رجل الأعمال روجيه نسناس: جرت رياحي بما اشتهت سفن والدي

TT

كان رئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة «اكسا الشرق الاوسط» (المنبثقة من الشركة الام «مجموعة اكسا الدولية» الرائدة في حقل التأمين وادارة الممتلكات في العالم) ورئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة «ميدنيت» (لادارة البرامج الصحية والاستشفائية) روجيه نسناس يحلم، وهو على مقاعد الدراسة، بأن يصبح طبيباً نفسانياً، ولكن رياح روجيه، ابن الثامنة عشرة، جرت بما تشتهي سفن والده جوزف الذي كان يشغل منصب مدير عام شركة «اونيون دو باري» الفرنسية للتأمين، الذي كان ينقده «خرجيته» عن كل زبون يأتي به الى الشركة. وذات يوم، يقول نسناس، نقدني الوالد عمولة تساوي خرجية سنتين، فسررت للغاية واودعت المبلغ في البنك. وحول طاولة العشاء ذلك اليوم سألني والدي: لماذا لا تأتي معي للعمل في الشركة خلال اشهر الصيف لا لأصرفك عن دراسة الطب بل لأجعلك تكتشف مهنة التأمين عن كثب، وهي مهنة العلاقات العامة التي تستهويك كما الطب. وبالفعل هكذا كان واستمررت في العمل في الشركة بعد اشهر الصيف، وبدلاً من ان اسجل اسمي في كلية الطب، سجلته في كلية الاقتصاد في جامعة القديس يوسف».

ويضيف نسناس: «عندما تقدم هانيمو غلو وكيل «اونيون دو باري» في لبنان في السن طرح على والدي الذي كان يشغل منصب المدير العام في الشركة منذ العام 1949 فكرة تأسيس شركة، فوافق الوالد وتأسست شركة «مارسيل هانيموغلو وابنه موريس اند كومباني ـ نسناس، شلهوب، هانيموغلو»، ودخلت فيها شريكاً بعدما تكونت لدي محفظة تأمين مهمة. وفي العام 1974، وقبل اندلاع الحرب اللبنانية اقامت «شركة هانيموغلو اندكومباني» شراكة مع «اونيون دو باري» بنسبة 50% لكل منهما لتنبثق منها شركة لبنانية – فرنسية على امل ان تكون هذه الشركة ممثلة لـ«اونيون دو باري» في المنطقة.

ويتابع نسناس: «وكانت صدمتي كبيرة بوفاة والدي في عز عطائه، وبعد زواجي بيوم واحد، ولكن هذه الصدمة لم تقعدني ولم تحبطني، فاستمررت في العمل في الشركة الجديدة وفي «اونيون دو باري» وانضم الينا في اواخر السبعينات شقيقي ايلي الذي يرئس حالياً جمعية شركات التأمين، ولم تحط الحرب من عزمنا فافتتحنا مكاتب في كل مكان وواظبنا على العمل ايماناً منا بأن الوطن بحاجة الى سواعد الخير والعطاء. وفي العام 1992 انسحب الشريك هنري شلهوب، وكذلك انسحبت «اونيون دو باري» لتعمل مستقلة، وتحولت الشركة اللبنانية – الفرنسية 100% الى روجيه نسناس وموريس هانيموغلو وايلي نسناس».

وبدلاً من ان يستسلم الشاب الطموح لصعوبات الحرب اندفع نحو التوسع، فأسس مع شركائه شراكة مع «مجموعة اكسا الدولية» بنسبة 51% لهذه الاخيرة و49 لمساهمي الشركة اللبنانية – الفرنسية، وهكذا اصبح اسم الشركة عام 1966 «اكسا الشرق الاوسط» التي يرئس روجيه نسناس مجلس ادارتها ويشغل منصب المدير العام فيها. وهو يفخر بشراكته مع «اكسا» التي تبلغ اقساطها السنوية 75 مليار دولار وتوظف 175 الف شخص.

وبعد هذه الخطوة المميزة اقدم الشركاء على الدخول مساهمين بنسبة الثلث في شركة «ميدنيت» للخدمات الصحية والاستثنائية، والتي يرئس روجيه مجلس ادارتها ويشغل منصب المدير العام فيها ايضاً.

ويذكر نسناس ان الشركة اقفلت فترة من الوقت في اوج الحرب اللبنانية «ولكنني، كما يقول، لم اقطع التواصل مع الزملاء والأصدقاء، وما لبث هذا التواصل ان ادى الى انشاء «تجمع رجال الاعمال اللبنانيين» عام 1986 وقد ترأسته خلال ثلاث ولايات انتهت في العام 2000، اثمرت «الكتاب الابيض للاقتصاد الوطني»، ودراسة عن السياسة الاقتصادية، وورشة من اجل المؤسسة الخاصة ـ استعادة القدرة الانتاجية والتنافسية، وإعداد مشروع ضمان الشيخوخة.

وفي العام 2000 انتخب اول رئيس للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدة ثلاث سنوات، وهو يقول في هذا الصدد: «لقد عايشت هذا المجلس منذ ولادته، فرعيته كامل الرعاية واعددت انظمته مع الاعضاء الواحد والسبعين، وقد انفقت عليه من جيبي الخاص الى ان منت الدولة ببعض المخصصات له. واستطيع القول ان هذه التجربة كانت مهمة بالنسبة الي، وانا حزين اليوم لشلل هذا المجلس بعد مرور سنوات على شغور منصب الرئيس، وقد توجت عملي في المجلس بكتاب اعتبرته مسودة حوار للنهوض الاقتصادي والاجتماعي لأنني مؤمن بأن مستقبل لبنان الزاهي رهن بشراكة المجتمع الاهلي».

واذا كان روجيه نسناس قد وزع نشاطه الاقتصادي والاجتماعي على نيابة الرئاسة في مجلس ادارة جمعية شركات الضمان خلال ولايات عديدة منذ العام 1990، وعلى عضوية غرفة التجارة والصناعة في بيروت (1992 ـ 2000)، وعضوية مجلس ادارة غرفة التجارة الاميركية ـ اللبنانية، وعضوية لجنة التوجيه في معهد الاعمال الفرنسي (ESA)، وعضوية مركز علوم الضمان في الجامعة اليسوعية، فانه لم يغفل النشاط الانساني، حيث يترأس منذ العام 1991 مجلس ادارة الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك لبيروت وضواحيها.