السعودية: نشاط المكتبات والقرطاسيات يتهيأ لرفع حجم استيرادها من الأدوات المدرسية 15%

في سوق استثماري يصل إلى 1.6 مليار دولار

TT

يتهيأ نشاط المكتبات القرطاسية في السعودية لزيادة حجم استيرادها من المواد المكتبية والقرطاسية بواقع 15 في المائة ضمن استعداداتها لموسم بدء الدراسة النظامية في البلاد، كاشفة إلى أن تلك التجهيزات جاءت مع التنامي المستمر في حجم استهلاك السعوديين.

وأفصح عاملون في نشاط المكتبات المدرسية أن حجم القوة الشرائية التي ترصدها العائلات السعودية في هذه الفترة من العام يقدر بنحو 226.6 مليون دولار (مليار ريال) من أصل 1.6 مليار دولار (4 مليارات ريال) من العام بأكمله، مشيرين في ذات الوقت إلى استقرار الحركة السعرية لجميع المنتجات الرئيسية، وارتفاع طفيف لبعض المنتجات التكميلية.

وأوضح عواض الذيابي صاحب مؤسسة استيراد لأدوات قرطاسية ومكتبية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تباينا في أسعار الأدوات القرطاسية لدى المكتبات المعنية الصغيرة والكبيرة، حيث هذا التباين يرتفع لحد 10 في المائة لصالح الأخيرة، كاشفاً أن ازدياد حدة المنافسة بين المكتبات أوجد هبوطا في معدل العائد الربحي الصافي للمكتبات، وقال الذيابي «الآن المكتبات تسعى كل منها لاستقطاب عدد أكبر من الزبائن، ولا يكون ذلك إلا لترخيص بعض المنتجات ومنها الدفاتر، حيث يتم بيعها بنفس رأس مالها، وهذه الخطوة تجذب الزبائن للمحل المعني لشراء أدوات أخرى مكتبية، حتى لو تم بيع الدفاتر بخسارة».

وأفصح الذيابي أن المكتبات القرطاسية تتنافس في الوقت الحالي على بث الإعلانات التجارية الخاصة بها عبر القنوات الفضائية الموجهة للأطفال، موضحاً أن هذه المكتبات لمست هذا التأثير بعد سيل من الإعلانات التي قاموا بها في سنوات سابقة، وما زال هذا التأثير يزداد عاما بعد عام نظراً لعمليات الجذب التي تقوم بها تلك القنوات، وأيضا إلى الزيادة النسبية في أعداد الأطفال الدارسين.

ولم يخف الذيابي إلى أن هذه الفترة من كل عام تحدث فيها معدلات ربحية عالية تصل إلى 25 في المائة، و10 في المائة في فترة ما بين الفصلين الدراسيين، والنسبة المتبقية توزع على باقي العام المتبقي.

وكشف الذيابي إلى أن حجم سوق الاستثمار في المستلزمات القرطاسية يصل إلى 1.6 مليار دولار (4 مليارات ريال) بالعاصمة الرياض، مؤكداً أن الفترة الحالية من كل عام يصل حجم الاستثمار فيها إلى 226.6 مليون دولار. من جهة أخرى أكد نزار القطان مسؤول أدوات قرطاسية لـ«الشرق الأوسط» في أحد المكتبات الكبيرة بالعاصمة الرياض أن اختلاف الأسعار بين المكتبات الصغيرة والكبيرة تختلف لصالح الأخيرة نظراً لتباين الجودة والثقة التي يضعها كل من المستَهلكين في سوقهما المفضل لعودتهم للمدارس، مشيراً إلى أن ارتفاع الحس الشرائي للمستهلك الحالي وربطه ما بين سعر الأدوات المكتبية والجودة أدى إلى هذا التباين الملحوظ ما بين الصنفين من المكتبات، برغم ذلك أشار المسؤول المكتبي إلى أن هناك بعض الأدوات القرطاسية تنخفض أسعارها إجباريا بعامل المنافسة المحتدمة في السوق المكتبي والقرطاسي السعودي.

وذكر القطان إلى أن الاستيراد التجاري السعودي للأدوات القرطاسية يكون من دول الصين وتايوان وألمانيا، مشيراً إلى أن السوق الحالي بدأ أخيرا بالاستيراد من أسواق جديدة في الدول العربية وتحديداً من سورية ومصر، مؤكداً في الوقت ذاته أن الصين تحتل المرتبة الأولى بمعدل 50 في المائة من سوق الاستيراد السعودي للأدوات القرطاسية، مضيفاً أن الحجم الكلي للأدوات المكتبية في السعودية ارتفع 15 في المائة عن عام 2005 ، نظراً لازدياد طلب الاستهلاك على تلك الأدوات القرطاسية.

من جهته لمح محمد عبدالله أبو المعطي مدير مشتريات لـ«الشرق الأوسط» أن المستهلك الحالي يسعى إلى الجديد من الأدوات القرطاسية، مؤكداً أن الجانب العاطفي لدى المستهلك يستحوذ على قرارات الشراء لديه، مضيفاً «هناك رابط وثيق بين المستهلك الحالي وشراء أدواته المكتبية وتزداد تلك الرابطة كل عام، وهذا ملحوظ من معدل الزبائن المنقطع النظير في فترتي ما قبل الفصلين الدراسيين، حيث أصبحت الأسرة السعودية تقتطع فترة دورية منتظمة من كل عام لشراء أدواتها المكتبية والقرطاسية».

من جهة أخرى أدى التأثير الإعلاني الملحوظ على مخيلة الطلاب في القنوات التلفزيونية إلى تسابق أصحاب المكتبات القرطاسية إلى حجز مواد إعلانية تجارية بأسعار ضخمة لجذب المستهلك، مضيفا في الوقت نفسه إلى أن هناك بعض التجار في هذا المجال ـ على حد قوله ـ استغلوا ذلك التأثير في طباعة بعض الرسومات الكرتونية الشهيرة لدى الأطفال على الأدوات القرطاسية لإلهام الجانب العاطفي لديهم، وجذب أولويات الطفل إلى الرسومات الكرتونية بدلا من جودة تلك المستلزمات المكتبية.