د. نسرين الدوسري: أي خلل للدور الاقتصادي للمرأة هو شلل لنصف المجتمع

رئيسة لجنة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية في السعودية

TT

رغم مرور أكثر من عشرة أشهر على خوضها لتجربة الانتخابات للفوز بمقعد في مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، إلا أن الدكتورة نسرين الدوسري، تتذكر هذه التجربة بكثير من التأمل، فهي ترى أن إخفاق سيدات الأعمال، اللاتي شكلن تكتلا انتخابيا خاصا بهنّ ينافس التكتلات الأخرى، في الفوز، لم يكن فقط بسبب احجام رجال الأعمال في المنطقة الشرقية عن مساعدتهن (مساعدة حقيقية)، بل بسبب أن المرأة نفسها التي أدلت بصوتها في صناديق الاقتراع خذلت بنات جنسها! وبرأي الدكتورة نسرين الدوسري أن السبب (يرجع إلى ضعف ثقة المرأة بالمنطقة الشرقية، في أن السيدات المرشحات قادرات على الوقوف جنبا إلى جنب مع رجال الأعمال لضمان مستقبل أفضل لسيدة الأعمال في الشرقية).

الدكتورة نسرين تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، حيث نالت شهادة البكالوريوس علوم من جامعة المسيسبي والدكتوراه في علم الادارة والسلوك التنظيمي، أما الماجستير فنالتها من جامعة هال البريطانية، في تخصص إدارة الجودة والموارد البشرية. وعملت استاذة مشاركة في الجامعة العربية المفتوحة في البحرين، وكانت قد عملت مسبقاً ضمن فريق تنسيق التدريب وضمان الجودة في شركة أرامكو السعودية، كما عملت مديرة بإدارة أموال الشركات في الإدارة العامة للبنك السعودي الاميركي، وأخصائية مشاريع في «برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية»، والمديرة الإقليمية لبرامج «صندوق المئوية» في المنطقة الشرقية.

وهي اليوم رئيسة لجنة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية، وعضو بالفريق الاستشاري لجامعة الأمير محمد بن فهد، إضافة إلى أنها الرئيس والمدير التنفيذي لمكتب القادة للاستشارات الإدارية، وهو أول مكتب استشارات إدارية بترخيص نسائي في السعودية، وتدير هذا المكتب وهو الوحيد في السعودية، إضافة لشركة استشارات إدارية وعقارية تحت التأسيس في البحرين.

أولت الدكتورة نسرين الدوسري المرأة اهتماماً بالغاً، وتقول إن أهم البرامج التي تفتخر بأنها بدأت بها في المنطقة الشرقية، هي برنامج (العمل من المنزل) وبرنامج (كيف تبدأين مشروعك الصغير)، وهما برنامجان موجهان للسيدات، وترى أن مثل هذه البرامج تعزز دور المرأة الاقتصادي وتخلق نواة لسيدات أعمال على أسس علمية معرفية سليمة، بدلا من أن تكون باحثة عن عمل، وهذه البرامج الآن من أهم مشاريع اللجنة، تم تخصيص لجنة فرعية أو فريق عمل لدعم ما يسمى بـ«رائدات الأعمال».

وتقول: أنا من أشد الناس حماسا وإيمانا بإمكانيات المرأة السعودية وقدراتها وعزيمتها، التي تؤهلها لأبرز المناصب، ولكن ما ينقص سيدة الأعمال السعودية هو الثقافة الاقتصادية والمهنية، إضافة إلى عدم إلمامها بشكل كاف بالقوانين والتشريعات التي من شأنها أن تسهل عليها الخوض في عالم الأعمال. وترى الدوسري أن سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية، رغم هامشية الوضع الاقتصادي، الذي يتمتعن به، إلا أن لديهن ميزة خاصة جدا وهي القرب من الخليج عموما ومن البحرين بشكل خاص مما يتيح لهن الاطلاع على الدور المتنامي والخطوات السريعة التي تخطوها المرأة بشكل عام وسيدة الأعمال بشكل خاص في منطقة الخليج.

وترى الدكتورة نسرين أن سيدات الأعمال يستطعن ممارسة دورهن في ظل التنافسية الشديدة في حال طورن الثقافة الاقتصادية والتشريعية، والتركيز على أهمية الاقتصاد المعرفي ودوره في بناء القدرات العملية، التي بدونها لن تتمكن المرأة من ممارسة دورها على النحو المأمول. إضافة إلى عدم تعجل الربح الذي بدوره يفقدها التركيز على جوانب مهمة جدا بالعمل التجاري، بداية من التخطيط السليم والثقة، مرورا بالتطوير والتدريب والإبداع، وغيرها من المهارات الإدارية الأخرى.

وعن المرأة بشكل عام ترى أن المرأة السعودية تشكل 50 بالمائة من المجتمع، وعليه فدورها مساو لدور الرجل، اقتصاديا، وأي خلل أو شلل للدور الاقتصادي للمرأة هو شلل لنصف المجتمع، وتضيف أن دعم المرأة العاملة أو المستثمرة هو السبيل الوحيد للتنمية الاقتصادية التي نسعى لها.

الدكتورة نسرين الدوسري متزوجة من الدكتور طارق السليماني الحاصل على الدكتوراه في نظم المعلومات والإلكترونيات، وهي أم لطفلين: نوف (5 سنوات) وخالد (سنتان).