رجل الأعمال السوري هيثم جود اختار التدرج ورفض ملعقة من ذهب في فمه

رغم أنه يتحدر من عائلة جود اللاذقانية المعروفة

TT

على الرغم من أنه سليل عائلة جود اللاذقانية العريقة، وصاحبة السمعة الشهيرة على مدى عقود من الزمن، جعلها من أهم وأكبر المجموعات الاقتصادية في سورية منذ عام 1930.

فإن رجل الأعمال السوري هيثم جود، فضل ألا تكون هناك ملعقة من ذهب في فمه.. واختار ان يتدرج.

كان الابن يلاحق والده صبحي جود، الذي يعد حاليا كبير العائلة ومؤسس الكثير من أعمالها، إلى غرفة تجارة وصناعة اللاذقية، عندما كان رئيسا لها عام 1976 متبرعا بخدماته بنقل الأوراق من مكتب إلى آخر، وتسليم أوراق منجزة لأصحاب الأعمال.

وهو ما فعله فتوجه إلى باريس ليتلقى دراسته في الجامعة الأمريكية في إدارة الأعمال، وتخرج عام 1991، وليبدأ بعدها العمل كأحد أقطاب مجموعة جود، وليكون واحدا من 6 مؤسسين كل في قسم يشكلون معا مجموعة تدير شركات متخصصة في الصناعة والتجارة.

يقول هيثم جود، أؤمن بالإدارة وأراها بحرا من العلوم والاختصاصات، وكلما تبحرتَ بها وكنت قادرا على استيعابها والانسجام معها، كنتَ قادرا على النجاح.

ويتابع موضحا: في مجموعة جود تعلمنا أن الإدارة الحسنة هي التي تجعلنا ننجح ونتطور.. بالنسبة لي كنت محظوظا بالدعم والثقة الذي أعطتني إياه العائلة، ورغم حداثة سني، واجهت مهمة قيادة قسم مهم في المجموعة تخصص في الوكالات العالمية. وعبره تمكن من أن تكون جود وكيلة لأهم الماركات والشركات العالمية مثل بيل وبيبسي وبروكتر أند غامبل وغيرها. مبينا هنا أنه «بفضل سياستنا القائمة على العلم والتخصص حصلنا على أفضل موزع لشركة بيل في الشرق الأوسط، كما حصلت الشركة على أفضل معبأ للبيبسي في السنوات الأخيرة. وهذا كله كان على أساس التماسك الذي بنيت عليه المجموعة، وحرص قياداتها الإدارية على الاهتمام بكل تفاصيل العمل وعدم إهمال أي جانب».

في كل النجاح الذي حققه الشاب هيثم جود تحت مظلة مجموعة العائلة، اختار أن يعمق الإبحار ولأن الأفكار الريادية هي ما تحتاجه سورية في هذه المرحلة من الانتقال والانفتاح، كان هيثم جود صاحب أول مبادرة لإقامة شركة قابضة في سورية أطلق عليها اسم سورية القابضة، جذب إليها مجموعة من أهم رجال الأعمال السورين.

يقول هيثم جود، «كان التحدي كبيرا، ولكن الرغبة بالنجاح كانت أكبر، كان لا بد من خلق مؤسسة وطنية تستهدف الاستثمار في البلاد، لما لا، فسورية بلد بكر والفرص فيها كبيرة، والسوريون هم الأولى بهذا الاستثمار، وهكذا عقدنا العزم وبدعم من الرئيس السوري بشار الأسد ومن الحكومة استطعنا تأسيس شركة «سورية القابضة» برأسمال 80 مليون دولار».

والشركة التي «أستطيع أن أقول أنها بدأت من الصفر، ولكن بفضل الإدارة والإيمان بالأهداف التي تأسست من أجلها، فإن الشركة تحضر الآن لحقيقة استثمارية منظورة، تتجاوز الـ 400 مليون دولار».

ومن ضمن المشاريع التي تخطط وتتوجه الشركة لإقامتها، مشروع سياحي تجاري في مركز المدينة دمشق، بتكلفة 140 مليون دولار، ويجري حاليا التفاوض مع الجهات المختصة على التفاصيل والتراخيص تمهيدا لتوقيع مذكرة تفاهم، والمشروع يشمل بناء مجمع تجاري وسياحي ترفيهي وسيكون بإدارة عالمية.

كما تعمل الشركة حاليا على إقامة سلسلة مجمعات لتجارة مبيعات التجزئة، في دمشق وحلب ولاحقا في مدن أخرى، وهذه المجمعات ستحمل اسما عالميا نتفاوض من أجله حاليا، وستهدف من وراء هذه المجمعات تأمين أوسع تشكيلة سلعية للمواطنين السوريين، وبأسعار مناسبة.

أيضا تتجه الشركة لإقامة مشروع للنقل البحري وإدارة رصيف الحاويات في اللاذقية، وهذا المشروع سيكون بالتعاون مع شركة CMA CGM. والمشروع الآخر الذي تنوي سورية القابضة إقامته، هو مشروع لاستخراج الملح في دير الزور ومعالجته للاستخدامات الصناعية والاستهلاك المنزلي.

جود رأى أن جملة هذه المشاريع، تشكل تأسيسا لمشاريع أخرى كبيرة تدرسها الشركة.

مع كل ما يحمله عمل شركة جود وسورية القابضة من مسؤولية وجهد كبير، فإن هيثم جود كان لديه القدرة للتطلع أبعد من ذلك، فالرجل يحمل في داخله توقا إلى خدمة بلده بطريقة أكثر احترافية أو لنقل أكثر اتساعا وشمولية، فتصدى لفكرة تأسيس جمعية لرجال الأعمال السوريين، بل ونفذ بسرعة متمكنا عبر علاقاته ووضوح الرؤية لديه من جمع عدد كبير من رجال الأعمال السوريين الناجحين داخل وخارج سورية.

عن الجمعية يقول جود: «باختصار أشعر أننا كرجال خبرنا الكثير من الأمور، وتكونت لدينا الكثير من المعرفة والخبرة بحكم أعمالنا، وتنقلاتنا واحتكاكنا بالكثير من بيئات العمل في الكثير من دول العالم، شعرنا أنه لا بد أن يكون لنا دور في نقل الأفكار الجديدة إلى بلدنا، عبر جمعية تكون مهمتها تطوير الإدارة ومساعدة قطاع الأعمال على تبني الأفكار الريادية إلى جانب خلق حالة حوار راقية مع الحكومة نتمكن عبرها من حل مشاكل وقضايا القطاعات الاقتصادية على اختلافها باعتبار أن أعضاء الجمعية ينتمون إلى مختلف الأنشطة الاقتصادية، صناعية، سياحية، خدمية تجارية.. إلخ».

ويختم هيثم جود حديثه بالقول: «علينا أن نعمل في سورية يدا بيد، أن نجاهد من أجل تطور بلدنا، وأن يكون لنا دور حقيقي داخل مجتمعنا. وعلى المستوى الشخصي اشعر أنني أملك الكثير من الطاقة والحماسة من أجل أن أترك بصمة تشعرني بأنني أساهم بإخلاص في خدمة بلدي».