مسؤول تجاري إسباني لـ الشرق الاوسط: نستحوذ على نصف صادرات العالم من الزيتون.. والمغرب والأرجنتين أبرز منافسينا

السعودية المستورد رقم 6 للزيتون الإسباني

TT

أدى قرب السوق السعودي من الدول المنتجة للزيتون الأخضر إلى استغناء بعض التجار عن استيراد الزيتون الإسباني الأخضر والاكتفاء باستيراده من الدول المجاورة. وكشف مسؤول تجاري إسباني لـ«الشرق الأوسط» بأن السوق السعودي يركز على استيراد فئة الزيتون الأسود الإسباني أكثر من الأخضر.

وعزا جوس نو مدير المكتب التجاري والمستشار الاقتصادي بالسفارة الإسبانية في الرياض أسباب تفوق الزيتون الأسود وتمتعه بشعبية التجار والمستهلكين في السعودية أكثر من نظيره الزيتون الأخضر إلى «قرب السوق السعودي من بعض الدول المنتجة للزيتون الأخضر ما جعل الطلب عليه اقل بكثير من الطلب على استيراد الزيتون الأسود الذي تتميز بإنتاجه إسبانيا من دون منافس».

وكشف المستشار التجاري لـ«الشرق الأوسط» بأن السعودية تعد أحد أكبر الأسواق المستوردة للزيتون الإسباني الذي تستأثر إسبانيا بـ50 في المائة من حجمه المصدر عالميا. وقال جوس نو «إن السوق السعودي يحتل المرتبة 6 من عدد الأسواق المستوردة للزيتون حيث تحتل إسبانيا المرتبة الأولى عالميا في تصديره للعالم بحجم بلغ 246.000 طن سنويا.

وأشار المستشار الاقتصادي إلى أن السعودية تستحوذ على 4.4 في المائة من إجمالي الصادرات الإسبانية للزيتون في العالم، لافتا إلى أن حجم صادرات الزيتون إلى السعودية وحدها 10.846 طن سجل بنهاية 2005.

ونفى المستشار الاقتصادي بأن يكون ازدياد الطلب على استيراد الزيتون الإسباني إلى السوق السعودي موسميا، موضحا «العرض والطلب مستمر بانتظام وبشكل مطرد طوال العام ولذا فإن استيراد السعودية الزيتون الإسباني لا يتأثر بموسم وآخر».

من جهة أخرى، أرجع المستشار التجاري والاقتصادي بالملحقية التجارية الإسبانية سمعة الزيتون الإسباني وما يتمتع به من شعبية كبيرة لدى المستهلكين السعوديين، وخصوصا نوع «أوجيبلانكا» الأسود، إلى عدة عوامل لخص أبرزها في قطاع إنتاج الزيتون الإسباني ذاته، مشيرا إلى أن ما يقدمه من طاقة استيعابية ـ تستطيع سد احتياج أكثر من 100 دولة من مختلف دول العالم ـ يجعله في مصاف القطاعات النشطة والمنتجة لإسبانيا، لافتا لوجود عامل آخر ساعد على ازدهار شعبية الزيتون، موضحا ذلك بقوله «لابد من التأكيد على القدرة الضخمة لإنتاج الزيتون الإسباني وتقديمه بأشكال متنوعة ومختلفة سواء أكانت بشكل «زيوت الزيتون، أو بشكل زيتون المحشي، أو بالحسك «العبس»، وبمقاييس عالية الجودة تنتهجها الشركات الإسبانية المتخصصة طبقا لشهادة الجودة المعتمدة، إلى جانب الخبرة الطويلة التي يتميز بها قطاع إنتاج الزيتون في التعاطي مع الزيتون أثناء عملية الإنتاج وأثناء «التعليب والحشو والتعبئة» كل ذلك ساهم في جودة الزيتون الإسباني وبالتالي شعبيته وجعله علامة مميزة».

وحدد المستشار الاقتصادي الإسباني أشهر أنواع الزيتون التي تستأثر بأكثر الطلب في السعودية والتي لا تحتوي على أي معمل صناعي للزيتون الإسباني «المانزانيلا، والكوردال، والاوجيبلانكا» تعد أكثر أنواع الزيتون طلبا في السعودية إلى جانب الزيتون المحشو بالفلفل والأسود بأنواعها سواء زيت الزيتون أو مع الحسك.

وفيما يتعلق بالمنافسة في قطاع إنتاج الزيتون من قبل دول العالم الأخرى التي تعتبرها إسبانيا منافسا لها في هذا المجال، أكد المستشار الاقتصادي بأن إسبانيا تعتبر المغرب والأرجنتين دولتان منافستان لإسبانيا، مشيرا إلى أن كلا منهما يتمتع بسمعة طيبة من ناحية الجودة، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بـ«الكمية» فإن كفة إسبانيا هي الأرجح، أما بالنسبة للدول الأخرى فيرى بأن البعد الجغرافي سيقيد منافستها وسيحصرها في النطاق المحلي ولأسواق محددة.

الجدير بالذكر، أن غالبية النشاطات التجارية بين السعودية وإسبانيا ترتكز في تصدير تجهيزات التوصيلات الهاتفية ومواد السيراميك وأعمال النجارة وملابس الأطفال وإطارات السيارات وصفائح المعدن وحديد العمارة والمقاولات والمنتجات الطبية والمنتجات الكيميائية والطبيعية ومنتجات البهارات وخلطات الأكل وبعض أنواع الفواكه والخضروات والأسماك والأحذية، وتقتصر صادرات السعودية لإسبانيا على البترول والمواد البتروكيميائية.