مواقع الانترنت دجاجة تبيض ذهبا لأصحابها وسط عروض شراء مغرية

دول الخليج تستحوذ على 40% من مستخدمي الشبكة في العالم العربي

TT

لطالما نظر المستثمرون الاستراتيجيون لمواقع الإنترنت في العالم العربي، نظرة ريبة وشك، اذا تعلق الأمر بالاستثمار فيها، اما بشراء حصص فيها او الاستيلاء عليها او حتى اقراضها. وفيما ساهم انفجار ما يسمى بفقاعة الدوت كوم في الولايات المتحدة عام 2000، حينما تلاشت في ايام عشرات مليارات الدولارات هي القيمة الإسمية لمئات هذه الشركات الناشئة في سوق ناسداك، الا ان الصورة في منطقة الشرق الاوسط مختلفة كلية. فالمغامرون هنا كانوا اشد حذرا واقل حظا من نظرائهم المغامرين في الولايات المتحدة، بل حتى الافكار التي ولدت في المنطقة كانت بشكل او بآخر نسخة معدلة من نموذج دوت كوم ناجح في الغرب.

وفيما كانت بعض مواقع الدوت كوم العربية تبدو مهيأة لنجاح ساحق ان على مستوى الانتشار او العوائد الاعلانية او تصاعد قيمتها السوقية، كانت الظروف المحيطة حينا والفشل الاداري حينا آخر، اقوى من أي توقعات وآمال. ولعل أشهر هذه الأمثلة مثال موقع «آرابيا دوت كوم» الذي أسسه مغامرون اردنيون ونجحوا في اقناع مؤسسات استثمارية بضخ الاموال في الشركة، وصلت الى 25 مليون دولار، الا ان الجميع رجع بخفي حنين، واختفى الموقع نهائيا من على الشاشة قبل عام أو عامين.

وعلى الجانب الناجح تمكن موقع «إيه إم إي انفو» الاقتصادي ومقره دبي، من فرض نفسه بقوة على شاشات الكومبيوتر، بعد ان مر بفترات عصيبة جدا منذ تأسيسه قبل عشر سنوات، على يد اثنين من المغامرين الدنماركيين الشباب.

وتظهر الأرقام ان الموقع سجل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفاعاً ملحوظاً، حيث زاد عدد مستخدميه من 236238 إلى ما يزيد عن 649554 مستخدما، وذلك بنسبة زيادة تصل إلى 175%. كما ارتفع عدد الزيارات إلى الموقع من 2.3 مليون الى 4.2 مليون مستخدم خلال الفترة نفسها أي بارتفاع 79%.

ويبدو ان جهد مؤسسي الموقع الذي اصبح يدر دخلا اعلانيا جيدا في السنوات القليلة الماضية لم يذهب سدى، حيث يمكنهما الآن التقاعد مبكرا في احدى جزر البهاما ربما.

فقد عرضت مؤسسة «ايماب» البريطانية مطلع يوليو (تموز) الماضي، شراء الموقع بالكامل بمبلغ 24 مليون دولار نقدا، اضافة الى 5 ملايين دولار أخرى تدفع بنهاية العام الحالي، ليصل الاجمالي الى 29 مليون دولار.

وهناك أيضا موقع شهير آخر في المنطقة هو «مكتوب» الذي اشترى البنك الاستثماري في دبي «ابراج كابيتال» حصة 40% منه بقيمة 5 ملايين دولار العام الماضي، بعد ان قدر قيمة الشركة بحوالي 13 مليون دولار. قصص النجاح هذه، بدأت تتزايد في السنوات القليلة الماضية مدعومة بمعدلات النمو الاقتصادي القوية في المنطقة، وارتفاع الطلب على الخدمات عبر الإنترنت من اخبارية وتجارية وتبادلية. وتبرز الآن عدة مواقع مرشحة لاستقطاب استثمارات تمول توسعها وتزيد من خدماتها بضمان استقرارها المالي ومن اهمها موقع «زاوية» المالي و«جيران» الترفيهي و«مينا اف ان» الاقتصادي المسجل في الولايات المتحدة، والذي استقطب استثمارات مع مؤسسات عالمية واقليمية، ومنها مكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للاستثمار، وموقع «بيت» للتوظيف ومقره دبي.

ويرى خبراء ان عوامل مختلفة اهمها نمو معدلات انتشار الإنترنت في المنطقة طرداً، مع الزيادة السكانية ضمن فئة الشباب، وزيادة دخل الفرد تلعب دورا مهما في تعزيز القيمة الرأسمالية لمواقع الإنترنت الناجحة في المنطقة.

ففي الامارات مثلا يتوقع أن يزداد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت الى 2.41 مليون مستخدم بحلول عام 2008 اي حوالي نسبة 50% من إجمالي عدد سكان البلاد، مقابل حوالي 1.25 مليون مستخدم حاليا، يشكلون نسبة 31% من إجمالي عدد السكان.

ووفقا لدراسة أعدتها مجموعة مدار للأبحاث ومقرها دبي، فإن معدلات تصفح الإنترنت في العالم العربي، شهدت تزايداً ملحوظاً ترافق مع زيادة مضطردة في الطلب على أجهزة الكومبيوتر الشخصية. وأشارت الدراسة الى تزايد عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة عشر مرات خلال السنوات الأربع الماضية، في حين سُجل تضاعف الطلب على أجهزة الكومبيوتر خلال الفترة المذكورة. كما أشارت الدراسة الى توقعات بتزايد حجم الطلب بشكل متسارع في المستقبل القريب، ليصبح بمعدل جهاز كومبيوتر واحد لكل مستخدم للإنترنت، على غرار الدول الغربية في أميركا الشمالية وأوروبا. وتستحوذ دول الخليج العربي على 40 في المائة من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي، بالرغم من أنها عدد سكانها لا يتجاوز 11 في المائة من عدد سكان المنطقة.