الخبير الاقتصادي علي عبد العزيز: أعود من القطاع الخاص للعمل في الحكومة بعقلية الشيراتون والميريديان

TT

يعد علي عبد العزيز من ابرز خبراء السياحة والفندقة في مصر، كما انه يجسد تجربة متميزة استطاعت تولي مواقع قيادية في العديد من الشركات العالمية والعربية من بينها شركتا شيراتون والميريديان وهما من اكبر شركات إدارة الفنادق علي مستوى العالم.

خبرة علي عبد العزيز تتعدى الـ35 عاما اكتسبها من خلال أعمال متعددة ومتنوعة بدأها منذ أن انتهى من دراسته الثانوية في بداية الستينات حيث التحق بالعمل في الفنادق الحكومية في أسوان والقاهرة والإسكندرية وكانت ملك المؤسسة العامة للسياحة والفنادق (أيجوث حاليا)، عمل خلالها متدرجا في إدارات فندق عمر الخيام (الماريوت حاليا) قبل أن يتجه للسفر إلى سويسرا ليستكمل دراسته الجامعية في كلية «جليون» عام 1964والمتخصصة في مجالات السياحة والفنادق والإدارة العامة.

و بعد ذلك تبدأ رحلته مع القطاع الخاص عام 1975 حيث فكر في التحرر والقرار السريع وعدم ارتعاش الأيدي، كما يقول، ويبدأ رحلة العمل بالعديد من الفنادق العالمية حيث بدأها بشركة «اوبراي» الهندية وانتقل للعمل بعد ذلك في شركة شيراتون الأميركية ليتدرج في المناصب ويصل إلى منصب نائب رئيس الشركة حتى عام1997، ثم ينتقل به المطاف إلى الميريديان ويتولى نفس المنصب ويصبح المسؤول عن منطقة شمال أفريقيا بإدارة الميريديان. وخلال هذه الفترة عمل عبد العزيز مستشارا للعديد من الشركات العربية، منها الشركة السعودية للفنادق التي تمتلك فندق «حياة ريجنسي» بالقاهرة وكذلك مستشارا لأعمال المسؤول الليبي البارز بالقاهرة احمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية ـ الليبية، وقد حصل خلال فترة عمله في القطاع الخاص على العديد من الشهادات العالمية، أبرزها عندما اختارته منظمة السياحة العالمية كأحسن فندقي على مستوى العالم عام 92، بالإضافة إلى اكثر من 7 شهادات كأفضل أداء وأفضل مدير من شركتي شيراتون والميريديان.

وفي حياة علي عبد العزيز العديد من المحطات حيث بدأ قطاع العمل بالحكومة ثم اتجه القطار إلى القطاع الخاص فترة طويلة من العمر واستقر القطار حاليا ليعود إلى محطة الحكومة مرة أخرى ولكن ليس بفكر الستينات عندما كان موظفا بسيطا، فهذه المرة يصبح مسؤولا عن أصول حكومية قيمتها تتجاوز 12 مليار جنيه (أكثر من ملياري دولار) يديرها بعقلية مدرسة «الشيراتونست والميريديانست» حيث يعتبره البعض في مصر مؤسس هذه المدرسة التي تتبني فكر التحرر من القيود والروتين وسرعة اتخاذ القرار.

ويعود علي عبد العزيز إلى ديوان الحكومة حيث اختاره وزير الاستثمار المصري الدكتور محمود محيي الدين قبل ثلاثة اشهر ليصبح رئيسا للشركة القابضة للسياحة والسينما الحكومية، وهي من اكبر شركات تملك الفنادق وشركات السياحة في مصر، ليصبح الساعد الأيمن للوزير في إدارة أصول الدولة وبيعها من خلال منظومة تعتمد على فكر الاستثمار وتعظيم عائدات البيع وضخ الاستثمارات جديدة وزيادة طاقات وضخ استثمارات جديدة وزيادة طاقات الفنادق وعدم تغيير النشاط.

وعن هذه التجربة يقول علي عبد العزيز«الحكومة لم تختر أفرادا جاءوا من اجل البيع بهدف البيع ولكننا أصحاب فكر ونملك دراسات عالمية ونعمل من خلال تقييمات مستمرة ومن خلال رقابة الأجهزة المختلفة في مصر، ولذلك فليس بيع الأصول هو الهدف في حد ذاته، وليس الهدف التفريط في أصول الدولة، ولكننا نهدف إلى تعظيم العائدات من خلال القيام بالتطوير المستمر ومراجعة التقييم والأداء بشكل يومي، وهذا سينعكس علي مشتري الأصول لأنه سيستشيرها في حالة صحية».

ويقول علي عبد العزيز «من اجل تحقيق أهدافي فإنني سأستعين بخمسة من القطاع الخاص ممن عملوا في شركات عالمية سيتولون مهام محددة وإدارات خاصة بالترويج والعلاقات والتسويق والاتصالات بالمستثمرين والشركات العالمية.. وهم من أصحاب «الرتم السريع» وبالتعاون مع الموجودين بالشركة حاليا». ويضيف «راجعت أيضا الهيكل التنظيمي للشركة ووجدت أن الدائرة كبيرة جدا وهذا سيعوق العمل، لذلك قمت بإلغاء بعض الإدارات ودمج إدارات أخرى في بعضها البعض حتى أقلل من الروتين والتعقيدات داخل الشركات، وهذه ميزة القطاع الخاص في المرونة وسرعة اتخاذ القرار فكلا القطاعين يعملان من خلال منظومة «النظام المحاسبي الموحد»، وهو نظام مالي لا يتغير ولكن كيفية إدارة هذا النظام هو الذي يميز القطاع الخاص عن القطاع العام».

وعن طريقة إدارته للشركة يقول علي عبد العزيز «العمل أصبح هوايتي الأولى.. اعمل بالمكتب ليس بعدد الساعات التي اقضيها فيه ولكن بحجم العمل الذي أنجزته فالعمل المتواصل لا ينتج ولذلك أنا اترك السيارة في منزلي المطل علي النيل وأقوم بممارسة هواية ورياضة المشي حتى المكتب فأنا أعشق رياضة المشي لأنها تجعلني شباب دائما». ويطلق علي عبد العزيز والذي يجيد التحدث بطلاقة بالانجليزية والفرنسية ويفهم الإيطالية.. يطلق ضحكة وقهقهة طويلة ويقول «سأفجر مفاجأة قريبا عندما أستطيع أن أدمج فكر مسؤولي الشركة مع فكر من سأستعين بهم من رجال القطاع الخاص ليكونوا عقلا واحدا.. فكر متحرر ومنطلق يخلع رداء الروتين والبيروقراطية وكفانا تعقيدات».