كمال الشاعر: «دار الهندسة» استوطنت جهات العالم الأربع

بدأنا بمكتب استشارات وأصبحنا مجموعة تضم 5 آلاف مهني

TT

لم يشأ الدكتور كمال الشاعر، مؤسس «دار الهندسة» او «شاعر ومشاركوه»، ان يدخل قطاع الوظيفة الرتيب، بل دفعه طموحه الى تأسيس الدار المذكورة عام 1956 مع كوكبة من المهندسين، وقد بدأت الدار على شكل مكتب استشارات فنية هندسية متعددة الاختصاصات لتصبح اليوم في طليعة المؤسسات الهندسية العالمية، وتشكل جزءا من مجموعة «الدار» المؤلفة من نحو 5 آلاف مهني، والموزع نشاطها على اكثر من 40 بلدا، والتي تحتل المرتبة الثالثة عشرة عالميا مع حجم عقود استشارية كلفها بها القطاعان العام والخاص بقيمة 500 مليون دولار سنويا، كما تحتل المرتبة الاولى في الشرق الاوسط ولبنان في مجال الاستشارات الهندسية.

ويقول الشاعر لـ«الشرق الاوسط» انه اسس والمجموعة شركات عديدة الى جانب دار الهندسة وابرزها شركتان اميركيتان كبيرتان هما «بيركنز اند ويل» التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها وهي تختص بالاعمال المعمارية والهندسة الداخلية، وشركة «تي. واي. لاين» في سان فرانسيسكو وهي تتولى شؤون الهندسة المدنية، اضافة الى شركة «بانزبان» في المملكة المتحدة وهي تهتم بمشاريع الغاز والنفط، وشركة «بيار ايف روستون» في باريس لهندسة الديكور الداخلي، وشركة «آر. اند اتش» في جوهانسبرغ المتخصصة في سكك الحديد، تصميما وتنفيذا، وشركة «آي. بي. اي» في ادنبره (اسكوتلندا) وهي تختص بدراسات الجدوى الاقتصادية والخصخصة والدراسات المتعلقة بالهيئات الناظمة والمراقبة الفنية والمالية. وتستطيع «دار الهندسة» من خلال هذه المجموعة من الشركات التزام المشاريع في جميع انحاء العالم تقريبا، وفي كثير من القطاعات والاختصاصات».

وبحكم تأسيسها على الاراضي اللبنانية، اشرفت «دار الهندسة» اعتبارا من العام 1991، اي بعد انتهاء الاحداث اللبنانية وتعيين مجلس جديد للانماء والاعمار، على العديد من المشاريع يحدد الشاعر ابرزها: دراسة الاضرار التي لحقت بالاقتصاد اللبناني من جراء الحرب، دراسة اخرى بالاشتراك مع شركة «بكتل» الاميركية تشمل سبل النهوض الاقتصادي وهي الدراسة التي نوقشت مع البنك الدولي وتطورت لتصبح خطة تأهيل معظم قطاعات الاقتصاد اللبناني. وبعدها تم تطوير مشروع «خطة الخمس سنوات» لتصبح خطة «افق 2000». وفي العام 2005 كلف مجلس الانماء والاعمار «دار الهندسة» مجددا وضع برنامج انمائي مبني على الدراسة التي وضعتها بين عامي 2002 و2004 المتعلقة بالمخطط التوجيهي العام للاراضي اللبنانية، والذي تم اعداده مع مؤسسة «ابوريف» الفرنسية، وقد انجز البرنامج وسلم حديثا الى مجلس الانماء والاعمار. كما كلفت الدار وضع المخطط التوجيهي لمطار بيروت الدولي (مطار رفيق الحريري حاليا)، ودراسة الطرق الكبيرة وشبكات الهاتف الثابتة في كل الاراضي اللبنانية، فضلا عن مشروع اعادة تأهيل الضواحي الشمالية والجنوبية، ومشروع ري الجنوب على منسوب 800 متر.

ويضيف الشاعر: لم تقتصر اعمال «دار الهندسة» على القطاع العام في لبنان بل تعددته الى القطاع الخاص حيث تولينا مشاريع عديدة، وبالاخص مشاريع فنادق نذكر منها فندق «فينيسيا» وفندق «فورسيزنز» وفندق «غراند حياة»، كما نفذنا مشروع اعادة تأهيل وتوسعة كازينو لبنان، ومشاريع صناعية في اكثر منطقة من لبنان، ومشاريع سكنية كمشروع «مارينا تاورز» في وسط بيروت.

اما بالنسبة الى المشاريع التي نفذتها «دار الهندسة» خارج لبنان «فكانت ساحة الخليج مربط خيلنا» كما يقول الشاعر، «حيث تولينا العديد من المشاريع العملاقة، كمشاريع تطوير الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، ومشاريع وزارة المواصلات في مختلف ارجاء المملكة وعلى مدى اكثر من عشرين عاما. وحاليا تقوم الدار بمشاريع كبيرة لمصلحة وزارتي الداخلية والدفاع في المملكة، وكذلك ادارة مشروع الخفجي في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت، كما تتولى الاشراف والتنفيذ لمشاريع عملاقة اخرى في دولة الامارات العربية المتحدة، وتحديدا دبي، من المطار الدولي وتوسعته ليستوعب 65 مليون مسافر في السنة، الى دراسة مدينة جبل علي الجديدة ومطارها المستقبلي الذي سيستوعب 120 مليون مسافر في السنة. وتعمل الدار بانتظام منذ سنوات عدة، في مختلف دول الخليج، وخصوصا في الكويت والبحرين وعمان وقطر، وفي دول اخرى كالاردن وسورية وتركيا والعراق وحتى دول الاتحاد السوفياتي السابق، ولا بد من الاشارة الى وجودنا منذ السبعينات في السوق الافريقية، وتحديدا نيجيريا وانغولا والجزائر ومصر وجنوب افريقيا».

واقتناعا منه باهمية دور الاستشاري في اي مشروع يعتبر الشاعر ان «وراء كل عمل هندسي جيد استشاريا جيدا».