محي الدين قرنفل يدير شركة تملك محافظ مالية بمئات الملايين من الدولارات ويتطلع للوصول إلى المليارات

TT

انضمت شركة «هايفن» Hyphen الى عداد الشركات المالية والاستثمارية المسجلة في بيروت، وهي شركة متخصصة بإدارة الاصول والمحافظ المالية. وبدأت الشركة نشاطها الفعلي مطلع العام الحالي بعد اكتمال اجراءات التأسيس منتصف العام الماضي، وتدير حاليا خمس محافظ مالية بحجم يفوق 175 مليون دولار، اضافة الى الإعداد لإطلاق صندوق عقاري.

يرأس شركة Hyphen، كل من طلال غالي ومحي الدين قرنفل الذي يتولى ايضا منصب المدير العام للاسواق المالية ومدير عام الاستثمارات الخاصة. ويقول قرنفل لـ «الشرق الأوسط»: «ندير محافظ مالية مختلفة بحجم يفوق 175 مليون دولار ويفترض ان تناهز 250 دولارا بعد ستة اشهر، ويتألف فريق العمل لدينا اليوم من ثمانية اشخاص وسيصبح اثني عشر في غضون اشهر. وتمتد عملياتنا الى جميع انحاء العالم ولا نحصرها بالاسواق العربية فقط. ونعمل على تأسيس محفظة عقارية للاستثمار في القطاع العقاري اللبناني. اما طبيعة الشركة فهي مساهمة من قبل رجال اعمال عرب واوروبيين».

وعن خلفيته يقول: «عملت لأربع سنوات مع شركة شعاع كابيتال منذ اغسطس (آب) 2000 وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، وكنت اتولى منصب رئيس سوق المال ومدير المحافظ وكانت من مهامي ادارة «صندوق الطائف»، وهو اول صندوق سندات يركز على سندات اصدرت من قبل شركات وحكومات عربية. وقبل ذلك عملت مع شركة «ميدل ايست كابيتال غروب» (مقرها بيروت)، وكنت اتولى منصب رئيس قسم الواردات الثابتة وهي جزء من ادارة اسواق المال».

وعن الهدف من وراء تأسيس Hyphen، يقول: «هناك فجوة ما بين المنتوجات التي تباع للافراد (Retail Products) وخدمات الصيرفة الخاصة، بمعنى ان الفجوة قائمة ما بين الاشخاص الذين يملكون بين 100 الف دولار وخمسة ملايين دولار، فهذه الفئة من المدخرين لا يتم التعامل مع احتياجاتها بالشكل المناسب، فالخدمات المقدمة غالبا ما تكون أسعارها مرتفعة او غير ملائمة لهم. نحن نتطلع الى خدمة هذه الفئة، حاليا وفي ظل العولمة الحاصلة في اسواق المال، اصبحت هذه الاسواق تستقطب بسهولة المحافظ وهذا الامر يحقق مردودا جيدا. هدفنا ادارة الاموال بشكل جيد مع ادنى قدر من المخاطر. الناس لا تتطلع فقط الى عائد الاستثمار انما الى توظيف اموالها في قطاعات آمنة. وعندما تؤمن للناس البيئة الآمنة فالناس ستوظف اموالها في أي بلد كان».

وتتخذ شركة Hyphen من بيروت مقرا ولها فرع في لندن. وتنفذ عملياتها من خلال مصرف UBS السويسري الدولي، وتشرف مجموعة SSand C الاوروبية التي تتخذ من لندن ونيويورك مقرين لها على معاملات Hyphen الادارية وعلاقتها مع المستثمرين، فيما تتولى PWC التدقيق في شؤون المحاسبة.

يضيف قرنفل: «ان الاهتمام الاوروبي بسوق الخليج يتضاعف، لكنه ما زال ضئيلا والاسواق العربية تنمو بفضل رؤوس الاموال العربية، فبالأمس كانت قيمة اسواق المال العربية تبلغ 120 مليار دولار، أما اليوم فهي توازي 550 مليار دولار».

وعن وضع هذه الاسواق يقول: «تعيش الاسواق العربية حالة تناقض، فمن ناحية القوانين والبنى التحتية والشفافية تعتبر اسواقا ناشئة، ومن ناحية اخرى فهي اسواق غالية وتشهد نمواً متسارعاً. اليوم تعيش الاقتصادات العربية حالة إصلاح نتمنى الا تقف وتستفيد من الطفرة الحاصلة». وعن الصندوق العقاري الذي تعتزم الشركة إطلاقه، يقول: «يفترض ان تناهز قيمة الصندوق 50 مليون دولار. سيوظف بالدرجة الاولى في لبنان. لا سيما ان القطاع العقاري اللبناني أثبت جدارته، نتطلع الى القيام بمشاريع سكنية وتجارية والى شراء أراض وبيعها. كما نهدف الى إنجاز مشاريع سكنية وتجارية في العالم العربي. عمر الصندوق عشر سنوات ويفترض ان يتراوح عائد الاستثمار ما بين 15 و20 في المائة سنويا».

وحول نمو القطاع العقاري لبنانيا وعربيا، يقول: «فائض السيولة الحاصل في الخليج وظف في القطاع العقاري في أنحاء العالم العربي كافة، لذلك اليوم غالبية الدول العربية تشهد فورة عقارية. القطاع العقاري قطاع آمن، لا سيما في لبنان بفضل صغر مساحته».

وعن الفرق ما بين حاجات الزبون العربي والزبون الاجنبي، يقول: «ما من فرق بتاتا، الحاجات واحدة، ما يهم الزبون هو أن تدار امواله بمسؤولية وشفافية وان تكون خاضعة للرقابة من اكثر من جهة، الزبون يتطلع الى المردود في بيئة آمنة. عملنا مع الاجانب يرتكز على اسواق المال العالمية. صحيح ان مقرنا في بيروت، لكن نطاق عملنا عالمي، انتقلت من دبي الى بيروت لأنني لا أريد ان أحد نفسي في اسواق الخليج. اليوم وفي ظل العولمة يجب النظر الى جميع الاسواق. الفورة الحاصلة اليوم في اسواق الخليج مردها الى انخفاض مستوى الفوائد وفائض السيولة الناتج عن ارتفاع اسعار النفط والاصلاحات الحاصلة.

لكن برأيي ان هذه العوامل ليست بالجوهرية حتى اقيد نفسي بالاسواق الخليجية. وعلى سبيل المثال فإن سوق الصين انخفض ما بين يونيو (حزيران) 2001 ويونيو 2005، بنسبة 55 في المائة، مع ان الاقتصاد شهد نمواً سنوياً ما بين هذه الفترة بنسبة 8 في المائة. اليوم بتنا نلمس اهتماماً خليجياً للاستثمار خارج العالم العربي، ليس فقط في الولايات المتحدة واوروبا، انما ايضا في الاسواق الآسيوية. ونصيحتي لأي كان توظيف امواله في مختلف الدول وليس في بلد واحد. يجب التنويع بالمحفظة الاستثمارية. صحيح انه خلال الثلاث السنوات الاخيرة حصلت امور ايجابية على الاصعدة الاقتصادية في العالم العربي، لكن مع ذلك ما زلت أنصح بالتوظيف داخل المنطقة وخارجها. هذا لا يعني انني ادعو الى حصر التوظيف في اوروبا واميركا».

وعن نسبة الشركة ومستقبلها، يقول: «استقطبت الشركة كفاءات بشرية ومهنية عالية، كما نملك التقنيات المساعدة على التوظيف حسب البلاد والقطاعات ونوعية الاصول (Assets Class). الشركة ما زالت في بداية طريقها لكنها قوية وصلبة وتسير على الطريق الصحيح. اليوم في العالم حوالي 10 آلاف Hedge Funds و80 في المائة منها تملك اقل من 100 مليون دولار. هذا يعني ان انطلاقتنا جيدة وبحوزتنا ما يكفينا من اصول. كما ان علاقاتنا جيدة مع اقوى الشركات في العالم المتخصصة في ادارة الاموال والاستثمارات، نتطلع الى ان ندير بعد خمس سنوات محافظ مالية بحجم مليار دولار. نوظف في العالم اجمع لمضاعفة الربح. نحن نسير عكس الموجة السائدة في العالم العربي، نعمل حسب المفهوم السائد في اوروبا وهونغ كونغ اي نطبق مفهوم Assets Management Campany. بالنسبة للمنطقة العربية يعتبر حجمنا كبيرا وتهمنا جدا نوعية الزبائن التي نتعامل معها».