وليد منيمنة من مهندس برامج في شركة فرنسية إلى «مهندس» شبكات الاتصالات في الشرق الأوسط وأفريقيا

TT

الدكتور وليد منيمنة، نائب الرئيس الأول لمنطقة أوروبا الوسطى والشرق الاوسط وافريقيا ـ وحدة الشبكات في «نوكيا» ـ نال شهادتي الدكتوراه في علم الكومبيوتر في جامعة «غرينوبل» الفرنسية، والماجستير في إدارة الاعمال في جامعة «HEC» في فرنسا، وكلية «وارتون بزنس سكول» في الولايات المتحدة، ثم عاد ليكمل تخصصه في هندسة الكومبيوتر في جامعة «انزيماغ» الفرنسية.

وبعد هذا «الحصاد»، باشر منيمنة حياته المهنية كمهندس برامج لدى شركتي «IFCI» و«شلمبرغر» في فرنسا، ثم انتقل الى شركة «كزيروكس» الفرنسية، حيث عمل لمدة ثماني سنوات متتالية تقلب فيها في مناصب إدارية مختلفة، اختتمها بمنصب مدير عام المنطقة الغربية في الولايات المتحدة الأميركية وجنوب أوروبا.

وفي عام 1993، تحول منيمنة من رجل عامل بدأب ومثابرة الى رجل فاعل، تخطيطا وتنفيذا، فقاد فريق الدمج الذي كان أشرف على دمج شركتي «HP» و«كومباك» في منطقة «ايميا» الفرنسية، اذ كان قد شغل أيضا منصب نائب الرئيس لمجموعة «أعمال المؤسسات» في المنطقة نفسها.

وبين عامي 1994 و2000، انكب وليد على تطوير السوق الناشئة لشركة «كومباك» التي شملت روسيا وأوروبا الشرقية، وبلدان البحر الابيض المتوسط، والشرق الأوسط وافريقيا. وبعد ذلك انتقل الى شركة «ديل» في منطقة «ايميا» نفسها، حيث شغل فيها منصب نائب رئيس قسم أنظمة المؤسسات، مركزا اهتمامه ومسؤوليته عن اجهزة الخادم ومنتجات التخزين في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا. وفي عام 2001 حاز على جائزة «السيرة المهنية المميزة»، وقد أضيفت هذه «الشهادة» الى شهادة أخرى حازها عام 1996، حيث سمي «رجل أعمال الشرق الأوسط في مجال تقنية المعلومات».

وفي الأول من يونيو (حزيران) 2004، انضم الى شركة «نوكيا» كنائب أول للرئيس لوحدة الشبكات المسؤول عن منطقة اوروبا الوسطى والشرق الاوسط وافريقيا، وكان له الفضل في الدفع باتجاه فتح مكتب للشركة في بيروت. وهو يقول لـ «الشرق الأوسط» في هذا الصدد: «ان افتتاح مكتب بيروت مرده الى ثقتنا الكبيرة بمستقبل لبنان، وبمستقبل قطاع الاتصالات فيه»، مشيرا الى التركيز على ثلاث نقاط رئيسية وهي: أهمية الاتصالات، وحضور الشركة في لبنان، وكيفية دعم قطاع الاتصالات اللبناني.

وعن النقطة الأولى، يقول منيمنة: «هناك 2.2 مليار شخص في العالم يستخدمون الهاتف الجوال، وكان مستخدمو الشرق الاوسط وافريقيا يشكلون 10%. أما خلال السنوات الثلاث المقبلة فستكون حصة هذه المنطقة هي الأكبر في العالم (20%) من أصل مستخدمي الجوال الاجماليين الذين يقدر عددهم بـ 3 مليارات شخص. ويعتبر قطاع الاتصالات أهم عامل لتطوير الاقتصاد، سواء لجهة خلق فرص عمل جديدة، أو لجهة جذب الاستثمارات».

وعن النقطة الثانية، يقول منيمنة: «ان نوكيا حاضرة بقوة في الشرق الاوسط وافريقيا، على صعيد الشبكات، ولذلك نحن حريصون على ان نكون قريبين من عملائنا والمشغلين والحكومات والهيئات الناظمة، خصوصا ان النمو الاكبر في قطاع الاتصالات سيسجل في الشرق الاوسط وافريقيا، وان لبنان على أبواب تحرير قطاعه الواعد، ولا اظن ان احداً في لبنان يعارض عملية التحرير، ولكن التأخير الحاصل مرتبط بالاتفاق على التوقيت وطريقة التنفيذ».

وحول النقطة الثالثة، يقول منيمنة: «لقد أجرينا دراسات حول قطاع الاتصالات في لبنان، وأملنا كبير في أن يكون لنا دور فعال في مساعدة الحكومة اللبنانية على الإفادة الى أقصى حد ممكن من القطاع الواعد، وأملنا كذلك في أن يكون لكل شخص في لبنان جواله الخاص. ومع ان لبنان كان أول دولة في الشرق الأوسط على صعيد الاتصالات، فإن دولا أخرى في المنطقة تناهز العشر قد أعطت تراخيص للجيل الثالث من الجوال. ونحن مهتمون بأن ينضم لبنان الى هذه المجموعة سريعا. وبالاضافة الى هذا الدعم، سيكون على عاتق مكتب بيروت القيام بورش عمل متواصلة من أجل إعداد مجموعات من المهندسين ومتخرجي الجامعات وخلق فرص عمل لهم، على أمل الافادة من هذه الطاقات أيضا في السوق الاقليمية وافريقيا».

يذكر ان شركة نوكيا تتمتع في الشرق الأوسط وافريقيا بتاريخ حافل طويل يعود الى فترة الخمسينات، حيث قامت بمشاريع مد كابلات اتصالات وبعدها بتوسيع أعمالها لتشمل البث، والشبكات الثابتة، وشبكات الجوال غير الرقمية. ومع إدخال تقنية الجوال الرقمية، باشرت نوكيا بتركيب أول شبكة GSM في المنطقة، وتحديدا في ايران عام 1993 لتتصدر عالم الاتصالات الجوالة في الشرق الاوسط. وفي عام 1994، دشنت نوكيا مقرها الاقليمي بدبي في الامارات العربية المتحدة، مع مكتبين اقليميين في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا والدار البيضاء في المغرب لإدارة اعمالها في افريقيا.

وتتوزع مكاتب نوكيا حاليا في الامارات العربية المتحدة، وايران، والمملكة العربية السعودية، والمغرب، ومصر، وتونس، وباكستان، بالاضافة الى حضور حيوي في اثيوبيا، وسييراليون، وجنوب افريقيا. وتتطلع الى توسيع حضورها في أسواق جديدة واساسية في المنطقة التي تعتبر أسرع المناطق نموا في سوق الـ GSM في العالم.

وتعمل نوكيا بشكل متواصل على تطوير أجهزة نقالة تتماشى مع كل المعايير وفئات العملاء في أكثر من 130 بلدا. كما توجه تركيزها على الاتيان بهواتف عالية الجودة غنية المميزات الى السوق العالمي. وتحتوي مجموعة منتجاتها الواسعة على العديد من الفئات التي تلبي مختلف حاجات العملاء ومتطلباتهم، من الاجهزة الجوالة المتمحورة حول الصوت والموجهة لمستخدمي الاجهزة الجوالة للمرة الاولى، الى أكثر الاجهزة تطورا كتلك المخصصة لرجال الاعمال.

وبالاضافة إلى ذلك، توفر نوكيا تطبيقات محلية عديدة كالروزنامات غير الغربية، والتطبيقات الاسلامية التي تلبي التطلعات الحضارية الغنية والمتنوعة في المنطقة.