تحويل منطقة سدير وسط السعودية من صناعية إلى واحدة من كبريات المدن الاقتصادية المحلية

بعد أن أدت البنى التحتية وحركة التطوير البطيئة إلى عزف المستثمرين عنها

TT

أعلن أخيرا عن تحويل منطقة سدير الصناعية في وسط السعودية إلى مدينة اقتصادية متكاملة، تحمل جميع مقومات المدن الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة السعودية، والتي تعتزم فيها الحكومة إلى توزيع الطفرة الاقتصادية على مناطق مختلفة في البلاد بخلاف المدن الرئيسية وذلك لتحرير القطاع الاقتصادي وتطبيق اللامركزية في توزيع المهام بين المدن الاقتصادية.

وتبعد مدينة سدير الصناعية، والتي أعلن عن قيامها كأكبر مدينة صناعية في البلاد، عن العاصمة الرياض 100 كيلومتر، حيث ستقام على أرض مساحتها 257 كيلومترا مربعا، واستثمارات تتجاوز 5 مليار ريال (1.3 مليار دولار). وجاء طرح المدينة الصناعية في منطقة سدير في ظل الحاجة الماسة لوجود مدن صناعية متكاملة ومطورة، بوجود ‏العديد من قوائم الانتظار للحصول على مدن صناعية في ظل النمو السنوي الكبير لإنشاء ‏المصانع، خاصة بعد أن شهدت الطلبات التي ‏تلقتها غرفة الرياض والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، إقبالا في حدود 270 طلباً ‏تتجاوز الأراضي المتاحة في الجزء الأول من المرحلة الأولى والبالغ 8.6 مليون متر مربع.

وأدت البنى التحتية والحركة البطيئة التي تم عليها تطوير مدينة سدير الصناعية إلى عزف الكثير من المستثمرين عن الاستثمار في المدينة الصناعية، بالإضافة إلى الإقبال الكبير من قبل شركات القطاع الخاص على الدخول في شراكات لتطوير مدن اقتصادية، حيث تجاوز عددها 25 شركة وهيئة ومؤسسة حكومية ومحلية وإقليمية. وهو الأمر الذي دفع الحكومة السعودية، ممثلة بإمارة الرياض إلى إنشاء لجنة مكونة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة السعودية للمدن الصناعية، ومناطق التقنية والهيئة العامة لاستثمار وغرفة تجارة الرياض، لدراسة إمكانية تحويل دفع مدينة سدير لتحويلها لمدينة اقتصادية، على غرار مدن الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، والأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل، وأخيرا مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة.

وتتمتع منطقة سدير بمقومات قيام مدينة اقتصادية متكاملة تكمل عقد المدن الصناعية، حيث مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في الغرب، والأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في الشمال، ومدينة المعرفة في المدينة المنورة، بالإضافة إلى المدن الأخرى والتي ستطرح قبل نهاية العام في شرق البلاد وغربها وجنوبها، وستكون كل منطقة اقتصادية متخصصة في جوانب محددة تختلف عن المناطق الأخرى.

وتتسم مدينة سدير بالطابع الصناعي لما كانت عليه في الأساس منطقة صناعية، وتبرز بموقعها القريب من العاصمة السعودية الرياض أحد أكبر المدن السياسية والاقتصادية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط، الأثر الذي يجعلها موقعا استراتيجيا لتكوين صناعات محلية تنطلق من وسط البلاد نحو جميع الاتجاهات المختلفة. وتقع منطقة سدير نحو الشمال من مدينة الرياض العاصمة، وجنوب منطقة القصيم، وهي عبارة عن مجموعة من المدن الصغيرة والقرى تتمتع بموقعها الاستراتيجي بين اثنتين من المناطق المهمة في المنطقة الوسطي.