حسين الميزة: مغامرة المصرفية الإسلامية تتوج نجاحاته العملية

TT

قبل نحو ثلاثين عاما.. كانت المصرفية الاسلامية تحبو، وكان الاتجاه لها نوعا من المخاطرة غير المحسوبة، شأنها شأن أي قطاع في بدايته، إلا أن هناك من كان يرى ما لا يراه غيره من الشخصيات المصرفية، ويؤمن بأن المستقبل سيكون لا محالة بتوجه المسلمين، وغير المسلمين، لهذه الصناعة والتي بعد ثلاثة عقود، أصبحت تدر مئات المليارات من الدولارات.

إنه المصرفي حسين الميزة، الذي ساهم وبقوة في تأسيس وإدارة أول بنك إسلامي في العالم، وهو بنك دبي الاسلامي، حينها كانت المخاطر عالية، والصعوبات جمة، والمجالات ضيقة، لكن الميزة كان يصر ويؤكد أنه سيحلق بفكرته إلى آفاق عالية، وهو ما حدث بالفعل، خاصة في العقد الحالي. في عام 1975، وبعد تخرجه في جامعة بيروت العربية بدأ حياته العملية في بنك دبي الإسلامي، وخلال السبعة والعشرين عاماً التي أمضاها في البنك اعتلى الميزة عدة مناصب في عدة إدارات حتى أصبح مدير أحد فروع البنك في دبي ومن ثم المدير العام بالإنابة، كما عمل مديراً تنفيذياً لقسم الأعمال المصرفية المتعلّقة بالشركات، ومثل البنك في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الإسلامية. ويعد حسين محمد الميزة من ألمع الأسماء في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التمويل والبنوك، خاصة التمويل والتأمين الإسلامي حيث يعمل حالياً نائباً لرئيس مجلس إدارة مصرف السلام والعضو المنتدب، وكذلك العضو المنتدب لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين. ويعتبر الميزة أن نجاحه في مغامرة المصارف الاسلامية، أكبر شهادة يتوج بها مسيرته العملية، مضيفا أن هناك الكثير من المجالات التي طرقها وتمكن منها، إلا أنه يعود للمصرفية الاسلامية التي كانت نوعا من المخاطرة العالية، وأصبحت الآن هدفا للمصارف الأجنبية قبل الاسلامية.

شغل حسين الميزة خلال العقدين الأخيرين رئاسة مجالس إدارة في عدة شركات ومؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ من ضمنها رئيس مجلس إدارة إعمار للخدمات المالية، عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية في أملاك للتمويل، وكذلك في مملكة البحرين منها رئيس مجلس إدارة مركز إدارة السيولة ورئيس اللجنة التنفيذية في الشركة الإسلامية للتجارة.

ويشغل حسين الميزة حالياً عدة مناصب؛ العضو المنتدب، شركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين، نائب الرئيس العضو المنتدب في مصرف السلام السودان، نائب الرئيس العضو المنتدب رئيس اللجنة التنفيذية مصرف السلام ـ البحرين، نائب رئيس مجلس الإدارة شركة ليدر كابيتال، عضو مجلس إدارة غلف جيت، عضو مجلس إدارة شركة إعمال للصناعة والاستثمار، عضو لجنة الاستشارات مركز دبي المالي العالمي، عضو مؤسس في مصرف السلام ـ الجزائر، عضو مؤسس مصرف السلام ـ سورية.

ويؤكد الميزة أن المصرفية الاسلامية استطاعت أن تفرض وجودها على المستوى الدولي بعد ثلاثين عاما من البدء بتأسيس المصارف الاسلامية، مدللا بأن كثيرا من المصارف التقليدية، الصغيرة والكبيرة، فتحت فروعا أو نوافذ تقدم من خلالها الخدمات المصرفية على الطريقة الاسلامية.

وطالب الميزة المصارف الاسلامية بتطوير أعمالها وأخذ هذا الجانب «بجدية أكبر فالعمل في الصيرفة الاسلامي هو رسالة لذا يجب تطبيق المعايير الاسلامية في عملنا»، متوقعا مزيدا من الانتشار للمصارف الاسلامية خلال الفترة المستقبلية.

ويعتقد الميزة أن البنوك الاسلامية رسالة، «ويسرني تحول البنوك التقليدية إلى اسلامية، وبالنظر إلى البنوك التقليدية العالمية الأجنبية نراها تبحث عن الربحية وهو أمر مشروع». ويشير الميزة أنه عند انطلاق البنوك الاسلامية قبل ثلاثة عقود «لم يكن الناس تعرف ما هو البنك الاسلامي، والآن انطلقت مسيرة المصارف الاسلامية بقوة، و النظام المصرفي ارتقى كثيرا ليتواكب مع جميع البنوك بكافة عملياتها».

ويرى الميزة أن مقياس نجاح المصارف الاسلامية هو الانتشار الذي بلغته، «فبعد أن كان مصرفا اسلاميا واحدا فقط قبل ثلاثين عاما، ها نحن نرى أن عدد البنوك الاسلامية يفوق 250 بنكا حول العالم. كما أن كثيرا من المصارف التقليدية، الصغيرة والكبيرة، فتحت فروعا أو نوافذ تقدم من خلالها الخدمات المصرفية على الطريقة الاسلامية».