الفنادق الاقتصادية تشهد توسعات في مدن السعودية والإمارات وتستحوذ على 15 % من النزلاء

السكن «منخفض التكاليف» يغري مستثمري القطاع الفندقي بدول الخليج

TT

يبدو أن التوجه نحو القطاعات الاقتصادية قد بدأ يفعل فعلته في منطقة الخليج، فبعد الطيران الاقتصادي الذي عم المنطقة في السنوات الأخيرة ها هو القطاع الفندقي يدخل على الخط عبر الشركات الفندقية التي بدأت بالاهتمام بقطاع الفنادق الاقتصادية «منخفضة التكاليف» في منطقة الخليج والشرق الأوسط عامة. وتشير التوقعات إلى دخول أكثر من 100 فندق الخدمة من هذه الفئة خلال السنوات القليلة المقبلة وحتى العام 2010، وسيضخ المطورون والمستثمرون استثمارات تقارب بليوني دولار أميركي في هذه الفنادق التي تم الإعلان عنها حتى الآن.

ويتوقع المطورون الفندقيون بأن يرتفع عدد الفنادق منخفضة التكاليف بصورة أكبر مع نمو الحركة السياحة، واستقطاب شرائح من السياح الذين يفضلون هذه النوعية من الفنادق، خاصة في ظل تدني عدد الفنادق التي تلبي مطالب المسافرين الراغبين في الإقامة بفنادق منخفضة التكاليف. وشهدت الفترة الأخيرة الإعلان عن مشروعات لخمس مجموعات فندقية عالمية في قطاع ما يسمى بالفندقة الاقتصادية، تضيف أكثر من 15 ألف غرفة فندقية في دول المنطقة خاصة الخليجية منها، وتأتي على رأسها دبي وأبو ظبي في الإمارات وجدة والرياض في المملكة العربية السعودية، والكويت والدوحة والمنامة ومسقط، والقاهرة ودمشق.

ويشير المسؤولون في شركات تطوير وإدارة الفنادق إلى أن الخدمات والفنادق الاقتصادية ستنال المزيد من اهتمامات المطورين والمستثمرين خلال السنوات المقبلة، وستستحوذ على أكثر من 15 بالمائة من الغرف الفندقية على مستوى الشرق الأوسط في غضون ثماني سنوات وقبل حلول العام 2015.

ويقول سليم الزير، الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق «روتانا»: «لا توجد في أسواق المنطقة سوى 10 في المائة من الفنادق التي تتوفر فيها خدمات الفنادق الاقتصادية، كما أن هذه النسبة يديرها أفراد لا يستطيعون توفير الجودة المطلوبة في الخدمة المقدمة، بينما 70 في المائة من المسافرين الدائمين حول العالم يفضلون الإقامة في فنادق منخفضة التكلفة، ونظرا لتدني العدد المتاح في المنطقة فان ذلك من شأنه أن يشجع شركات الفنادق على الدخول في هذه النوعية من الأعمال».

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الفنادق منخفضة التكلفة تستطيع جلب شريحة كبيرة من السياح والمسافرين الذين كانوا يترددون في السفر الى المنطقة بسبب عدم وجود فنادق تتلاءم مع ميزانياتهم، كما ستتزايد المنافسة على هذه الشريحة التي يقدر البعض بأنها ستصل إلى 30 بالمائة من نزلاء الفنادق بحلول عام 2015 في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مع التوقعات بتحقيق هذا القطاع الفندقي عوائد تصل إلى 20 بالمائة، موضحا بأن حصة المنطقة العربية من السياحة العالمية تقدر بنحو 5 في المائة في حين أن بمقدور الدول العربية أن ترفع حصتها إلى 10 في المائة مع الاهتمام بقطاع الفنادق الاقتصادية.

وترصد الارقام أن مجموعات فندقية عالمية مثل «اكرو» و«ايزي هوتيل» وسلسلة «هوليداي اكسبريس» ضمن «انتركونتيننتال» و«روتانا»، وغيرها قامت بالإعلان عن عدد من الفنادق في المنطقة وستشهد في العام الحالي 2007 والمقبل 2008، بداية لتدشين عدد من الفنادق من نوعية منخفضة التكاليف في عدد من مدن المنطقة.

وستدشن مجموعة «روتانا» الفندقية في العام الجاري أول فنادقها من الفنادق الاقتصادية تحت العلامة الجديدة «سنترو» في دبي يليها فندق آخر في أبو ظبي، لتنطلق في إنشاء 25 فندقا حتى العام 2010 في باقي مدن مجلس التعاون الخليجي ومدن أخرى، وتصل تكاليفها إلى 525 مليون دولار، لإضافة ما يقارب 7500 غرفة، بمتوسط تكلفة 70 ألف دولار للغرفة الواحدة.

وقال سليم الزير إن البداية ستكون بإدارة ثلاث في الدولة منها اثنان في دبي وواحد في أبو ظبي، وسيبدأ تشغيل أول فندق في العام الجاري 2007، متوقعا أن يصل العائد إلى 20 بالمائة، كما ان هناك مفاوضات لإدارة فنادق في دول مجلس التعاون الخليجي.

من جهته، ذكر كريس مولوني، رئيس قسم العمليات في مجموعة فنادق «انتركونتيننتال»: «تؤكد الدراسات وجود فجوة في عدد الفنادق الاقتصادية، في دول منطقة الشرق الأوسط، وبالذات في دول الخليج، بالرغم من أهميتها في دعم النمو في عدد زوار الى المنطقة. وفي ضوء المتابعة للنمو والتنوع في فئات الزوار، قامت «انتركونتننتال» بإطلاق سلسلة فنادق «هوليدي اكسبريس» لتوفير خدمة بأسعار اقتصادية، تواكب النمو في شريحة الطبقة المتوسطة بين نزلاء الفنادق، والزيادة في عدد السائحين القادمين من الدول العربية.

وقال مولوني انه سيتم افتتاح أول فندق من العلامة «هوليدي اكسبريس» في قرية المعرفة بدبي العام الجاري، وسيضم 240 غرفة، كما تعتزم المجموعة افتتاح 40 فندقا من هذه النوعية، بينها 20 فندقا في دول مجلس التعاون الخليجية، و20 فندقا في لبنان وسوريا، تضيف ما يزيد عن 4 آلاف غرفة، وبمتوسط تكاليف 600 مليون دولار.

وتدشن شركتا استثمار «هوتيلز» و«إيزي هوتيل دوت كوم» أول فندق للعلامة «ايزي» ضمن 38 فندقا منخفض التكاليف في المنطقة بدبي العام المقبل 2008 في بداية تنفيذ شراكة بينهما لإطلاق العلامة الفندقية العالمية «ايزي هوتيل» من نوعية الفنادق الاقتصادية.

وقال جو سيتا الرئيس التنفيذي لشركة «استثمار هوتيلز» الإماراتية: «تستثمر هوتيلز 400 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، لبناء 38 فندقا بطاقة 3800 غرفة تحمل علامة «إيزي هوتيل دوت كوم» في 17 مدينة، وذلك من إجمالي 3 مليارات دولار استثمرتها الشركة الاماراتية في قطاع الفنادق. وقال ستمتلك «استثمار هوتليز» الفنادق الجديدة وتديرها، والتي ستحمل علامة «إيزي هوتيل دوت كوم»، بناء على اتفاق شراكة بينهما يعطي «استثمار هوتيلز» الحق الحصري لعلامة «إيزي هوتيل دوت كوم» في دول مجلس التعاون الخليجية والشرق الأوسط والمشرق العربي وشمال أفريقيا والهند وباكستان. وستقوم الشركة بتشييد ستة فنادق اقتصادية (منخفضة التكاليف) في دبي، وستبدأ الخطة بإنشاء أول فندق في منطقة الكرامة في دبي بطاقة 200 غرفة، وسيتم الافتتاح مطلع العام 2008، وفي الهند ثمانية فنادق، والمملكة العربية السعودية ثلاثة فنادق، أما في باكستان فستقوم «استثمار هوتيلز» ببناء ثلاثة فنادق، وفندقين في لبنان، وفي مصر فندقين، وواحد في كل من الشارقة والكويت والبحرين وعمان وأبوظبي ورأس الخيمة وقطر والمغرب وتركيا وسوريا وليبيا والأردن وتونس والجزائر. وقال جو سيتا ان «استثمار هوتيلز» ستبدأ أعمال 8 فنادق من هذه السلسلة بنهاية العام 2007 يليها 18 فندقا إضافيا مع نهاية العام 2008، بينما ستنطلق اعمال العدد المتبقي خلال السنوات الثلاث التالية، وسيتكون كل فندق من 80 إلى 120 غرفة. وتدرس مجموعة «ايفا» الكويتية للفنادق والمنتجعات الاستثمار في الفنادق الاقتصادية بعد تجربة فندق «يوتيل» في مطاري هيثرو وجاتويك.

واستثمرت مجموعة «وافي» أكثر من 16 مليون دولار في فندق (أربيان بارك ـ دبي) لتلبية احتياجات سوق سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض ونزلاء فترات الإقامة المحدودة في الإمارة.

وقال مارك لي، مدير عام الفندق: «إن الفندق هو الأكبر ضمن فئة الفنادق منخفضة التكاليف، وتبلغ طاقته 318 غرفة» موضحا أنه جاء في ضوء دراسة أكدت زيادة الطلب على الفنادق ذات الأسعار الاقتصادية من السياح ورجال الأعمال، مع زيادة النمو على هذه النوعية من الفنادق بشكل كبير، وهو ما يشير إلى أن الفنادق الاقتصادية ستنال خلال السنوات المقبلة حصة كبيرة من الطاقة الفندقية.