الربيعان .. «خبرة إدارية» تواجه ملفات زراعية ساخنة أبرزها التنظيم والإقراض

تقلد هرم البنك الزراعي العربي السعودي الأسبوع الماضي

TT

يتقلد المهندس عبد الله بن سليمان الربيعان هرم البنك الزراعي العربي السعودي ذلك البنك الذي تولى عمليات تمويل القطاع الزراعي طيلة أكثر من ربع قرن من الزمان، بعد أن أعلن رسمياً الأسبوع الفائت في جلسة مجلس الوزراء السعودي بالعاصمة الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الموافقة على تعيين الربيعان رئيسا لمجلس إدارة البنك الزراعي العربي السعودي لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب الموافقة على تعيين 4 أعضاء ممثلين عن القطاع الخاص ليشكّل مجلس الإدارة الحديث فريقاً شاباً يتمتع بمزايا إدارية ومهنية فريدة. ويعلق البنك الزراعي العربي السعودي، «الجهة الوحيدة في البلاد التي ما زالت تشكّل أول مركز ائتماني حكومي متخصص في تمويل مختلف مجالات النشاط الزراعي» منذ تأسيسه عام 1964، آمالا بأن يكون المهندس الربيعان منقذاًَ حقيقياً لعدد من القضايا العالقة في البنك، وسط آمال عريضة لدى المزارعين معلّقة على هذا الرئيس الجديد الذي يمتلك «خبرة إدارية» كافية لعلاج قضايا شائكة تتعلق بالقروض وتطوير بعض الأنظمة، لاسيما أن الربيعان من الكفاءات المؤهلة والمتميزة والتي تتمتع بالخبرة والكفاءة، إذ تولى العديد من المناصب ذات العلاقة بالشأن الزراعي وكذا الإداري في الوقت نفسه؛ من بينها مدير مشاريع بالمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومدير عمليات وعضو منتدب لعدد من الشركات الزراعية. ولعل ما ساعد في اختيار الربيعان لمنصبه الجديد كونه من أقرب الشخصيات العارفة والملمّة بأدق التفاصيل المتعلقة بالزراعة واحتياجات العاملين بها في البلاد، وبعض العوائق الإدارية التي تحول دون تحديث بعض الأنظمة الداعمة للمزارعين إلى جانب الأمور الفنيّة الدقيقة في التطبيقات الزراعية، لاسيما أن الربيعان عمل بشكل متواصل في الحقل الإداري الزراعي لدى عدد كبير من الشركات وما زال يترأس شركة أراسكو التي تعدّ من أكبر الشركات الزراعية العاملة في السعودية، في الوقت الذي هو عضو فيه بعدد من الشركات والجمعيات.

ويأتي الإعلان عن ترؤس الربيعان للبنك خلفاً للدكتور عبد الله الثنيان الرئيس السابق الذي يعدّ رائد العمل الزراعي بالمنظور الحديث والذي لقي كل الشكر والتقدير على الجهود التي بذلها خلال فترة ترؤسه للبنك والتي كانت تتزامن مع ترؤسه لإدارات شركات أخرى كبيرة كالشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (أكوليد)، والأداء المتميز الذي قام به خلال الفترة التي تولى خلالها رئاسة البنك وقاد عدداً من خططه بنجاح،لاسيما أنه تم التجديد لرئاسته 6 فترات متتالية.

ويصادف الرئيس الجديد جملة من التحديات التي تواجه البنك وتتعلق غالبيتها بالجوانب الفنية الزراعية وآليات دعم المزارعين مادياً ومعنوياً، كما أن من بينها وأهمها الإشكالات التنظيمية وحاجة المزارعين في هذا الجانب إلى نظام واضح وصريح للقروض قصيرة الأجل، والضرورة الملحة لآلية تنظم عملية اعتمادها والبت في أمرها من قبل البنك، وخصوصاً أن الحصول على تلك القروض بالنسبة لمزارعي القمح في الوقت الراهن أمر غير مضمون.

ولعلّ من الوسائل الرئيسية الداعمة لنجاح جدول أعمال مجلس إدارة البنك الجديد في دورته الحالية التي تستمر ثلاث سنوات متتالية، الموافقة على تعيين 4 ممثلين عن القطاع الخاص ليشكّلون إدارة شابّة حديثة من المؤمل أن تقوم بتطويرات سريعة وهائلة، كما أن الأعضاء المعينين يمثلون جمعيات تعاونية لها نظرتها الثاقبة تجاه القضايا الزراعية، حيث أن المعينين هم: عبد الرحمن بن علي عقيلي، وعبد الله بن محمد الوابلي، ومهدي بن ياسين رمضان، وعبد الله بن بكر قاضي.

وتقلد الربيعان عددا من المناصب والمراكز القيادية ذات العلاقة بالقطاع الزراعي والإداري كان من بينها عمله كمهندس بالمؤسسة العامة لصوامع الغلال خلال الفترة من 1975 إلى 1977، ثم مديراً للمشروعات بالمؤسسة نفسها منذ العام 1977 وحتى 1980، انتقل بعدها كمدير للعمليات في المؤسسة العامة لصوامع الغلال واستمر في هذا المنصب حتى العام 1984.

وسبق للربيعان أن عمل كعضو منتدب لشركة اراسكو من العام 1984 وحتى 2002 ثم رئيساً تنفيذياً للشركة نفسها منذ العام 2002 وحتى العام المنصرم، إلى أن تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة أراسكو مع بداية العام الحالي، مع رئاسته لمجلس إدارة شركة الفلك الوطنية.

وحصل المهندس عبد الله الربيعان الذي ولد في العام 1952، على شهادة البكالوريوس في العلوم الهندسية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1975، ثم نال درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في عام 2004.

ويواجه البنك على وجه الخصوص قضايا هامّة سيلعب فيها دوراً كبيراً الأعضاء الذين خاضوا تجربة قوية في الجمعيات التعاونية مثل عبد الله بن بكر قاضي، وعبد الرحمن عقيلي، ومن أبرز تلك القضايا العمل على دعم الجمعيات التعاونية والتخطيط للنظر في وضع الضوابط التي لا توجد ضمانات كبيرة متوافرة لها لتمكينها من القرض، إلى جانب دعم العمل المتخصص في الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية وتشجيع المشاريع ودعمها.

وبحسب المعطيات الحالية والمؤشرات الواضحة للمشهد الزراعي في السعودية الآن فإنه يتعين على البنك بمجلس إدارته الجديد خلال هذه الفترة النظر إلى جوانب دعم الجمعيات، وقروض الأغنام التي أوقفت منذ 15 عاماً بسبب فشل بعض المشاريع، وتأهيل الموظفين للتعامل مع المزارع، إلى البيوت المحمية التي يطالب الخبراء بتطويرها. وتتواصل الآمال المعلّقة على المهندس الربيعان، تلك الخبرة الإدارية التي من المؤمل أن تفتح تلك الملفات الزراعية التي بات حسمها أمراً منتظراً بفارغ الصبر.