«كوميوم» مغامرة لبنانية بـ220 مليون دولار في غابات أفريقيا الغربية

عدد المشتركين في شبكتها يصل إلى نصف مليون في أرمينيا

TT

يحلم الدكتور نزار دلول النجل الأكبر للسياسي اللبناني المثير للجدل محسن دلول، بالسيطرة على سوق الاتصالات في افريقيا، بعد ان احكمت شركته «كوميوم» قبضتها على الساحل الغربي للقارة السوداء من خلال سلسلة مثيرة من الانتصارات بدأت في ليبيريا قبل 18 شهرا.

كانت ليبيريا قد خرجت للتو من حرب بين الحكومة والمعارضة انتهت بهروب دكتاتورها شارلز تايلور، الذي يخضع حاليا للمحاكمة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

ولأن اللبنانيين تاريخيا يعرفون مجاهل افريقيا وخاصة افريقيا الغربية، فقد كانت اولى الشركات العالمية التي دخلت قطاع الاتصالات المتنقلة في ليبريا مع شركات يملك لبنانيون حصصا فيها، لتكسر احتكار شركة «لون ستار» للهواتف الجوالة التي أسسها قبل خمسة أعوام الرئيس السابق تيلور وأعوانه.

وأولى هذه الشركات كانت «ليبرسيل» المملوكة لرجال أعمال لبنانيين وليبيريين لخدمات الانترنت والهواتف الجوالة كبديل عن شركة اتلانتك وايرلس انكوربورتيد التي ضعفت مكانتها بسبب صلة الرئيس السابق تيلور بمنافستها «لون ستار».

أما شركة كوميوم التي يملكها أيضا رجال أعمال لبنانيون وهنود وليبيريون، فقد أطلقت خدمة للهواتف الجوالة لتؤسس في ليبريا قاعدة انطلاق الى بلدان الساحل الغربي لأفريقيا.

وكوميوم نفسها عمرها رسميا عامان وبضعة اشهر، فهي خرجت من رحم «ليبان سل» اللبنانية المملوكة لآل دلول وغيرهم والتي كانت تقدم خدمات الاتصالات المتحركة في لبنان لأكثر من ثماني سنوات قبل سحب الترخيص منها لخلافات.

حلم الدكتور دلول في حالة توسع حاليا. فقد فازت شركته قبل عام برخصة تشغيل شبكة جوال في سيراليون، وقبل اسبوعين حصلت على تراخيص في ساحل العاج وغامبيا لتشغيل الجوال والانترنت بنظام وايماكس. وقدر دلول في حديث مع «الشرق الاوسط» في دبي حجم الاستثمارات التي ضختها الشركة في هذه التراخيص بـ220 مليون دولار لا يدخل ضمنها عملياتها في ارمينيا، احدى الجمهوريات السوفياتية السابقة، حيث يبلغ عدد المشتركين في شبكتها هناك قرابة نصف مليون مشترك. اما عن سبب تركيز الاعمال في مجاهل افريقيا غير المستقرة، فيرجع دلول ذلك الى «اننا لم نلحق بموجة شبكات جي اس ام في الشرق الاوسط». إلا انه مع ذلك لا يزال يطمح الى اقتحام الاسواق العربية، ولكن من ميدان آخر هو «الوايماكس» او خدمات الانترنت السريعة اللاسلكية بمناطق تغطية واسعة.

ووفقا لدلول، فإن سبب عدم انتشار تقنية الوايماكس في العالم العربي يعود الى «تردد الحكومات في منح تراخيص لهذا النوع من النشاط». «هذا التردد يعود ربما الى رغبة الحكومات بالسيطرة على تدفق المعلومات او انها بانتظار التكنولوجيا المناسبة.. في الواقع نحن نجهل اسباب هذا»، يقول دلول باستغراب «على كل حال، من الدول المنفتحة التي لا تمانع هذه التكنولوجيا الجزائر مثلا التي يوجد فيها حاليا مشغل للوايماكس بينما تقدمت كوميوم بطلب حصول على ترخيص ثان». وكشف دلول أن شركته تتفاوض مع عدة دول في هذا المجال ومنها البحرين ومصر ولبنان والأردن، فيما تنظر ايضا الى الاسواق الاوروبية كاليونان وتركيا حاليا بعد ان فشلت في الفوز برخصة الوايماكس في فرنسا أخيرا.

ولربما يكون الحلم الأكبر لدلول هو النجاح في طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام خلال عامين، وهو أمر قد لا يبدو بعيد المنال، خاصة بعد ان أصبحت كوميوم الآن «أكبر مشغل لشبكات النقال في افريقيا الغربية»، وفقا للدكتور دلول.