د. محمد عبد العزيز حجازي: المحاسبة عالم مليء بالصراعات لكن المرء يتمسك بقيمه وينجح

ابن رئيس وزراء مصر الأسبق: والدي فرض علي الارتقاء بمستواي العلمي

TT

نصحه أصدقاؤه بالا يكون رومانسيا كصاحب مكتب محاسبة لان اللعب في السوق يحتاج إلى مرونة ومداورة لكنه رفض بشدة وصمم على أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق وأفضلها للوصول للهدف واستطاع د. محمد عبد العزيز حجازي حل المعادلة الصعبة أيضا بالا يجور عشقه وممارسته لمهنة المحاسبة على عمله الأكاديمي كأستاذ يدرس مادة المحاسبة بكلية التجارة جامعة القاهرة.

ويبدو أن العشق عميق لتلك المهنة في عائلة عبد العزيز حجازي الأب رئيس وزراء مصر الأسبق الذي تولى إدارة شؤون المصريين كرئيس للحكومة فى فترة من أشد الفترات حساسية فى تاريخ مصر(1968 ـ 1973) فالأبناء الثلاثة محمد، خالد، وإبراهيم يدرسون فى جامعة القاهرة والجامعة الأميركية في ذات الوقت الذي يعملون معا في مكتب عبد العزيز حجازي وشركاه لتنطلق رحلة محمد الابن الأكبر منذ لحظة حصوله على دكتوراه الفلسفة في المحاسبة والتمويل من جامعة برمنجهام عام 88 ليعمل بجامعة القاهرة مدة عامين ويعاوده الحنين للدراسة مقررا الترحال الى المملكة المتحدة مجددا ليحصل على الماجستير في تكنولوجيا المعلومات من جامعة أدنبره عائدا إلى أرض الوطن يجمع بين عمله كشريك تنفيذي في مكتب حجازي وبين التدريس بالجامعة.

يقول د. محمد: لقد عشقت المحاسبة وتفوقت فيها وعلمتني الدقة في حياتي الخاصة والعامة ومكنتني من كشف عالم الأعمال من باطنه فى مهنة تتصارع فيها مكاتب المحاسبة الشهيرة والشركات الدولية وقد صنفها حجازي إلى فئات مجموعة مكاتب دولية (توب ـ تور) تقدم خدماتها على مستوى العالم ويتراوح دخلها السنوى ما بين 15 ـ 20 مليار دولار ذكر منها ايرنس اند ينج، دوليت اند توتس، ورايت هاوس، وكيه بى ام جي ليصل بنا إلى المجموعة الثانية في الترتيب وهي المكاتب الدولية ذات الشراكة المحلية التي تعمل في مصر مثل مكتب حجازي مع هوروس، برايس وترهاوس مع فريد منصور، ومكتب «ار ام اس» مع د. مصطفى شوقي، وبيكر اند تلي بمشاركة وحيد عبد الغفار ثم مكتب زروق وخالد موضحا أن هذه المجموعة تتمتع بمستوى عال من الكفاءة نظرا لحصولها على شهادات المحاسب القانوني الأميركية سي بي ايه، سي ايه، أو اس سي ايه وأن إيراداتها تتراوح ما بين 300 ـ 400 مليون دولار سنويا كحد أقصى. وينتهى بنا إلى المجموعة الثالثة التي تعمل في هذا المجال وهي المكاتب الوطنية التي لا يزيد عدد العاملين فيها عن 20 وتتميز بالكفاءات. يكشف لنا د. حجازي من خلال خبرته في السوق التي امتدت لنحو 15 عاما عن صراعات اخرى تشهدها مهنة المحاسبة في مصر حول تحديد معايير ممارسة المهنة وتقنينها للحد من فوضى السوق مشيرا للصراع الدائر بين جمعية المحاسبين والمراجعين وبين نقابة التجاريين حيث تتشدد الجمعية في رفضها أن يزاول المهنة أساتذة الجامعة، وأن تكون الجمعية البوابة الرئيسية لكل من يمتهنها، أيضا ترفض الجمعية وجود مجلس أعلى للمحاسبة لتنظيم المهنة ووضع قواعد خاصة بالمعايير بينما تتبنى الجمعية فكرة وضع قواعد تحافظ على استقلالية مراجع الحسابات فضلا عن تأييدها السماح للمكاتب الأجنبية بممارسة مهنة المراجعة.

ويرى أن مراقب الحسابات مهنة شديدة الحساسية فإذا لم يبد المحاسب رأيه الأمين في أعمال الشركة قد يؤدي ذلك إلى تعثرها وضياع أموالها، مؤكدا أن المشكلة الأساسية في مصر مقارنة بدول العالم عدم تفعيل دور مراقب الحسابات آملا أن يرى مساهم في إحدى الشركات قد قام برفع دعوى على مراقب الحسابات أو إدارة الشركة يتهمهم بالتقصير.

ويشجع حجازي فكرة اختيار أعضاء لجنة المراجعة من بين مساهمي الشركة وليس من يقوم بتعيينهم مجلس الإدارة، وأن تقوم اللجنة بعرض تقريرها السنوي على المساهمين أصحاب المصلحة الحقيقية بدلا من مجلس الإدارة وبرغم اتساع عمل حجازي وشركاه فان نشاط المكتب لم يقتصر على السوق المحلي، ولكنه انفتح على أسواق عربية. ويقول حجازي لقد افتتحنا مكتبنا في السعودية منذ أكثر من 20 عاما بعد أن حصل والدي على ترخيص بالعمل من الملك الراحل فهد بن عبد العزيز إلا أننا اضطررنا للخروج من السوق السعودي لأسباب لها علاقة بنظام الكفالة وذلك منذ نحو 4 سنوات بينما ما زال نشاطنا قائم في اليمن والذي بدأ منذ 25 عاما. وبينما لا يتحمس حجازي للانضمام لجمعيات الأعمال في مصر مفضلا الاهتمام بالعمل التنفيذي فقد حرص على ان يكون عضوا فى مجالس إدارة عدة شركات كالشركة المصرية لاعادة التأمين ، وشركة التمويل العقاري ومجلس إدارة مستشفى مصر الدولي وعلى مدى تجربته الطويلة فى السوق لا يعتبر نفسه بيزنس مان ويقول أنا مهني وأستاذ جامعة أتمتع بخبرات عملية فى تقديم الاستشارات.

ويتحدث عن والده قائلا ان قوته العلمية فرضت ضغوطا علينا نحن أبناؤه بمحاولة الارتقاء بمستوانا العلمي فضلا عن ان تعدد خبراته فى شؤون المحاسبة والإدارة زرع فينا حب العلم فنحن لا نراه الا وبيده كتاب يتصفح فيه بينما تعلمت من والدتي حب الناس واحترامهم والتعامل معهم بعدل وحرية.