رجل الأعمال المصري الشاب إيهاب أبو المجد: بدلا من أن تمنحني سمكة علمني الصيد

يحلم بأن يوفر القطاع الخاص الخدمات الصحية للمجتمع كله

TT

تطلع منذ اليوم الأول لدخوله هذا المجال إلى تولي القطاع الخاص مسؤولية تقديم خدمات الرعاية الصحية لكافة افراد المجتمع المصري باعتباره الأجدر بتقديم خدمة متميزة، فضلا عن أن فصل التمويل عن الادارة سيساعد على تحسين جودة الخدمات المقدمة. كان يشغله دائما التفكير في الهدر الناتج عن النظام الحالي وتزايد التراجع في مستويات تقديم الخدمة للناس ومعاناة الأخيرين رغم كل النوايا الحسنة من المسؤولين الرسميين وأيقن مبكرا ان العيب في «السيستم» نفسه قبل اي شيء آخر.

ومع النمو الذي حدث في إعماله ورغم ثقته في النجاح إلا انه يعتبر نفسه محظوظا لان اهتمامه بهذا النوع من العمل واكب تزايد رغبة الحكومة في تطوير خدمات التأمين الصحي من خلال إعداد مشروع قانون جديد للتأمين الصحي ليتم تطبيقه بحلول عام 2010 وهو قانون يجعل الاعتماد في تقديم الخدمة لكافة فئات المجتمع على القطاع الخاص الممثل في شركات الرعاية الصحية المدفوعة مقدما، ويقصر دور الحكومة على الإشراف والرقابة.

ولد الدكتور إيهاب أبو المجد عام 1970 بالقاهرة ونشأ في الخارج بين انجلترا والكويت بحكم عمل والده كأستاذ لجراحة العظام ودرس الطب في جامعة القاهرة وحصل منها على الماجستير والدكتوراه وتم تعيينه كمدرس جراحة العظام في كلية طب القصر العيني، وساعدته النشأة في بيت طبيب كبير على أن يكون لديه منظور أوسع للعمل وشيئا فشيئا تولدت لديه رؤية استثماريه لهذا المجال بصفه عامه ولذا قرر أن يؤسس شركه جديدة باسم «كايرو كير كلينكس» تتولى تقديم الخدمات الطبية للمشتركين مقابل تحصيل اشتراكات معينة بصفة دورية بعد أن لاحظ انتشار هذا النظام في العديد من الدول الأخرى متوقعا أن يسود هذا النظام أيضا في مصر خاصة انه بعد تولي الدكتور حاتم الجبلي وزارة الصحة تم الإعلان عن قانون جديد للتأمين الصحي يسند مسؤولية تقديم الخدمات الصحية للقطاع الخاص ويقصر دور الدولة على الرقابة والإشراف بهدف فصل تقديم الخدمة عن التمويل لتحسينها وتطويرها.

ويقول الدكتور إيهاب إن نشاط شركات الرعاية الصحية المدفوعة مقدما بدأ بحوالي 5 شركات ووصل حاليا إلى 20 شركة ونتطلع لزيادته إلى 40 شركه مستقبلا وتتعامل هذه الشركات في حوالي مليون عملية تحويل سنويا بإجمالي يصل إلى 250 مليون جنيه في السنة بما يؤكد تزايد الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في توفير خدمة الرعاية الصحية مع الهيئات الطبية المقدمة للخدمة من جهة ثانيه والمستفيدين من جهة ثالثة.

وأضاف ان تنامي هذا النشاط ساعد على تأسيس شعبة خاصة تتبع غرفة مقدمي الخدمات الصحية باتحاد الصناعات وهي شعبة شركات الرعاية الصحية وذلك في أكتوبر 2005 وقد تم اختياري لرئاستها وما زلت حتى الان. ونظرا لوجود العديد من الشركات التي تمارس نشاط توفير خدمات الرعاية الصحية المدفوعة مقدما دون وجود قانون يحكم عملها، فقد تم الانتهاء مؤخرا من إعداد قانون خاص بهذه الشركات لتنظيم نشاطها وضمان سلامة المراكز المالية ومنع التضارب بينها وتنظيم الممارسات التنافسية وقد ناقشنا القانون مع هيئة الرقابة على التأمين وسيتم عرضه على البرلمان قريبا وأوضح أن جميع الشركات العاملة في هذا المجال هي شركات محلية لكن دخول الشركات الأجنبية متوقع بعد بدء تطبيق القانون، لافتا إلى أن هذا النشاط يخضع لإشراف وزارة الاستثمار ممثلة في الهيئة العامة للرقابة على التأمين ووزارة الصحة التي تشرف على النواحي المالية للشركات والثانية تراقب جودة الخدمات المقدمة.

ويؤكد أبو المجد انه رغم انشغاله «بالبيزنس» إلا انه حافظ على هواياته المفضلة في القراءة وممارسة رياضة الكروكية والاسكواش ويحاول تعليم الأخيرة حاليا لابنتيه. كما لم تلهه ضغوط العمل عن الحفاظ على النشاط الخيري والاجتماعي ويقول إن الجيل الجديد من رجال الأعمال في مصر لديه منظور مختلف للمسؤولية الاجتماعية لرأس المال وهو اقرب إلى الاهتمام بمفهوم «بدلا من أن تمنحني سمكة علمني الصيد» لكن هذا لا يمنعه من مزاولة العمل الخيري بالمفهوم التقليدي فهو يفيد فئات عديدة تعانى من الحرمان الشديد ولا يسعها أن تنتظر تعلم الصيد أو حتى البدء في التعلم.