اللبناني نقولا شماس أول أجنبي يقتحم أسوار جامعة «ام.آي.تي» الأميركية

TT

الاقتصادي اللبناني نقولا شماس، هو أول أجنبي ينتخب عضواً في مجلس ادارة قدامى معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (MIT) الأميركي، الذي تخرج منه 150 حائزاً على جائزة نوبل، والذي يعتبر مصدراً لأهم الاختراعات كالرادار، والكمبيوتر، وتجزئة الجينوم البشري.

ولشماس قصة طويلة مع المعهد. فهو لم يتردد، عندما حصل على شهادة الكفاءة في الهندسة عام 1987، في ان يضع نفسه في خدمة هذه الجامعة الذائعة الصيت، فأسس نادي معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في لبنان (يضم حالياً 60 عضواً) وهو أحد أقدم الأندية المماثلة في البلدان العربية، ويشغل فيه الآن منصب رئيس الشرف. كما اسس ورأس مجلس الرقابة في «معرض معهد ماساشوستس للتكنولوجيا المؤسساتي»، واخيراً أنشأ ورأس المجلس التربوي في البلدان العربية، فضلاً عن «جائزة الخدمة المميزة» التي منحته اياها جمعية معهد ماساشوستس عام 2004.

ويعتبر نقولا شماس الناطق باسم المعهد الاميركي الشهير في لبنان والعالم العربي. وهو يقول: «ان قدامى المعهد ساهموا، على المستوى الاقتصادي البحت، في ايجاد مليون وظيفة في العالم، بحسب دراسة اعدها «بنك بوسطن» عام 1997. واليوم يقدر عدد الوظائف التي انشأوها بنحو 1.5 مليون. ويعمل «المعرض المؤسساتي» ايضاً على تشجيع الشباب لإنشاء شركاتهم الخاصة في الولايات المتحدة والعالم، وليس الشركات الكبيرة فحسب، وانما الشركات الصغيرة والمتوسطة ايضاً».

ويلفت شماس الى انشاء هيئة من اجل تحديد افضل المرشحين لدخول المعهد من لبنان والعالم العربي واي بقعة من العالم. وتضم الهيئة 35 عضواً، وهي تخضع المرشحين لحوار مع هؤلاء الاعضاء. ويعتبر ان جهود الهيئة على المستوى اللبناني، اثمرت بحيث تم اختيار اول لبناني لدخول المعهد منذ 6 سنوات، واليوم هناك ثلاثة طلاب يتابعون دروسهم العليا في المعهد، من اصل 10 طلاب عرب و146 طالباً اجنبياً.

والمهم بالنسبة الى لبنان، يتابع شماس، هو ان يتمكن من استخدام موارد شبكة تعليم المعهد لبناء اقتصاد المعرفة في لبنان، وللمساعدة في اعادة اطلاق العجلة الاقتصادية، خصوصاً أن السنتين الماضيتين اظهرتا ان الاقتصاد التقليدي لم يعد يؤمن النمو الضروري للبنان على الاطلاق، بل يجب التوجه نحو اقتصاد المعرفة، الذي يرتكز على المعلوماتية (المقدر سوقها السنوي بنحو 200 مليار دولار)، وعلى استشارات في الاستراتيجيا والادارة مع سوق عالمي يقدر بـ150 مليار دولار، والبيوتكنولوجيا، والمنتجات المصرفية المعقدة.. وهذه المجالات كفيلة بمساعدة لبنان على تجاوز ازمته الاقتصادية، بما تؤمنه من قيمة مضافة وفرص عمل جديدة».

ويلفت شماس الى «ان كلمتنا اليوم مسموعة في «MIT». لذلك ينبغي البحث عن سبيل للتعاون على غرار ما حصل بين هذه الجامعة وابو ظبي. وانا جاهز لكي انقل أي عرض لبناني للتعاون، وانا جاهز لأن أكون سفيراً للجامعة في لبنان، وسفيراً للبنان في الجامعة. وهذه المهمة المزدوجة ستسمح لي بأن أسدي خدمة جليلة للبنان واقتصاده الذي بلغ درجة عالية من الحساسية».