مدينة «حبتور لاند» الترفيهية تتأرجح على إيقاع الاغتيالات

خلف الحبتور يراهن على «الأيام الحلوة» في لبنان

TT

مدينة «حبتور لاند» الترفيهية في لبنان تتقدم خطوة الى الامام وتعود اخرى الى الوراء، تارة تقفل ابوابها وطوراً تعود لتشرعها من جديد، وسط ظروف غير مؤاتية سياحياً منذ انشائها عام 2004. فبعد ستة اسابيع فقط على بدء تشغيلها اغتيل رئيس الحكومة رفيق الحريري، الذي شكل بداية سلسلة من الاغتيالات التي هزت لبنان على مدى السنوات التالية. وقد جاء العدوان الاسرائيلي في يوليو (تموز) 2006 ليشكل الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فاضطرت ادارة المؤسسة السياحية الاولى من نوعها الى اغلاق ابوابها. وكبادرة حسن نية وثقة متجددة بمستقبل لبنان، اعطى صاحب المؤسسة رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور الضوء الاخضر لاعادة فتح المدينة امام الزائرين ابتداء من مايو (ايار) الماضي.

لكن تفاقم الازمة السياسية والامنية فرض على الادارة تقليص ايام الفتح في الاسبوع الى اربعة ايام مع تقديم عروض مغرية تتمثل بحسم 50% على بطاقة الدخول وتقديم وجبات بأسعار مخفضة ولا سيما في شهر رمضان، حيث ألغي بدل بطاقة الدخول.

وتقول مديرة العلاقات العامة في «حبتورلاند» ريتا مسعد لـ«الشرق الاوسط»: «عندما قرر صاحب المؤسسة اعادة فتحها لم يكن يراهن على مردود سريع، بل اعطى لنفسه مهلة لا تقل عن السنتين».

وبمراجعة الارقام تقول مسعد: «ان الشهرين الاولين من فصل الصيف سجلا انتعاشاً مقبولاً. وقد توزع الزائرون على الرعايا العرب (40%)، والمجموعات السياحية (30%)، والافراد (30%). وقد ساعدت الخفوضات في الاسعار في هذا الانتعاش، فاصبح سعر بطاقة الدخول للبالغين 12 دولاراً، وللاولاد 7 دولارات. وتم التخلي عن هذه البطاقة اذا كان الزائر يقصد تناول الطعام في احد مطاعم المدينة».

وتضيف ان الادارة «لم تكتف بإجراء الحسومات من اجل اعادة انعاش المدينة، بل لجأت الى اسلوب التسويق المباشر، فعقدت اتفاقات مقايضة مع شركات الاستهلاك وغيرها». وحول الميزانية الاعلانية اوضحت ان الادارة «تعيش يوماً بيوم حتى الآن. وكل خطة اعلانية مؤجلة في الوقت الراهن، وخصوصاً اذا اخذنا في الاعتبار مساحة المدينة السياحية البالغة 107 آلاف متر مربع، والقادرة على استيعاب 11 الف زائر، وهو رقم من الصعب بلوغه في الظروف الراهنة».

وتحرص الادارة على استمرار فتح ابوابها في فصل الشتاء ضمن اطار الممكن، معتمدة على ابتكار المناسبات الكبرى كعروض الازياء للصغار واعياد الميلاد والحفلات الخاصة، بالاضافة الى تنشيط المؤتمرات.

وتبدي مسعد ارتياحها الى عدم حصول اي حادث خلال ممارسة الالعاب الضخمة التي تضمها المدينة، باعتبار ان امر مراقبتها منوطة بشركة «TUV» الالمانية مع فريق عمل من الفنيين يبلغ تعداده 50 شخصاً.

ومع كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، تعتبر مسعد ان صاحب المؤسسة غير نادم على توظيف 100 مليون دولار في المشروع، بل هو «مستمر في رهانه على المستقبل الأهدأ والاجمل والافضل مردوداً، وعلى الايام الحلوة».