رجل الأعمال المصري تامر سيد أحمد: نجحت لأنني استثمر فيما لا يفكر فيه الآخرون

أحلم بزراعة القمح في مصر

TT

البداية كانت بمبلغ صغير من المال، اتجه به الى البورصة وتعايش معها واكتسب خبرة السماسرة، لعب في شراء أسهم الشركات البعيدة عن اهتمام المستثمرين، وبفضل هذه السياسة جمع مبلغ 500 ألف جنيه (87 ألف دولار) وأسس مع بعض أصدقائه شركة «ذا واي أوت» للعمل في تقديم خدمات الإنترنت عام 1996، ومع الوقت نمت الشركة واخترقت أسواقا عالمية عديدة في مجال تقديم خدمات الإنترنت اللاسلكي، حتى خطفت اهتمام عدد من المستثمرين البريطانيين، وبعد مباحثات مكثفة تمكنوا من شرائها بمبلغ 131 مليون دولار، في صفقة شغلت اهتمام العاملين بقطاع الاتصالات المصري، غير مصدقين بأن هناك شركة مصرية في هذا المجال يمكن أن تبلغ قيمتها هذا الرقم الضخم الذي يقترب من صفقة عمر أفندي الشهيرة.

انه رجل الأعمال المصري الشاب تامر سيد أحمد البعيد عن الأضواء والذي فضل أن يعمل في صمت بمجال أحبه واقتنع به حتى أصبحت شركته تستحوذ على 98 % من اجمالي سوق الإنترنت اللاسلكي بمصر، كما تسيطر أيضا على 92 % من اجمالي الغرف الفندقية المغطاة بهذه التقنية بمنطقة الشرق الأوسط، ولديه خلال هذا العام استثمارات جديدة بنحو 30 مليون دولار، اضافة الى ذلك تمتلك شركته فروعا ومكاتب في 13 دولة عربية.

عن بدايته ولماذا فضل الاستثمار في تقديم خدمات الإنترنت قال تامر سيد أحمد: كان حلمي منذ 13 سنة أن يكون لي بيزنس خاص بي، حيث كان والدي يعمل مهندسا استشاريا في قطاع الكهرباء، ووكيلا لبعض الشركات واكتسبت منه بعض الخبرات في مجال ادارة الأعمال، ووقتها كنت أمتلك محفظة صغيرة بالبورصة المصرية وبدأت تنمو تدريجيا حتى جمعت نحو 87 ألف دولار، وفكرت مع أربعة من أصدقائي في تأسيس شركة «ذا واي أوت» للعمل في مجال تقديم خدمات الإنترنت في عام 1996، وقت أن كان هذا النشاط حديثا نسبيا على السوق المصرية، الا أن والدي نصحني بأن ابتعد عن هذا المجال، لدرجة أنه قال لي إن شركتك ستغلق بعد ستة أشهر، لكنني اخترت التحدي ومضيت في مشروعي الصغير، وبدأنا نتوسع تدريجيا بفضل النمو في سوق الإنترنت وظهور احتياج عالي من الأفراد والشركات على خدمات الإنترنت، وفضلنا التركيز على قطاع الشركات.

أما نقطة التحول في نشاط «ذا واي أوت» من وجهة نظر سيد أحمد فقد تمثلت في ظهور تقنية الإنترنت اللاسلكي (الواي فاي) على السطح عام 2003، ووجد أن مستقبل الشركة في هذه التقنية، فبدأ الدخول فيها وتنفيذ عدد من المشروعات بالفنادق الكبرى وكانت البداية في فندق كونراد، ثم شيراتون المطار، ومع التوسيع في تقديم هذه الخدمة بمصر، بدأ رجال الأعمال والفنادق بالدول العربية يطلبون تنفيذ مشروعات مشابهة في منطقة الخليج، لدرجة أننا اخذنا تنفيذ الإنترنت اللاسلكي في فنادق الشيراتون وانتركونتيننتال وماريوت وموفنبيك وراديسين على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت «ذا واي أوت» أكبر موفر لخدمة الإنترنت اللاسلكي في المنطقة، ونفذت أكثر من 300 مشروع في مصر حتى صعدت القاهرة للمدينة رقم 14 على مستوى العالم من حيث عدد النقاط الساخنة عام 2005.

وفيما يتعلق بالتوسع الذي شهدته الشركة على مدى السنوات الماضية أوضح أنه تم افتتاح مكاتب وفروع في 13 دولة عربية وحصلت على مشروعات ضخمة في الكثير من الدول تصل استثماراتها الى 30 مليون دولار، مدللا على نجاح الشركة بأنها نفذت ما نسبته 92 % من جميع الغرف الفندقية المغطاة بتقنية الإنترنت اللاسلكي، كما تصل نسبتنا في مصر الى 98 % من اجمالي النقاط الساخنة، كما لم تكتف خطط «ذا واي أوت» بأسواق المنطقة بل امتدت للسوق الأوروبية، وطلب منها افتتاح فروع بعدد من الدول الأوروبية لمتابعة نشاط الشركة.

وبسؤاله عن التفاصيل التي أحاطت بالصفقة وسبب التفكير في بيع الشركة في ضوء النجاح الذي حققته، أكد تامر سيد أحمد أن العرض كان مغريا للغاية حيث أتممت الصفقة بقيمة 131 مليون دولار، وقال إن تفاصيل عملية البيع بدأت عندما زارتني مجموعة من المستثمرين البريطانيين وطلبوا الدخول بنسبة في الشركة، لكنني رفضت هذا العرض، وتجدد العرض بعد ذلك وطلبوا شراء الشركة بالكامل، وأخطروني بأن لديهم خططا لتغطية أوروبا وآسيا ثم أميركا بالإنترنت اللاسلكي، وأكدوا أن ما يمكن أن أقوم به في ثلاث سنوات، يمكنهم تنفيذه في ثلاثة اشهر بفضل امكانياتهم الكبيرة، وعلمت أن هؤلاء المستثمرين يتابعون شركتي منذ عدة سنوات وهم متخصصون في شراء الشركات الواعدة، كما أنهم اطلعوا على خطة الشركة خلال السنوات الخمس المقبلة، وبالفعل وافقت على البيع، وقاموا بتأسيس شركة جديدة باسم مورجان برأسمال 300 مليون دولار، مقرها لندن لشراء «ذا واي أوت».

ومن المخطط وفقا لرئيس «ذا واي أوت» أن تضخ الشركة الجديدة 230 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى لتوسيع نشاط الشركة في أوروبا، خاصة أن هناك فرصا كبيرة به حيث يوجد نحو 8 آلاف فندق ما بين 4 و5 نجوم، كما رصدت مورجان 70 مليون دولار للأبحاث وتطوير تطبيقات الواي فاي، وأكد أنه لن يترك الشركة حيث اتفق على أن يتولى منصب العضو المنتدب، ولشركة مورجان الشرق الأوسط وعضو مجلس ادارة مورجان أوروبا، لأنه سيساهم بنسبة بسيطة في مورجان.

وعن الخطط المستقبلية للكيان الجديد في مصر أوضح انها ستعمل أولا على زيادة عدد العاملين بالشركة الى 600 موظف، مقابل 270 موظفا حاليا، وخلال الاتفاق على الصفقة اشترطت أن تكون مصر هي المقر الاقليمي للشركة بمنطقة الشرق الأوسط، كما تجرى حاليا مفاوضات بأن يكون الكول سنتر العالمي الخاص بالشركة في القاهرة حيث توجد منافسة ساخنة مع الهند في هذا المجال، واحاول اقناع الشركة باختيار مصر مقرا للكول سنتر. وحول مشاريعه في مصر بعيدا عن مجال تكنولوجيا المعلومات قال تامر سيد أحمد انه يعاني من مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالبيزنس، فهو على حد قوله لا يستثمر في مجال الا اذا كان يحبه على المستوى الشخصي، وحاليا ليس هدفي الربح بقدر ما أهدف الى الاستثمار في مشروعات ذات عائد على المجتمع، وحلمي الذي أفكر فيه جديا هو مشروع لزراعة القمح، للمساهمة في تلبية احتياجات السوق المحلية.

أما عن مشروعاتي الحالية ـ يواصل سيد أحمد ـ لدى سلسلة مطاعم متخصصة في تقديم الوجبات الصينية (السوشي) وسبب اختياري هذا النوع من المطاعم هو حبي للوجبات الصينية، وخطتي افتتاح 14 فرعا في مصر بحلول يوليو 2007، كما لدي استثمار آخر في مجال الورود، حيث أدخلت للسوق المصرية أسلوب جديد في شراء وتسويق الورود، حيث يقوم العميل بالاطلاع على كتالوجات لتشكيلات الورود المختلفة التي تحتوي على مختلف الورود والزهور الموجودة بالعالم واختيار الشكل الذي يريده، ثم نقوم بتجهيز (البوكيه) الذي يريده العميل وتوصيله الى أي مكان في مصر، الى جانب ذلك لدي استثمار آخر في البورصة، وأملك محفظة في البورصات العالمية، ولدي خبرة كبيرة في هذا المجال، وهناك فرص كبيرة في السوق المصرية، حيث توجد أسهم كثيرة سعرها أقل من السعر المتداول حاليا.