العضو المنتدب لـ«كولدويل بنكر» الشرق الأوسط وأفريقيا: المستقبل للاستثمار العقاري في مصر

TT

يمثل محمد عبد الله، العضو المنتدب لـ«كولدويل بنكر» في الشرق الأوسط وأفريقيا، نموذجا خالصا للنوعية الجديدة من رجال الأعمال المصريين، إنه من الجيل الذي تخرج في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وطاف العديد من دول العالم، واستوعب الروح العملية المعاصرة، وانتهى به المطاف مرحليا، رغم أنه في السادسة والثلاثين، إلى قيادة مؤسسة عالمية كبيرة في المنطقة، كما اشتهر كعضو نشط في الغرفة الأميركية للتجارة بالقاهرة.

تمثل رحلة محمد عبد الله أيضا نموذجا في سرعة التحول المهني والديناميكية، فقد دخل كلية الهندسة متأثرا بوالده الذي كان أستاذا للهندسة الذرية، وتخرج من قسم الهندسة الميكانيكية عام 1994، لكنه غير مساره العملي بعد أن قضى أربعة أشهر في العمل بتحلية المياه بالولايات المتحدة، واتخذ العمل المالي في البورصة مهنته الجديدة، فأشرف على التداول مع المجموعة المالية المصرية «هيرمس»، وعمل مديرا في فيلمنج CIIC للأوراق المالية، ومارس التحليل الفني واستشارات إعادة الهيكلة، وإدارة الطروحات، وإدارة العمليات والتسويق وتقييم العروض، وجذب إلى مصر أول شركة كبيرة بنظام الفرنشايز، والتحق عضوا بالجمعية المصرية للأوراق المالية.

ورغم ذيوع صيته، قرر بعد 6 سنوات (عام 2000)، أن يغير مهنته مرة أخرى، فقد اكتشف، كما يقول لنا، إنه لم يعد يتحمل كل هذا الضغط العصبي، ثم أنه تشبع من هذا المجال، والأهم رأى، بالنظر بعيداً، أن المستقبل للاستثمار العقاري، فانتقل إلى هذا المجال بلا تردد وبرع فيه.

ولد محمد عبد الله عام 1970، بعد التخرج من الجامعة الأميركية درس لمدة عام في جامعة لافيرن بأثينا، وقضى فصلاً دراسياً في جامعة كاليفورنيا وآخر في جامعة ديلاور، وقد أكسبه ذلك، مع نشاطه في اتحاد الطلبة بالجامعة، وفي نادي المهندسين الميكانيكيين الذي كان قد أسسه مع أصدقائه، قدرة على استيعاب التنوع والمرونة في التعامل وفي إصدار القرارات.

يتذكر أنه كان قد اقترح على ياسين منصور، رئيس مجموعة منصور والمغربي، افتتاح فرع لـ«كولدويل بنكر» العالمية في مجال الاستثمار والتسويق العقاري في القاهرة، وبالفعل وفي عام 2002، يتم اختيار محمد عبد الله مسؤولا عن أول فرع في الشرق الأوسط لكولدويل بنكر الشهيرة، وعضوا منتدبا لها في الشرق الأوسط وافريقيا، وتتوالى الفروع في 11 دولة عربية، وأصبح فرع القاهرة شريكا أساسيا في أية فروع أخرى، حيث يتولى عملية التدريب والتطوير لمواكبة الأساليب العالمية في مجال الاستثمار والتسويق العقاري.

ويرى عبد الله أن السوق العقاري المصري يحاول النهوض بعد انتهاء عصر سمسار الأرصفة الذي أساء للمهنة، ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة طفرة عقارية ذات بصمة واضحة في تاريخ التطور التنموي في مصر، خاصة بعد إعلان إحدى الشركات العربية في منتدى دافوس الذي عقد بشرم الشيخ أخيرا، عن تعمير منطقة الساحل الشمالي والإسكندرية، بمبالغ أسطورية وإقبال شركات سعودية وخليجية كبيرة على العمل في مصر.

في نفس السياق، يشير عبد الله الى الشراكة التي حدثت أخيرا بين كولد ويل بنكر ومجموعة صبور ـ الشربتلي وشركة أبناء حسن علام، والتي سيرتفع رأسمالها ـ الشركة المشتركة ـ إلى 200 مليون جنيه في نهاية العام الحالي، وتولى عبد الله رئيس مجلس الإدارة لها، وتهدف هذه الشراكة إلى تشجيع مشروع second home للأجانب في منطقة شرم الشيخ السياحية.

وبرغم تفاؤل عبد الله بحدوث طفرة عقارية مصرية، وكذلك بالتغييرات التي حدثت أخيرا في قانون الضرائب العامة والمرتقبة في قانون الضرائب العقارية، إلا أن البيروقراطية والروتين ما زالا عائقا له كرجل أعمال. ويضيف عبد الله، أن هناك تحديا آخر في المهنة على المستوى العالمي، وهو صعوبة التنبؤ بالسوق نتيجة لعدم استقراره، مما يحتاج لتأن وجهد في اتخاذ القرار.

ويتفاءل عبد الله أيضا باتجاه الحكومة الحالي في الخصخصة التي يرى انه لا بديل عنها، بل أن هذا آخر قطار، لإنقاذ الاقتصاد المصري ولا يوجد حل آخر، فالمنافسة هي الحل، على أن تكون الحكومة رقيبا وليس شريكا في السوق.

ويبدي عبد الله ارتياحا واضحا تجاه حكومة نظيف، ويقول انه كان يحلم بمثل هذه الوزارة منذ سنوات مضت، ويرى أنها تحاول التقدم والنجاح ومواكبة السوق العالمي، بل وأخذ مكان بداخله، وقال هي «حكومة الأحلام»، مثلما أشارت التقارير العالمية التي صدرت بصدد الحكومة الحالية. انها أشبه شيء بفريق team dream، وهو فريق كرة يد أميركي شهير استمر في الفوز ببطولات لمدة طويلة.