رحيل رجل النفط والصناعة والإعلام أحمد العبد الله الزامل

TT

في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، اتجه أحمد العبد الله العلي الزامل، وهو بعد في ريعان الشباب، من الرياض إلى المنطقة الشرقية، بحثاً عن فرصة للعمل في شركة ارامكو النفطية، بعد أن كان قد توجه الى العاصمة من مدينته عنيزة في منطقة القصيم للغاية ذاتها.

في ارامكو حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة، ليحصل من هناك على البكالوريوس في هندسة البترول عام 1962، تلاها حصوله على الماجستير في ذات التخصص عام 1964.

وفي تلك الفترة كان وزير النفط السعودي الاسبق أحمد زكي يماني، الذي تولى منصبه للتو (عام 1962) وزيرا للنفط ، يقوم بتشكيل هيكل وزارته، فأوعز إلى الشاب أحمد العبد الله الزامل بتولي منصب وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية للشؤون الفنية، ليبدأ فصل جديد في سيرة الزامل، وهو الفصل الذي يتعلق بحياته في صناعة البترول والطاقة، حيث قضى سنين طويلة مزج فيها بين هندسة البترول وعضوية العديد من جمعيات ومنظمات الطاقة المحلية والاقليمية والدولية، وصولا لترؤسه ومشاركته في لجان تحديد وترسيم المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت، فقد عمل رئيساً للجنة السعودية الكويتية المشتركة الدائمة للمنطقة المحايدة، وعضوية مجلس إدارة شركة الزيت العربية (اليابانية) من عام 1968 حتى عام 1990، وكذلك عضويته في مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية.

أما الفصل الآخر في سيرة أحمد العبد الله العلي الزامل، فهو الاستثمار الصناعي، حيث استثمر مبكراً في شركة اسمنت الشرقية، وأصبح رئيساً لمجلس ادارتها، ثم رئاسته للجنة التنفيذية لشركة تكساكو السعودية من 1990 حتى 1996، بالاضافة لعضوية المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي.

أما الفصل الثالث في سيرته، فهو ما يتعلق باستثماراته في صناعة الاعلام، من خلال عضويته ورئاسته لمجلس ادارة دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر في المنطقة الشرقية، وهي الشركة المسؤولة عن اصدار جريدة «اليوم» في الدمام، وتولى منصب رئيس مجلس الادارة منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2003 خلفاً للراحل الشيخ حمد المبارك، الذي عمل معه في تحديث الدار ونقلها نقلة نوعية من حيث التجهيزات والطباعة، ورفدها بالكوادر الاعلامية وتوفير المناخ لجهاز التحرير للعمل والانطلاق. ظهر الأحد الماضي 25 مارس (آذار)، أنهى أحمد العبد العلي الزامل، حياة مليئة بالعمل والمثابرة، حيث تذكره عشرات الذين عاصروه وجايلوه باعتباره واحداً من ألمع الشخصيات الاقتصادية، التي مزجت بين الخبرة وتوفير مخزون من المؤهلات العالية، تدعمهما رؤية وقدرة على استشراف المستقبل وتدعيم التوجه اليه بإصرار وعزيمة.