رجل الأعمال السعودي فهد العيسى: حلم مصنع تكييف صغير يتحول إلى منتج يتداول في 60 دولة حول العالم

TT

ترعرع ونشأ في بيت تجاري عريق على مستوى الخليج، وعاش مرحلة الصبا في الكويت حيث درس بها مراحل التعليم العام، ثم غادرها إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الهندسة المكانيكية، ليعود بعد حصوله على الشهادة الجامعية إلى السعودية التي غادرها صغيرا حاملا معه حلم العمر (مكيفات العيسى) الذي يتداول بقوة في أسواق 60 دولة من بلدان العالم المتقدم.

يشير رجل الأعمال السعودي والعضو المنتدب لمجموعة العيسى فهد بن صالح العيسى، إلى أن فكرة الاستثمار في صناعة المكيفات ترسخت في ذهنه أثناء وجوده في الولايات المتحدة، وأصبح هذا المشروع بمثابة حلمه الوحيد الذي تحقق على أرض الواقع بعد أن وجد فرصة ذهبية كما سماها، حيث ساعده في تنفيذ هذا الحلم عمه عبدالعزيز العيسى الذي لم يتردد في تبني هذا المشروع من خلال تأسيس مصنع صغير بالعاصمة الرياض في عام 1977، لإنتاج مكيفات (جبسون)، إلا أنه لم يخف الصعوبات التي واجهته بعد أقل من سنتين من تشغيل المصنع بسبب المنافسة غير المتكافئة من قبل المكيفات اليابانية، مما اضطرهم للتوقف عن الإنتاج مع نهاية عام 1983، وذلك من أجل خوض المعركة (المنافسة) من جديد واضعا في ذهنه هدفا محددا يتمثل في انجاز تصميم جديد لمكيف (جبسون) وتمكن في أقل من عام وبعد عدة محاولات أن يتوصل إلى تصميم رائع نال إعجاب شركة جبسون الأميركية التي أعطته الضوء الأخضر للانطلاقة من جديد، مما أعتبرها أسعد لحظات حياته، فبدأ المصنع الإنتاج في عام 1986 بطاقة 50 ألف مكيف في السنة ليقفز الإنتاج عاما بعد عام حتى وصل العام الماضي 1700 ألف مكيف. وأضاف العيسى أن نجاحهم في هذه الصناعة جعلهم يتجهون لإنتاج نوعيات مختلفة من المكيفات بأسماء متعددة، مما أتاح لهم فرصة الوصول إلى أسواق عالمية عديدة بلغت 60 سوقا، فيما قال إن ما يغلقهم حاليا في هذا السوق ما أسماه بالمارد الصيني (المكيفات ذات الصناعة الصينية) وذلك لتدني أسعار هذا النوع من الإنتاج لدرجة يصعب منافستها حسب قول العيسى، لكنه يرى أن القضاء على هذا المارد لن يطول كثيرا حيث حدد فترة سنتين كحد أقصى لتغيير الوضع الصيني.

ويعتقد العيسى أن البيئة السعودية تعتبر مشجعة للغاية للعمل الاستثماري في شتى المجالات بل أنها تعد من أفضل بيئات الاستثمار على مستوى العالم، حيث أن تكلفة الإنتاج محليا تعتبر قليلة جدا مقارنة على سبيل المثال بدول الخليج، بالإضافة إلى أن السعودية تمثل أكبر سوق في المنطقة العربية، منوها في ذات الوقت بأن هناك وفرة كبيرة في فرص الاستثمار، كما أن فرص النجاح أيضا تعتبر متوفرة، لكنه يرى أن النجاح له ضريبته خاصة في جانب العلاقات الاجتماعية، حيث قال إنه على سبيل المثال يعتبر أسوأ الناس في هذا الجانب، رغم أنه يشعر بالذنب لتقصيره في ذلك، إلا أنه يجد نفسه غير قادر على الإيفاء بذلك، فيما حمد الله بأن رزقه بإخوة وأبناء عمومة يقومون بهذا الواجب نيابة عنه.