«الفندقة والغرف الذكية».. صيحة جديدة تقتحم فنادق منطقة الخليج

حمامات وشبكة إنارة تعمل باللمس ولحظة فتح الأبواب وإنجاز الإجراءات من الغرف

TT

تتسابق مجموعات فندقية عالمية في دخول صناعة وخدمات الضيافة تحت مسمى «الفندقة والخدمات والغرف الذكية»، واتخذت هذه المجموعات من منطقة الخليج نقطة الانطلاق لمرحلة جديدة من الصناعة الفندقية تواكب حركة التطور الاقتصادي والعقاري الذي تشهده المنطقة، والتوسع في الإسكان الفاخر، وتلبية لرغبات شرائح عديدة من نزلاء الفنادق والشقق الفندقية.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنطقة نقاشا حول مفاهيم المباني الذكية والدعوة إلى تبني هذه المفاهيم في المرحلة الراهنة، وإيجاد صيغة من العمل المشترك بين المتخصصين في التقنيات ومصممي المباني والأبراج والمشروعات العقارية والمكاتب الاستشارية المعمارية، بهدف الوصول إلى فهم مشترك حول المحتويين العام والخاص للغرف والوحدات الذكية في مختلف المباني الفاخرة وصناعة الضيافة عامة.

وبدأ العديد من المطورين العقاريين الاستعانة ضمن فريق عملها بمتخصصين في علوم التقنية، لتقديم المشورة الفنية عند إجراء تصاميم المشروعات الجديدة، وتحديد متطلبات الاستخدامات التكنولوجية لاحقا في مختلف وحدات المبنى.

وأخذت المجموعات الفندقية على عاتقها المبادرة لتقديم إضافات مبتكرة لفئات تصنيف الخدمات والغرف، واقتحام قطاع (الفندقة الذكية) وبدأ عدد من شركات إدارة الفنادق في المنطقة بتوفير واستخدام الصناعات الذكية لخدمة العملاء، وإطلاق تصنيفات جديدة للغرف لأول مرة على المستوى الإقليمي في خطوة اعتبرها البعض انطلاقة بالقطاع الفندقي ليحتل مكان الصدارة عالمياً.

وتوقع متخصصون ومسؤولو فنادق أن تشهد السنوات المقبلة نقلة نوعية جديدة في الخدمات الفندقية، على مستوى دول منطقة الخليج، والتي اتخذت منها شركات الفنادق العالمية نقطة الانطلاق نحو «الخدمات والغرف الفندقية الذكية» خاصة مع وجود مؤشرات على بلوغ المنطقة رقما قياسيا في عدد السائحين ونزلاء الفنادق، والتوسع في قطاع السياحة البحرية، والتي تمثل سياحة «الصفوة» حول العالم.

وأشار خبراء الصناعات الفندقية إلى أن الخدمات والغرف الذكية تعتمد على التكنولوجيا في تقديم مختلف الخدمات، خاصة نظم الإضاءة بمجرد فتح الأبواب، وتشغيل خدمات الحمامات بمجرد الدخول إليها علاوة على خدمات الانترنت والاتصالات، مع تعزيز الرفاهية في الخدمات بمستويات أعلى من مثيلتها في العالم.

ويوضح المدير العام لفندق لوميريديان دبي «رانجان نادار اجاه» بأن مجموعة فنادق «لو ميريديان» وضمن مجموعة «ستاروود» بادرت بالدخول في مجال الغرف الذكية من خلال خدمات بتقنية عالية، وبدأت التجربة الأولى مؤخرا في فندق ميريديان دبي باقتحام خدمات غير مسبوقة، لتقديم خدمات أكثر رفاهية تلبي رغبات شرائح من رجال الأعمال والعديد من نزلاء الفنادق.

وقال: افتتح الفندق 25 غرفة، تحت تصنيف جديد باسم «أرت ـ تك» لرجال الأعمال كثيري السفريات، وتم تزويد الغرف بديكور مبتكر، ومجموعة من المرافق التي تلبي احتياجات رجال الأعمال مثل الانترنت اللاسلكي وشاشات كريستال 32 بوصة، مع منطقة استحمام إلكترونية تعمل بمجرد الدخول إليها، وتركيب أجهزة حساسة في غرف النوم والحمامات لتعمل الأضواء بمجرد الدخول وفتح الأبواب.

وتمثل خدمات الغرف «الذكية» خطوة مبتكرة من «ميريديان» لتدخل بها المجموعة عالما جديدا من الصناعة الفندقية في المنطقة ومناطق أخرى حول العالم، ويوضح «رانجان» بأن اختيار فندق «لوميريديان دبي» بداية انطلاقة للتوسع الإقليمي في قطاع «الفندقة الذكية»، وستشهد فنادق أخرى أعمالا مماثلة تماشيا مع الطفرة السياحية الراهنة، والتوسع فيها سيكون مرتبطا بحجم الطلب عليها. ويضيف مدير عام فندق لوميريديان «تشمل مزايا خدمات الغرف الذكية أخرى منها إتمام إجراءات الإقامة والمغادرة بسرعة وتوفير سيارات فخمة برفاهية وتقنية عالية للتنقلات، كما يقوم الفندق باستطلاع آراء النزلاء لتطوير الخدمة».

من جهته، يرى عابدين نصر الله مدير عام فندق باب الشمس بأن الخدمات الذكية والغرف الذكية جزء من التطور الفندقي، كما تتكامل مع الخدمات اليدوية وتوفيرها بجودة عالية لتجمع بين القديم والحديث، ويمثل ذلك إضافة للصناعة الفندقية، وحتما ستصبح الخدمات الذكية جزءا مهما في مختلف فنادق خلال سنوات معدودة، كما أن الخدمات الذكية جزء من منظومة تكنولوجية تجتاح المنطقة.

والخدمات الذكية ليست وليدة الصدفة بل تراكم تجارب وخطوات بادرت بها الصناعة الفندقية انطلاقا من دبي، ففندق باب الشمس الذي يبعد 50 كيلومترا من وسط مدينة دبي، لم يكن أمامه سوى الاعتماد على التكنولوجيا والخدمات الذكية، واستخدام الاتصالات «بدون أسلاك» لربط نزلائه بأنحاء العالم عبر الأقمار الصناعية.

ويشير عابدين نصر الله إلى أن اعتماد الفندق على الخدمات الذكية مستخدما تقنية «ريديو لينك» المبتكرة والتي تربط الفندق من خلال 25 محطة بالعالم عبر الإرسال الفضائي، وتكاد تكون هذه التقنية الوحيدة المستخدمة في فندق بأنحاء العالم، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتدت الخدمات الذكية إلى توفير طلبات النزلاء بإبلاغها عبر «الستالايت»، ومواجهة حالات الطوارئ، مع خدمة إنهاء إجراءات السفر من داخل الفندق من خلال البوابة الإلكترونية في مطار دبي.

ويقول التطور في الخدمات الذكية، أمر لابد منها، والتوسع فيه من جانب «باب الشمس» شمل خدمات «الدليل الإرشادي السياحي الإلكتروني» من خلال خدمات شركة «الثريا» خاصة في رحلات السفاري. ويؤكد أن التطور في الخدمات الذكية في الفنادق والسياحة جزء من منظومة متكاملة للخدمات الإلكترونية التي تتوسع باستمرار، كما انها وسيلة رفاهية وكفاءة في الخدمة وليست وسيلة للاستغناء الخدمات التقليدية، مضيفا بأن تطوير الخدمات الذكية يحتاج إلى تعاون بين مطوري ومديري الفنادق وموردي التكنولوجيا لتوفير الخدمات الإلكترونية بأسعار تفضيلية.

أشرف صفي مدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق السندس سويتس ودار السندس مريديان في دبي يعتقد بأن صناعة الفندقة الذكية التي بادرت مجموعة ميريديان بإطلاقها في دبي تأكيد على قدرة الصناعة الفندقية في المنطقة، على التطور واستيعاب الجديد، وقدرتها على المبادرة والاستجابة في تقديم الرفاهية للنزلاء، وإضافة جديدة لأدوات الترويج والتسويق.

ويضيف «ستفتح هذه الخدمات مجالا أوسع للتنافس بين المجموعات الفندقية العالمية في تطوير أعمالها، لاستقطاب النزلاء بوسائل أكثر ابتكارية، والبحث عن الجديد لرفاهية النزيل بصور أفضل من الوضع الراهن».

ويتفق عماد الياس الرئيس التنفيذي لعمليات فنادق روتانا بدبي مع كون الغرف الذكية جزءا من التطور الطبيعي للصناعة الفندقية، كما أن التوسع في هذه الخدمات الذكية يرسخ من مستوى القطاع السياحي في المنطقة، وزيادة مستوى التنافس بين الفنادق لاقتناء هذه الخدمات لاستقطاب شرائح جديدة من السياح خصوصاً طالبي مثل تلك الخدمات.

ويقول «قد يرى بأن الخدمات الذكية رفاهية، ولكن تبقى الرفاهية مطلبا تخلقه الحاجة لشرائح من السياح ونزلاء الفنادق، وان لم نقم بتلبيتها فسيسبقنا آخرون، ومثل هذه الخدمات أدوات تسويق سياحي ليس للفندق فقط، بل للدولة التي يعمل بها الفندق، حيث تضيف الخدمات الذكية وجها تسويقيا وترويجيا جديدا للسياحة ويستقطب شرائح خاصة من السياح».