«ندوة البركة».. 28 عاما في خدمة وتأصيل المصرفية الإسلامية

ساهمت لأكثر من ربع قرن في طرح أهم قضايا التعاملات المالية الإسلامية

عدد من حضور ندوة البركة المصرفية التي نظمت أخيرا على مدى يومين في جدة (تصوير: محمد الهمزاني)
TT

سجلت «ندوة البركة» المصرفية خلال 28 عاما ماضية حضورا قويا، كان له أثر واضح في تطويع كثير من المعاملات الفقهية إلى واقع ملموس في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية.

ويرى كثير من العلماء والمفكرين وبعض العاملين في المصرفية الإسلامية، أن ندوة البركة ساهمت في توضيح جوانب كثيرة تتعلق بالاقتصاد الإسلامي خلال ربع قرن ماضية، إلى جانب أن الندوة باتت تقلص بعض المواضيع المتكررة لتركز جهدها في مواضيع أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وبرزت في ندوة البركة لهذا العام والتي اختتمت أعمالها أخيرا، مواضيع مثل: «مراعاة مقاصد الشريعة ومآلات الأفعال في العمل المصرفي الإسلامي»، والذي شهد تقديم بحوث من شخصيات كبيرة في الاقتصاد الإسلامي كمحمد المختار السلامي، وحسين حامد حسان.

كما ناقشت الندوة مواضيع أخرى ذات صلة بالعمل المصرفي الإسلامي، مثل التحوطات البديلة عن الضمان في المشاركة والصكوك الاستثمارية لمحمد بن علي القري، وأحمد بن علي عبد الله، فضلا عن مواضيع «تطبيقات الوكالة والفضالة والمرابحة»، و«ضوابط إجارة الخدمات وتطبيقات الإجارة الموصوفة في الذمة».

وحول تقييم جدوى تنظيم الندوة في كل عام، يرى صالح كامل رئيس مجموعة «دلة البركة»، أنه لو لم يكن للندوة جدوى لما استمرت أكثر من ربع قرن، وأن الندوة ساهمت في تأصيل فقه المعاملات في المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، مبينا أن هذه الندوة باتت تحظى بحضور كبار علماء العالم الإسلامي ممن تمرسوا في المصرفية الإسلامية إلى جانب تخصصهم في الشريعة.

وقال صالح كامل في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن التمازج بين خبرات العلماء جاءت بنتائج إيجابية على العمل المصرفي الإسلامي، مؤكدا حرص الندوة على استقطاب أبرز الشخصيات في هذا المجال، إلى جانب حضور كثير من المديرين التنفيذيين في العديد من البنوك الإسلامية أو التقليدية ولديها فروع في المصرفية الإسلامية. وأضاف الشيخ صالح كامل أن للبنوك الإسلامية إسهامات كثيرة خلال فترة عمرها التي تمتد إلى 35 عاما، وأن المصارف الإسلامية الآن وصلت إلى نحو 300 بنك ومؤسسة مالية مصرفية إسلامية في العالم، فضلا عن وجود نحو 400 مليار دولار تتداول في هذه المؤسسات والمصارف.

وبين كامل أن لهذه المصارف إسهامات في التنمية من خلال تمويل المصانع والعقارات والزراعة وغيرها، مشيرا إلى «أننا في البنوك الإسلامية ما زال علينا الكثير ولم نحقق الأهداف التي رسمناها للمصرفية الإسلامية»، وأنه علينا العمل على تجويد العمل حتى تتحسن المصارف الإسلامية من ناحية النوعية، بعد أن تحققت الناحية العددية.