضافة العالية مع فتح المجال في ذلك للجنسين من دون تمييز.

ويحمل مازي درجة البكالوريوس 1972 مع مرتبة الشرف العليا، ودرجة الماجستير 1973 مع مرتبة الشرف العليا في الرياضيات من جامعة بورتلاند الحكومية بولاية أوريجون الأميركية، والتحق بعدها بدورات عديدة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مـع شـركات IBM، EDS، Informatics، كما شارك في برامج للمـديرين التنفيذييـن مـن جامعـات IMD عام 1997، وأرتون خلال عام 1998، وهارفارد عام 2000.

وشغل مازي لمدة تسع سنوات (1973-1982م) وظائف حكومية عديدة كان آخرها مدير عام الخدمات الفنية وأنظمة المعلومات بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كما قام خلال 23 سنة الماضية ابتداء من 1982 حتى تاريخه بإنشاء العديد من شركات تقنية المعلومات والاتصالات، تولى وإدارة بعضها أو المشاركة في مجالس إدارات أخرى، ويتولى حاليا منصب العضو المنتدب للشركة الوطنية لأنظمة المعلومات، رئيسا للشركة الدولية لهندسة الشبكات، ورئيسا لمؤسسة المجموعة الوطنية للإنماء والتجارة والمقاولات. وشارك مازي في الكثير من الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية، ولديه العديد من الابحاث والمحاضرات والمقالات، المتعلقة جميعها بالرياضيات الحديثة وتقنية المعلومات والاتصالات، والحاضنات التقنية وتشجيع المبادرات، وهو عضو في الكثير من الجمعيات والمنظمات واللجان الحكومية والأهلية ذات العلاقة بهذه المجالات وبمجالات اخرى اجتماعية وإنسانية يهتم بها.