رجل الأعمال المصري سمير شما: اخترت السياحة لأنها ليست مجرد «بيزنس».. وأراهن على السوق التركي

TT

تردد اسمه مؤخرا داخل أروقة اتحاد الغرف السياحية، بعد انتخابه رئيسا للجنة البيئة بغرفة شركات السياحة، وكان قد دخل المجال السياحي والفندقي منذ فترة ليست بالبعيدة حيث بدأ سمير محمد شما، 57 سنة، بيزنس السياحة عام 1990، بعد خروجه من سلاح الدفاع الجوي إلى التقاعد برتبة العميد.

كان الأول في عائلته الذي اختار بيزنس السياحة، والآن يقول بكل ثقة انه يعتبرها خطوة موفقة أكسبته خبرات وعلاقات دولية، مبينا ان اختياره لهذا البيزنس جاء لأسباب منها «الخاص» مثل حبه للسفر والرحلات، وأنه نشاط واعد، ويمنح صاحبه فرصة أن يكون سفيرا لبلده بجانب ما يحققه من أرباح، و«العام» منه انه يقود قاطرة التنمية في الاقتصاد الوطني، ويعتبر أن اختياره كرئيس للجنة البيئة لمدة عامين مقبلين خطوة مهمة على طريق اهتمامه بالشأن العام، وتأكيد سلامة اختياره للسياحة كمجال عمل شامل. تتعدد المهام التي يقوم بها يوميا في مصر من خلال شركته المتخصصة في السياحة الدينية «الاسلامية والمسيحية». فهو يعمل على استقطاب مسلمي تركيا إلى الحج والعمرة وترويج الرحلات إلى المزارات الدينية الإسلامية والقبطية في مصر، خلافا لمتابعته لفنادقه السياحية الخاصة به في شرم الشيخ وطابا. تأخذ تركيا 35% من وقته في العمل، لأهمية هذا السوق من وجهة نظره، وأيضا بل وأولا، لأن زوجته تركية، وكان قد بدأ جلب السياح من تركيا عام 1997. ويقول إنها قريبة «نفسيا» الى مصر في العادات والتقاليد، وتصعد بسرعة الصاروخ في الانتاج والاستثمار، بالاضافة الى قوة العلاقات التجارية بينها وبين مصر، مؤكدا انه سيعمل على جعل السوق التركي في نفس مستوى الأهمية للسوقين الانجليزي والألماني، من خلال جذب مليون سائح منه سنويا إلى مصر، وهو ليس حلما كما يؤكد.

ويكشف شما أيضا انه ينوى بناء فندق خلال الصيف المقبل في تركيا، حيث إمكانية تحقيق أرباح جيدة من هذا السوق، مشيرا إلى إن الوضع قد يصل به إلى بناء سلسلة فنادق في هذا البلد. ويشغل شما مناصب أخرى منها عضويته في الاستا (اتحاد الشركات الأميركية السياحية)، وجمعية الـ«بيبا» (جمعية الصداقة المصرية الانجليزية)، كما انه عضو في منظمة البيئة العالمية التي تتخذ من جنيف مقرا لها. وبرغم تعدد المهام والمناصب، إلا انه يؤكد انه سيعطي العمل العام بداخل مصر ربع وقته، مهما كانت المشاغل لحل بعض المشكلات البيئية التي تعوق زيادة الجذب السياحي، مثل المراكب العائمة الملوثة للبيئة والعدوان على المحميات الطبيعية، وحماية الشواطئ من التآكل وإثارة الاهتمام بمناطق السياحة العلاجية. ويرى شما انه برغم امتلاك مصر لربع آثار العالم، فإنها لا تزال تتحرك في دائرة التسعة ملايين سائح، والسبب افتقادنا لأهم العوامل الجاذبة للسياحة في العالم المتقدم ـ تجذب اليونان 70 مليونا ـ وهو «السلوك».

كما يرى انه ما زالت هناك أماكن بكر تستطيع ان تنافس بقوة على استقطاب الاستثمارات السياحية، لكنها مهملة مثل «الوادي الجديد بواحاته الخمس» والذي لا يذهب إليه إلا عدة آلاف من السياح سنويا، ويؤكد أن لديه خطة رئيسية لتأهيل هذه المنطقة ذات الأجواء النقية والتنوع الطبيعي المدهش.

ويعتقد أن الاتجاه الذي تسير فيه الحكومة لتنشيط السياحة ما زال «دقة قديمة»، ويعتمد على الرهانات التقليدية، مبينا الحاجة إلى خطة جديدة حتى تكون لدينا سياحة غالية، مع ضرورة تنسيق مواقف الأطراف ذات الصلة المباشرة، كما أنه من الضروري استكمال الأماكن التي بدأ فيها الجذب السياحى مثل «طابا»، لأن عدد السائحين بها لا يتناسب مع إمكانياتها، وهو قليل إذا قيس بالعدد في «ايلات»، رغم أن «شاطئ» الأخيرة لا يضاهى بجمال «شاطئ» الأولى.

ويشير شما إلى خريطة العالم الموجودة بمكتبه ويقول: إننا نستطيع أن ننافس.. لقد تجولت لمدة 60 يوما متصلة في بلاد الدنيا، لأرى ما الذي ينقصنا، وماذا يجرى في الدنيا، وعلى قدر جسامة التحدي على قدر ما أنا متفائل، فالمسألة ممكنة فقد تعلمنا في القوات المسلحة أن عليك الاختيار بين النصر أو الشهادة أي لا تختر الهزيمة أبدا، وحتى مع دول متوسطية تنافسنا بضراوة مثل اليونان وتركيا، نستطيع أن نحول ذلك إلى تعاون مثمر يجعلهما محطة نثبت فيها وننطلق منها وإليها.

ويعتبر شما اكبر اخفاق في حياته هو تعرض شركته المصرية للإغلاق لمدة ثلاث سنوات، بعد أحداث الأقصر، بسب انهيار القطاع السياحي وشعوره بأن السياحة المصرية مكتوب عليها أن تظل رخيصة، وان أهلها يفرطون في قيمتها بحرق الأسعار والنزول بمستوى الخدمات، لكنه صمد، والآن تغير الوضع خاصة مع حكومة نظيف، وان كان هناك الكثير مما يتعين عمله، لنصل إلى 12 مليون سائح سنويا عام 2010، بل وتجاوز ذلك المستهدف. ويهوى شما السفر والرحلات، والقراءة، ولديه ولدان وبنت.