الاقتصادي السعودي د. عبد العزيز المقوشي «دكتور المنتجات الوطنية» ا كرس وقته لخدمة المنتج المحلي السعودي

TT

انشغل الاقتصادي والأكاديمي السعودي الدكتور عبد العزيز بن علي المقوشي رئيس مجلس إدارة مركز المنتجات الوطنية في الرياض وأشغل من حوله بمحاولة الإجابة عن السؤال «ماذا لو قيل لمنتجات الآخر من سيارة أو طائرة أو حتى ما نأكل أو نلبس.. عد من حيث أتيت؟ أفلا يعود أكثرنا حفاة عراة مخموصي البطون؟ لذلك فقد كرس الرجل ملكاته واستطاعاته كافة وبدعم متصل من جهات مسموعة الكلمة، لخدمة المنتج المحلي السعودي وتطويره وتوسيع دائرة استخدامه من قبل المواطنين والمقيمين في بلاده.

وسعى الدكتور المقوشي من خلال هذا المركز الرائد رغم سنوات عمله القصيرة فيه، إلى تعزيز الفكرة القائلة إنه ليس من المهم أن نأكل مما يصلنا.. بل أن نأكل مما ننتج ونصنع، منطلقا من فلسفة عميقة هي تحقيق التحول لمجتمعاتنا من خانة الزبون الممتاز إلى خانة المنتج الممتاز، حيث أن منطقتنا العربية عموما والخليجية خصوصا تبدو كما لو أنها صممت لتكون خزينة دافعة دائما لجيوب متعطشة دائما وسوقا أو ربما (مكبا)، لمنتجات العالم بأسره أو أحيانا حتى لنفاياته لو صحت التسمية.

والدكتور عبد العزيز المقوشي استفاد من مكانه العلمي المستحصل من الجامعات الأميركية والإنجليزية فقد تحصل على دكتوراة الفلسفة في الصحافة الدولية في جامعة ويلز البريطانية ـ كاردف في عام 1994 وقبلها درجة الماجستير في تخصص العلوم في الصحافة الدولية في جامعة أوهايو في أميركا في عام 1990، حيث أظهر المقوشي تميزا أكاديميا لافتا في هذا البلد مما جعل السيناتور للمثل لولاية أوهايو، حيث كان يدرس ويخاطبه مشيدا بتفوقه وذلك عدا عن الدورات التأهيلية العديدة التي تلقاها في الداخل والخارج، لينخرط فيها مباشرة ما يمكن تسميتها بأذكى حملة إعلامية إعلانية لتجذير استخدام منتجات الوطن واستهلاكها وجعلها صاحبة الأفضلية عند الاختيار، منطلقا من حقيقة هي أن المنتج السعودي بات منافسا قويا لنظيره المستورد وله قبول واسع في أسواق نحو 120 بلدا في العالم، ولكن ذلك المنتج نفسه العالي الجودة بحسب شهادات التصنيف الصادرة عن منظمات دولية محايدة، لا يزال كالعود في بلده ضربا من الحطب، ومن هنا تبدأ محاولات الجهات الصناعية في القطاعين الحكومي والخاص المحمومة المساندة للمركز لتنشئة الصغار على معنى الولاء لكل ما هو وطني.

إن مركز المنتجات الوطنية الذي انطلق كفكرة صغيرة من الغرفة التجارية الصناعية في الرياض في 1409هـ، الذي يتولى الدكتور المقوشي منصب الأمين العام المساعد فيها بدعم ومباركة من الدولة، والذي يطل على مدينة الرياض من أهم شوارعها التجارية (طريق الملك فهد) تجرى استعدادات مكثفة يقف وراءها رئيسه المثابر الدكتور المقوشي لتحويله إلى أكبر معرض دائم للمنتجات الوطنية المصنعة مائة في المائة محليا، وذلك بعيد انتقاله إلى مقره الجديد ضمن مركز الرياض الدولي للمعارض المزمع افتتاحه خلال عام 2007 والذي يتولى الإشراف عليه أيضا الدكتور المقوشي.

ويستطيع هذا المركز من مقره الجديد الواسع والعالي الطابع أن يروي تعطش المنتجين والمستهلكين والزائرين بالطبع، إلى رؤية أحدث ما تنتجه مصانع الرياض ومزارعها التي تمثل نحو ثلث المصانع العاملة والمسجلة في المملكة والبالغ عددها الكلي 3600 مصنع.

والدكتور المقوشي رجل بحاثة عن كل جديد، يتمتع بأخيلة بنائية هدفها العام هو السعي لتطوير قدرات القطاع الصناعي الخاص في بلاده مما يسهم في تنمية الاقتصاد الوطني ودعم قدراته وقطاعاته، حيث أنه مزج لتحقيق هذا الهدف بين مهارته الإعلامية العميقة وخبراته الإدارية والوظيفية عبر رئاسته للقطاع الإعلامي بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض التي مكنته من الإشراف على قيام عدد من الملتقيات والمنتديات العلمية الرصينة منها (الملتقى الإعلامي ـ الاقتصادي) ومنتدى الإعلام الاقتصادي وهي التظاهرة التي شكلت لأول مرة على صعيد المملكة وفي حضور النخب الاقتصادية والإعلامية السعودية ذخيرة ورأسمالا معرفيا مهما، لإغناء عنه لكل عامل في الحقلين الاقتصادي والإعلامي.