الفنادق الاقتصادية تشق طريقها بقوة إلى المنطقة العربية

ربما تصل تكلفة الليلة الواحدة فيها إلى 20 دولارا فقط

TT

يبدو انه في ظل عصر ضغط النفقات وترشيدها لدى الشركات الكبيرة والمتوسطة الحجم، فإن منطقة الشرق الاوسط ستشهد خلال السنوات القليلة القادمة ظهور ما يعرف بالفنادق الاقتصادية، التي تختلف بالطبع عن الفنادق الرخيصة والموتيلات والخانات، من حيث انها تدار من قبل شركات عالمية معروفة، مثل «شيراتون» و«انتركونتننتال» وغيرها. وعبر عدد متزايد من مجموعات الفنادق هذه عن نيته التوسع في استقطاب المسافرين من ذوي الميزانيات المحدودة، وذلك من خلال طرح المزيد من الفنادق الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، ويتوقع خبراء الفنادق أن يكون هذا القطاع هو الفائز بحقبة النمو المستقبلي في قطاع الفنادق لاستقطاب الضيوف والزوار لمنطقة الشرق الأوسط .

وقال كريس مولوني، رئيس قسم العمليات في مجموعة فنادق انتركونتيننتال، انه ثمة فجوة عميقة في القطاع الفندقي بالمنطقة، ويتمثل ذلك في قلة عدد الفنادق الاقتصادية التي تعد مهمة جداً من أجل المحافظة على زيادة نمو عدد زوار منطقة الخليج خلال السنوات العشر القادمة.

واضاف قائلا: «قمنا في انتركونتيننتال بمتابعة النمو وتنوع فئات الزوار، ولاحظنا نمو شريحة الطبقة المتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ازدهار عدد السائحين القادمين من الدول العربية، وهذه النتائج لفتت انظارنا الى أهمية تقديمنا لسلسلة فنادق «اكسبريس ان» في منطقة الشرق الأوسط لتوفير خدمة ممتازة بأسعار اقتصادية».

ومن المقرر افتتاح أول فندق هوليداي اكسبريس في العام المقبل وسيكون مقره في قرية المعرفة بدبي، وسيحتوي الفندق على 240 غرفة. وتعتزم المجموعة التوسع وافتتاح 20 فندقاً في دول الخليج العربي، إضافة إلى 20 فندقاً آخر في لبنان وسورية، وهي خطة توسع مماثلة تمت من قبل سنترو التابعة لروتانا، التي قامت بطرح هذه المجموعة أخيرا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووفقا لمدير العمليات عماد إلياس تتطلع روتانا لطرح 20 فندقاً من فنادق سنترو على النطاق الإقليمي خلال سنتين، وستكون البداية بافتتاح فندق في دبي وآخر في أبوظبي.

واشار الى ان معدلات أسعار الغرف شهدت على النطاق الإقليمي، وبشكل خاص في الأسواق الرئيسية زيادة مستمرة، لكن «ما تفتقد له المنطقة، هو وجود سلسة فنادق من فئة الثلاثة نجوم، تعمل في منطقة الشرق الأوسط، ويتوجب حالياً على المسافرين دفع الأسعار العالية للإقامة في فندق من فئة أربعة أو خمسة نجوم، أو دفع مبلغ اقتصادي والإقامة في فندق لا يتمتع بمستوى الخدمة التي يتطلعون إليها». الا ان توفر الفنادق الاقتصادية في المنطقة سيلتزم بمعايير مختلفة عن المعايير المعمول بها في الدول الأخرى. ويوضح مولوني ذلك بالقول، ان فنادق اكسبريس ستلبي متطلبات السوق في دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الغرف الواسعة والخزائن والحمامات الكبيرة وتوفير خدمة غسل وكي الثياب وخدمة الإنترنت السريعة وما شابه، اي الخدمات التي توجد في الفنادق الاعلى تصنيفا والأعلى سعرا.

كما سيشتمل الفندق على منطقة استقبال وخدمات المطاعم على مدار اليوم وغرف الاجتماعات وناد صحي ومركز رجال الأعمال وغرف متصلة ببعضها البعض وخدمات الحافلات من وإلى المطار. من جانب آخر، تركز نظرية فنادق سنترو على توفير غرف مساحتها 22 متراً مربعاً ومطعم يقدم الوجبات على مدار اليوم، ومقهى ومتجر حلويات للمناسبات الخارجية، وناد صحي وبركة سباحة، إضافة إلى مركز خدمات الأعمال والاجتماعات التي تشمل التوصيل اللاسلكي مع الإنترنت. وتتجه بعض الفنادق الشهيرة نحو توفير الخدمات الشاملة بأسعار منخفضة، وآخرها اعلان مجموعة أكور الفرنسية عن خططها في إضافة 200 الف غرفة فندقية خلال السنوات الأربع القادمة، نصفها سيكون مخصص لقطاع الفنادق الاقتصادية.

كما انه من المتوقع ظهور فنادق اقتصادية بمنتجات جديدة كلياً، ستثير زوبعة في القطاع ككل. فقد أعلن ستيلوس هاجي لوناو، رئيس مجموعة إيزي جت للطيران الاقتصادي، عن طرحه لمفهوم الفندق الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط ببداية ستشهدها دبي في محاولة منه لتخفيض تكلفة الإقامة في هذه الامارة.

ومن المتوقع بعد الانتهاء من المفاوضات ظهور سلسلة من الفنادق ذات التكلفة المنخفضة، توفر غرفا تصل تكلفة الإقامة بها إلى 20 دولارا أميركيا فقط لليلة الواحدة. مقابل اكثر من 200 دولار في المتوسط حاليا. وقامت مجموعة ايفا الكويتية للفنادق والمنتجعات، بالاستثمار في فندق يوتيل، الذي تعد غرفه صغيرة واقتصادية، ومن المقرر لهذا الفندق الكائن في مطار هيثرو وغاتويك في المملكة المتحدة، أن يفتتح أبوابه خلال فصل صيف هذا العام، ونقل هذا المفهوم لاحقاً لمنطقة الشرق الأوسط. ومن المقرر على ضوء هذه التطورات ان تستضيف دبي في شهر مايو (أيار) المقبل، المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي، حيث يلتقي فيه رواد هذا القطاع ليتداولوا التطورات الحالية والخطط المستقبلية لما يتعلق بالقطاع السياحي والفنادق، خاصة بروز الفنادق الاقتصادية.