تراجع أسعار الشحن الجوي يدعم ازدهار تجارة الذهب في الإمارات

دبي استوردت 504 أطنان من المعدن الأصفر خلال العام الماضي

TT

دبي ـ رويترز: قال كبار المتعاملين في الذهب في إمارة دبي إن الامارة يمكن ان تحقق هدفها الطموح بان تصبح واحدة من اكبر مراكز الذهب في العالم اذا انخفضت أسعار الشحن الجوي الباهظة لتصل الى نفس المستويات السارية في مراكز رئيسية اخرى لتجارة الذهب. وتشتهر دبي التي تعرف بمدينة الذهب بتجارة الجملة والتجزئة في الحلي، بينما تصدر كميات كبيرة من الذهب للهند، اكبر مستهلك للمعدن الاصفر في العالم. وقال كولين جريفيث المدير التنفيذي لتجارة الذهب في بورصة دبي للمعادن والسلع «أسعار الشحن الجوي للواردات ارخص منها للصادرات، انها مشكلة التجارة بصفة عامة».

وفي العام الماضي استوردت بورصة دبي 504 اطنان من الذهب وصدرت 261 طنا، وغالبا ما يشحن الذهب عن طريق الجو. وقال هاريس باواني مدير مؤسسة بن ثابت للحلي وهي من اكبر شركات تجارة الجملة في الذهب في المنطقة «الاسعار في غير صالحنا الآن. سيختلف الوضع كثيرا اذا خفضت». ويتفق كثير من المتعاملين في تجارة الذهب في دبي مع هذا الرأي، اذ ان تكلفة الشحن من دبي الى مومباي غالبا ما تكون مثلي تكلفة الشحن من لندن او نيويورك لنفس المدينة. وقال باواني «ينبغي ان تساير شركات الطيران الرسوم العالمية المعروضة في مختلف الدول». وتحقق بعض التقدم في خفض الرسوم عما كان عليه قبل نحو ثلاثة اعوام، ويبذل مركز دبي للسلع والمعادن جهودا لخفضها وزيادة التجارة في الذهب. وأعلنت شركتا طيران الامارات ومقرها دبي والاتحاد للطيران ومقرها أبوظبي انهما تدرسان حاليا خفض رسوم شحن الذهب، وأضافا ان اسعار شحن جميع السلع تخضع للعرض والطلب. وقال متحدث باسم طيران الامارات «تختلف اسعار الشحن حسب الطلب في السوق الى جانب تكلفة الخدمات الارضية والأمن». وقال انجو رويسلر نائب رئيس ادارة الشحن في شركة طيران الاتحاد المملوكة للدولة «يصل الى دبي كم كبير من الشحنات من شبه القارة الهندية وآسيا عن طريق البحر ثم تشحن لاحقا الى خارج دبي جوا». وقال جريفيث «ان هناك إمكانات نمو طيبة في دبي ويتوقع ان تستمر». وتابع «اذا أتاحت الاسعار قدرة اكبر على المنافسة يمكن ان يرتفع مستوى 500 طن الى 900 وألف طن». وأبدت دبي عزمها ان تصبح واحدة من مراكز تجارة الذهب الرئيسية الى جانب لندن ونيويورك وهونغ كونغ وطوكيو مع تدفق 50 في المائة من جميع صادرات الذهب عبر اراضيها. وكي يتحقق هذا الهدف البراق شيدت مصافي ذهب وبدأت تعاملات آجلة على الذهب. ويبدو أن خبراء الذهب في دبي على قناعة بان التجارة في الذهب ليست مجرد فقاعة يضخمها مستثمرون لديهم سيولة نقدية وأسعار عالمية آخذة في الصعود وان مصيرها الانهيار. ويقول باواني «انها صناعة بنيت على أسس صلبة وبلغت مرحلة النضج».

مضيفا «هناك ارتباط قديم بين دبي والذهب. ليست حديثة العهد به». وقال تجار «ان دبي مركز تجاري قديم رسخ اقدامه كسوق للحلي، ومع اقامة بورصة دبي للمعادن ستتوافد اعداد اكبر من تجار الجملة لإقامة مراكز لهم هناك». وأضافوا ان المعادلة الرابحة لتجارة الذهب شملت تقديم بورصة دبي للمعادن إعفاء ضريبيا لمدة 50 عاما وبنية أساسية ممتازة وحكومة صديقة لقطاع الاعمال وموقعا استراتيجيا بين الشرق والغرب.