رجل الأعمال المصري د. شريف ماجد: تجاربي العملية رشحتني للعمل الحكومي

TT

استطاع بخبرته في الشؤون الأفريقية وعلاقاته مع حكوماتها لعب أدوارا هامة على الصعيد الحكومي وتمكن الدكتور شريف ماجد أن ينتزع لمصر لقب دولة المقر وأول رئيس لاتحاد الغرف الأفريقية للتجارة والصناعة والزراعة والمهن بعد منافسة شرسة مع جنوب أفريقيا في ابريل (نيسان) 2005، وتم اختياره مستشارا تنفيذيا للاتحاد لوضعه على طريق التنفيذ بعد أن تعثرت التجربة الأولى لانشائه عام 1982.

وبعكس الكثيرين أنضم الى العمل الحكومي بعد نجاحه على مستوى« البيزنس» في اختراق السوق الأفريقي من خلال شركة التصدير الخاصة به واقامة علاقات متميزة مع شخصيات رفيعة المستوى في العديد من الحكومات الأفريقية مما دفع الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية آنذاك، الى الاستعانة به كمستشار للشؤون الأفريقية وكانت أولى مهامه اعداد استراتيجية لاقتحام الأسواق الأفريقية، وتم البدء في تنفيذها على الفور من خلال الوجود المباشر، واستئجار مخازن للسلع في السنغال ومالى وبوركينافاسو، كما تم الاتفاق مع البنك الأهلي على انشاء آلية للتمويل المسبق للصادرات الى افريقيا برأسمال يتجاوز 100 مليون دولار. قضى الدكتور شريف ماجد الجزء الأكبر من حياته في أوروبا، حيث حصل على الثانوية العامة من سويسرا، ثم عاد الى القاهرة ليلتحق بكلية التجارة جامعة القاهرة (قسم ادارة الأعمال)، وبعد تخرجه من الجامعة سافر الى الدنمارك بصحبة زوجته ليدير شركة السياحة الخاصة بوالده من هناك والتي تركز على جلب السياح من الدنمارك والسويد. وظل هناك لمدة تزيد عن 10 سنوات وقد ساهم من خلال وجوده في زيادة عدد السياح الوافدين الى مصر من الدنمارك والسويد الى 36 ألف سائح سنويا، ثم عاد الى القاهرة ليشغل منصب نائب رئيس مجلس ادارة الشركة. وشجعه نجاحه في العمل السياحي الى التوسع في مجال الاستثمار فقرر تأسيس شركة «ميديكس» للتصدير وتركز نشاطها بشكل أساسي على السوق الأفريقي، وجعلته الفرص الكامنة هناك يعرب ببعن دهشته من اهمال الشركات المصرية لهذه السوق التي يتجاوز عدد سكانها المليار نسمة حاليا ولديها مواصفات واشتراطات تبدو بسيطة اذا ما قورنت بالشروط والمواصفات الأوروبية، ومع ذلك يهرول المصدرون المصريون الى أوروبا وأميركا تاركين افريقيا لسيطرة الشركات الاسرائيلية والصينية والمغربية التي تستحوذ على نصيب الاسد منها. ويقول ماجد ان العمل عن بعد لا يجدي في مثل هذه السوق ولذلك قرر اقامة مخازن لشركته بالسنغال ومالي، كما سعى نحو اقامة علاقات متميزة مع المسؤولين بحكم أن البيزنس في هذه الدول يتركز في أيدي الرسميين او قريبا منهم، ونجح في ذلك الى حد اختياره مستشارا لوزير الاقتصاد في الكونغو وممثل البعثة الاقتصادية «لغينيا بساو» في مصر ومستشارا للعديد من الوزراء الافارقة. وكانت خلاصة هذه التجارب هي محاور الاستراتيجية التي قدمها لوزير الاقتصاد والتجارة الخارجية حينما اختاره ليعمل كمستشار بالوزارة للشؤون الأفريقية عام 2001 وظل في منصبه لمدة خمس سنوات نجح خلالها في تنفيذ الكثير من بنود الاستراتيجية التي رسمها. خاض د.شريف معركة ضد جنوب افريقيا في ابريل (نيسان) 2005، لانتزاع لقب دولة المقر ورئاسة اتحاد الغرف الافريقية لصالح مصر، بعد عدة جولات مكوكية الى رؤساء ومسؤولي العديد من الحكومات الافريقية للحصول على موافقات رسمية بترشيح مصر كدولة مقر وأول رئيس للاتحاد، وبعد أن خسرت جنوب افريقيا المعركة رفضت التوقيع على اتفاقية تأسيس الاتحاد بجانب خمس دول أخرى معظمها دول صغيرة. وبعد هذه الرحلة قرر ترك منصبه في الوزارة بعد أن شعر بتغير الرؤية السياسية تجاه افريقيا بحيث «تذيلت» القائمة من حيث ترتيب الأسواق أمام الصادرات المصرية وقرر أن يتفرغ لمجموعة شركاته الخاصة الى جانب عمله كمستشار تنفيذي لاتحاد الغرف الافريقية كما تم اختياره ممثلا للاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب افريقيا «الايموا» ويضم دول غينيابساو ومالي وبوركينافاسو وساحل العاج والكونغو والسنغال وتشاد.

وقبل نحو عامين صمم شريف ماجد أن يخوض مجالا جديدا من الاستثمار وهو السياحة العلاجية ودفعه الى ذلك تزايد شكاوى الوافدين العرب من تعرضهم للنصب احيانا على أيدي السماسرة الى جانب عدم وجود كيان استثماري متخصص في هذا المجال وقرر البدء بالسوق اليمني حيث يتجاوز انفاق المرضى اليمنيين على عمليات العلاج في الخارج 100 مليون دولار سنويا، وبدأ العمل بالفعل. من خلال شريك يمني ودفعه نجاحه في هذا المجال الى مد نشاطه ليشمل كافة الأسواق العربية وعددا من الاسواق الافريقية على رأسها نيجيريا من خلال شريك نيجيري، وكانت باكورة التعامل هي اجراء جراحة نادرة للتوأم النيجيري «حسنة وحسنيه» بمستشفى أبو الريش الجامعي بمصر، ويدرس حاليا افتتاح فرعين جديدين في السودان وتشاد. ومنذ مطلع العام الحالي تم اختياره ممثلا لغرفة التجارة والصناعة والاستثمار لمحافظة «الزاس» الفرنسية بالقاهرة لتنسيق الاستثمارت بين الطرفين معتبرا ان التجربة الفرنسية في مجال جذب الاستثمار الاجنبي جديرة بان يتم تطبيقها في مصر بحيث تلعب الغرف التجارية في المحافظات دورا مركزيا فيها للاستفادة من وجودها في الاقاليم ولغياب الغرف الصناعية عنها.

وبرغم انشغاله بالبيزنس الا انه حافظ على ممارسة رياضة التنس التي عشقها منذ صغره بل استطاع ان يغرس حب الرياضة في ابنته الكبرى فريدة، 12 سنة طالبة باحدى مدارس اللغات، وحصلت على بطولة الجمهورية في الباليه المائي وابنه عمر طالب بمدرسة للغات ويمارس رياضة كرة القدم، الى جانب اهتمامه وزوجته بالأعمال الاجتماعية الخيرية كرعاية الأطفال الأيتام والمعوقين وكبار السن.