مغامرة إلكترونية للأخبار الاقتصادية بدبي تنجح في استقطاب الاهتمام

تضاعف عدد مستخدمي الموقع ثلاث مرات في فترة قصيرة

TT

خطرت على بال اثنين من المغامرين الدنماركيين الشباب في النصف الثاني من التسعينات فكرة اقتحام عالم الإنترنت الاقتصادي في الشرق الاوسط حينما كانت فورة الاعلام الإلكتروني في ذروتها بالغرب ولم تكن قد وصلت بعد الى المنطقة. وتمكن الموقع «إيه إم إي انفو Ameinfo.com» الذي ينشر المعلومات الاقتصادية الخاصة بمنطقة الشرق الاوسط باللغتين العربية والانجليزية من استقطاب اهتمام رجال الاعلام والمتابعين للشأن الاقتصادي في المنطقة والعالم حتى اصبح وفقا للرئيس التنفيذي للشركة التي تملك الموقع من قنوات المعلومات الرئيسية لكثير من صناع القرار في الغرب ايضا.

واضافة الى المحتوى الإلكتروني المكتوب، ادخل القائمون على الموقع ادوات اعلامية جديدة للاخبار مثل الفيديو والصوت لتغطية الاخبار واجراء اللقاءات مع المسؤولين ورجال الاعمال تلفزيونيا واذاعيا. ووفقا للرئيس التنفيذي للشركة، كلاوس لفغرين، ونائبه لارس نلسن، فقد ارتفع عدد متصفحي الموقع ثلاثة أضعاف خلال الستة أشهر الماضية وذلك وفقاً للتقييم الإلكتروني الذي أجراه مكتب تدقيق التداولات الإلكترونية في لندن. وتظهر الارقام ان الموقع سجل في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي ارتفاعاً ملحوظاً، حيث زاد عدد مستخدميه من 236238 إلى ما يزيد عن 649554 مستخدما، وذلك بنسبة زيادة تصل إلى 175%. كما ارتفع عدد الزيارات إلى الموقع من 2.3 مليون الى 4.2 مليون مستخدم خلال الفترة نفسها أي بارتفاع 79%.

اللجوء الى التدقيق كما هو حال المطبوعات هدفه في النهاية استقطاب المعلن من خلال الارقام التي تعطيها جهة محايدة متخصصة. وعلى العكس من مواقع الإنترنت العربية الأخرى، الفقيرة اعلانيا، يعج موقع «إيه إم إي انفو» بالاعلانات المختلفة كالفيديو والاطر المتحركة واللوحات الثابتة وغيرها. واعتبر لفغرين ان الارتفاع في نسبة مشاهدي الموقع كان متوقعا في حدود الضعفين، معتبرا ان الارتفاع ثلاثة اضعاف استثناء وليس قاعدة، فيما ارجع النمو الى التحسينات التي ادخلت على الموقع فضلا عن ارتفاع عدد مشتركي شبكة الإنترنت في المنطقة. وأضاف لوفغرين قائلاً: «لقد استفدنا طبعاً من الارتفاع الحاصل في نسبة استخدام شبكة الإنترنت في المنطقة وفي بلدان أبعد كالهند، حيث أننا أنهينا عامنا الأول لعملنا هناك. كما تعزى أيضاُ هذه الأرقام العالية إلى عروضنا من الخدمات والمنتجات التي صممت خصيصاً مع الأخذ بعين الحسبان احتياجات المستخدمين في المنطقة».

وعلى سبيل المثال، تمكن خدمة البث الجديدة مستخدمي الموقع من تحميل جميع المحتويات الصوتية لدى موقع «إيه إم إي إنفو» على مشغل «ام بي 3» والاستماع إليها بدون الحاجة إلى الاتصال بالشبكة، ويشكل هذا الأمر أسلوباً مثالياً في بلدان منطقة الشرق الأوسط كالمملكة العربية السعودية، حيث أن نسبة استخدام شبكة الإنترنت أقل فيها، حيث أن النفاذ إلى الشبكة يتم عن طريق المقاهي لا عن طريق الاتصال الشخصي من المنزل. كما أطلق الموقع خدمة PDF، التي تمكن المستخدمين من تحميل المواد بأسلوب ملائم، وتصميم إلكتروني قابل للتحويل، وذلك للإطلاع عليها وفق رغباتهم ودون الحاجة إلى الاتصال بالشبكة.

واضافة لذلك يوفر الموقع معلومات محدثة عن الشركات والأخبار المالية، وخدمة الاخبار العاجلة وأخبارا يومية على الفيديو، وخدمة راديو، ودليلاً شاملاً للشركات، وجدولا لمواعيد الفعاليات والأحداث، وخدمة البريد الإلكتروني للأعمال، وتحديثات شبه فورية لأسهم السوق المالي. ويستخدم الخدمة أكثر من 350 ألف شخص شهرياً.

وتابع لوفغرين حديثه قائلاً: «لقد كنا أول موقع في منطقة الشرق الأوسط يقوم بعملية تدقيق إلكتروني، حيث أثبتت النتائج صواب هذا القرار العملي. ويوفر هذا التدقيق الكثير من الشفافية التي يحتاجها السوق بشكل كبير، كما يحول شبكة الإنترنت إلى أداة اتصالات تسويقية مسؤولة».

ويبدو هذا الموقع من جهة أخرى استثمارا جيدا لمالكيه اذا ما قرروا يوما بيعه كاملا او حصصا فيه. ولا تتوفر تقديرات متخصصة لتقييم قيمة هذا الموقع الا انها ـ وفقا لعارفين في القطاع ـ ستكون بملايين الدولارات. ويبدو هذا الاتجاه سائدا في المنطقة خاصة ان موقعا آخر على الإنترنت هو «مكتوب دوت كوم»، الذي يبلغ عدد مستخدميه 4 ملايين شخص، باع الصيف الماضي حصة 40% الى شركة استثمارات بخمسة ملايين دولار.

وتلعب عوامل مختلفة اهمها نمو معدلات انتشار الإنترنت في المنطقة طرداً مع الزيادة السكانية ضمن فئة الشباب، وزيادة دخل الفرد في تعزيز القيمة الرأسمالية لمواقع الإنترنت الناجحة في المنطقة.