رجل الأعمال السوري د. عبد الرحمن العطار: السياحة نفط سورية المقبل

أسعد اللحظات في حياتي عندما أقدم خدمة لإنسان يحتاجها بالفعل

TT

أمضى رجل الأعمال السوري، الدكتور عبد الرحمن العطار، 34 سنة في غرفة التجارة وكان أبرز شيء حققه مع التجار الحفاظ على الغرفة لأنه كان ثمة من يتمنى زوالها، حسب قوله، واستطاع من خلالها أن ينقل مطالب رجال الأعمال، وحافظ على استمرارية رجال الأعمال السوريين في خدمة وطنهم في كافة الظروف التي مرت على سورية والمنطقة.

ويقول العطار: تزوجت عام 1968 من كريمة المهندس منيب الدردري وهو من أوائل المهندسين الذين عادوا إلى سورية في الثلاثينات من القرن الماضي وكان نائب رئيس مجلس بلدية دمشق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء، لدي ثلاثة أبناء: سامر 33 سنة، وناديا 30 سنة، وعبد الغني 25 سنة، درس سامر إدارة الأعمال في كندا بينما درس عبد الغني علم الكومبيوتر في كندا أيضا، ودرست ناديا في فرنسا علم الديكور، والثلاثة يعملون معي حاليا في سورية.

ويتابع قائلا: أسست مع شقيقي فارس مجموعة اقتصادية متنوعة لا تزال قائمة حتى الآن في مجال السياحة، وتملك عدة فنادق مثل كارلتون دمشق، وبرج الفردوس دمشق، وزنوبيا في تدمر، وفي مجال صناعات الدواء والأنابيب وكرتون التغليف والأثاث ومواد البناء، ولدينا مساهمات في عدة شركات منها شركة «بركة» للإنتاج الزراعي والحيواني، وشركة «اورينت تور» في مجال استقدام المجموعات السياحية وشركة الشرق الادنى التي تعمل في مجال الطيران وكيلة الخطوط الجوية الإيطالية لأكثر من 30 سنة.

وحول بداياته مع العمل التجاري، يقول العطار: أنتمي إلى عائلة دمشقية متوسطة الحال أساسها التضامن والتعاون والعمل، ولدت عام 1938 درست الاقتصاد في تشيكوسلوفاكيا، وكان والدي الحاج مصطفى العطار رجل علم وتجارة حيث كان أمين سر رابطة العلماء ويعمل في تجارة المواد الغذائية، وكان له أصدقاء كثر في غرفة التجارة وكانوا يجتمعون في المنزل وقد جذبتني أحاديثهم للعمل التجاري ولأخلاقيات التجارة التي كانت تمارس في ذلك التاريخ، وكان كبار التجار يتعاملون بين بعضهم البعض حيث لا وثائق ولا كمبيالات ولا أوراق مثبتة، بل كانت كلمة التاجر عقدا ملزما للطرفين، وكان التجار عندما يصاب أحدهم بعثرة يجتمعون ويقدمون له العون بأخلاقيات كبيرة من دون أن يجرحوا كرامته، كما كانوا يجتمعون صباحا، وكان والدي أحدهم، يحلون مشاكلهم من دون اللجوء إلى القضاء، وهذا أمر للأسف لم يعد موجودا.

وفي هذا السياق، يقول العطار تعلمت من والدي أن أكون صادقا مع نفسي أولا، ثم أحترم العمل ثانيا، فمن يحترم ويتقن عمله ويصبر فإنه سيصل لأن لا شيء يأتي خلال 24 ساعة، ومع الأسف فإن الكثيرين، ومنهم أبناؤنا، يتمنون الوصول عبر أسلوب حرق المراحل الذي لا يعطي نوعية جيدة وكافية أو ثمرة ناضجة، واستفدت كثيرا من حكمة والدي هذه فصعدت درجة بعد أخرى.

ويستدرك قائلا، ذهبت للدراسة هناك وأعتبر أن الحظ والتوفيق من رب العالمين جاءني من خلال هذه الدراسة في التشيك لأنني عندما كنت أدرس هناك تعرفت على مجموعة من الزملاء في الدراسة، وأصبح معظمهم، بعد أن عدت إلى وطني سورية، ذوي مناصب رسمية مرموقة ومديري شركات كبرى في تشيكوسلوفاكيا، وكانت لسورية في فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين علاقتها المميزة مع تشيكوسلوفاكيا ومن خلالهم نجحت في تمثيل عدة شركات تشيكية ساهمت كثيرا في التنمية الاقتصادية في سورية وكان ذلك بمثابة بداية عملي الاقتصادي.

وحول جوانب الحياة الاخرى، يقول العطار، هوايتي الوحيدة هي السباحة، ولدي أمور كثيرة تملأ وقتي، فبرئاستي لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري اقضي اسعد اللحظات في حياتي خاصة عندما أشعر أنني قدمت خدمة لإنسان يحتاجها بالفعل واستطعت الوصول إلى هذا الإنسان، لأنني لا أستطيع الوصول إلى جميع أصحاب الحاجات، وكذلك من اسعد اللحظات هي العمل مع مجموعة المتطوعين الشباب، فالسعادة تغمرني عندما ألتقي بهؤلاء وعددهم خمسمائة شاب وشابة أعمارهم تتراوح بين 16 و 24 سنة، يتركون وقتهم وراحتهم وسعادتهم ليقوموا بزيارة المرضى والاعتناء بهم، ويهرعون لمساعدة المبتلين بالكوارث والإيدز، وحتى عندما يأتيهم تعويض مهما كانت قيمته عالية يتبرعون به إلى صندوق اللجنة، حتى أنني أخجل من نزاهة عملهم.

ويضيف قائلا، أحب السياحة وأتمنى أن تتطور في سورية، لتصبح في مستوى إسبانيا وفرنسا وتركيا، إن مستقبل سورية في السياحة، التي ستكون النفط الدائم بدلا من النفط الآيل للنضوب، وحده العمل السياحي هو الذي سيؤمن دخلاً عالياً وفرص عمل كثيرة، يجب ألا تكون السياحة كما هي مطروحة حاليا، فيجب أن توضع استراتيجية لها، ومن الضروري استدعاء خبراء على المستوى العالمي، ويجب أن نعرف تماما أننا غير قادرين على وضع التصور الصحيح لتطوير السياحة.

ويطالب العطار في هذا السياق العمل وفق ثلاثة محاور أساسية لتطوير السياحة الداخلية والعربية والأجنبية، ثم يجب انتقاء نوعية الشراكة التي يجب التوجه إليها، فسورية تضم آثارا ثمينة ورائعة وهناك عناصر سياحية متكاملة بحسب قول العطار، موضحا كما أننا يجب أن نتكامل مع لبنان سياحيا، فنحن لا يمكننا أن ننافس لبنان بسياحة الجبل بل نستطيع أن ننافس بسياحة الصحراء، ونبحث عن الجديد في السياحة وتنوعها، وبرأيي يجب أن نخلق منتجا سياحيا جديدا يختلف كلياً عن المنتجعات الموجودة حاليا.

ويختتم العطار قائلا ان مشروعه الطموح للتقاعد أن تكون لديه مكتبة جميلة لمساعدة الراغبين بالقراءة والذي لا يستطيع أن يشتري الكتاب، يستطيع أن يستعيره ثم يعيده ليتمكن الآخرون من الاستفادة منه.