5 عوائل تسيطر على 66% من المبالغ المستثمرة في الشركات الهندية

تستحوذ على 200 مليار دولار.. أغناهم ميتال عملاق الاتصالات

عائلة هندية تتابع أخبار البورصة («الشرق الأوسط»)
TT

تمر الاسر التجارية والصناعية الهندية بمرحلة ازدهار لم يسبق لها مثيل. ويتبوء قائمة اثرياء الهند موكيش امباني الذي تصل ثروته الى 20 مليار دولار ويليه في القائمة تاتا ومجموعة انيل امباني التي يرأسها شقيقه الاصغر ثم بهارتي اريتل ومجموعة دي ال اف. وتصل حجم ثروة الهنود الخمسة الى (200 مليار دولار) أي ثلثي المبلغ (66 في المائة) المستثمر في الشركات الهندية في العامين الماضيين. واهم شخصية بين هذه المجموعة هو سونيل ميتال وهو ملياردير عصامي لا يزيد عمره على 48 سنة يعمل في مجال الاتصالات. وطبقا لقائمة مجلة «فوربس» لأغنى اغنياء العالم هو رابع اغنى هندي وتصل ثروته الى 27 مليار دولار.

وهو يعتبر الرجل الذي احدث ثورة نجاحية منقطعة النظير في قطاع الاتصالات الهندي، فقد كان يملك مصنعا لصناعة قطع غيار الدرجات، الا انه الان ملك الاتصالات الهندية الذي اسس بهارتي ارتل اسرع وأكبر شركة اتصالات هاتفية في الهند تخدم اكثر من 50 مليون عميل في اقل من 10 سنوات. وقد شاركت ارتل هذا الشهر في نادي الشركات التي تصل قيمتها الى تريليوني روبية (حوالي 51 مليون دولار)، وانضم الى شركات مثل ريلاينس وشركة او ان جي سي المملوكة للدولة، بينما اصبح رئيسها سونيل باهارتي رابع تريليونير بالعملة الهندية.

أتى ميتال من بلدة صغيرة مبديا اهتماما بالعمل منذ مراهقته. وقد اسس مع صديق له، ورشة صغيرة لصناعة قطع غيار الدراجات عندما كان في الثامنة عشر. واستدان 500 دولار من والده عام 1976 عندما كان لا يزال يعيش في مسقط رأسه لوديانا في ولاية البنجاب. وبعد ذلك اضاف صناعات اخرى مثل الادوات المنزلية. وقد تبين له ان البقاء في لوديانا لن يحقق له احلامه، وبحلول عام 1980 باع مصنعه وانتقل الى مدينة مومباي.

وبحلول عام 1982 بدأ في بيع مولدات الكهرباء المتنقلة المستوردة من اليابان. وفي عام 1983 حقق انجازا كبيرا، فقد منعت الحكومة الهندية استيراد المولدات. وهو، بالنسبة للعديد يعني نهاية المطاف، الا انه بالنسبة لميتال كانت البداية. فقد ابرم اتفاقا مع شركة المانية لصناعة الهواتف ذات الازرار. وبالتدرج وسع نشاطه وبحلول التسعينات كان ميتال يصنع اجهزة الفاكس والهواتف الجوالة وغيرها من معدات الاتصالات الهاتفية.

وفي احدى المقابلات الصحافية قال «روادتني فكرة الهواتف ذات الازرار عندما كنت في تاوين، ففي تلك الايام كانت الهواتف المستخدمة في الهند هي الهواتف التقليدية الثقيلة».

وقال نحن «الاوائل في كل شيء، الهواتف ذات الازرار والهواتف الجوالة وأول جهاز للرد على المكالمات وأول جهاز فاكس».

وفي عام 1992 عندما كانت الحكومة الهندية تمنح تراخيص الهواتف الجوالة لأول مرة، حصل ميتال على ترخيص العاصمة دلهي بالاشتراك مع شركة الاتصالات الهاتفية الفرنسية فيفندي. وفي عام 1995، اسس ميتال «بهارتي سيليولار ليمتد» لتقديم خدمات الهاتف الجوال تحت اسم «ايرتل». وبعدها بفترة قصيرة اصبحت بهارتي اول شركة اتصالات للهاتف الجوال يتعدى عدد المشتركين فيها المليونين.

وتعمل مجموعة بهارتي في عدد كبير من النشاطات، وقد اصبحت معروفة عالميا في قطاع الاتصالات بينما دخلت الشركة مؤخرا في مجال بيع التجزئة بالاشتراك مع سوبر ماركت وول مارت الاميركي للبيع بالجملة للمستهلك. كما أسست مشروعا مع مجموعة أي ال روثتشايلد لتصدير منتجات زراعية طازجة تقتصر على أوروبا والولايات المتحدة. كما أسست شركة تأمين بالاشتراك مع مؤسسة ايه اكس ايه، الرائدة في الحماية المالية وادارة الثروات.

وقد تلقت العديد من الجوائز الدولية والمحلية، وقال ميتال في كلمة القاها بمناسبة تلقيه جائزة رجل الاعمال الاسيوي لعام 2006 «تعلمت دروسي في الشارع وحاولت في كل فرصة الاندماج وتجميع وتشرب بعض الممارسات المطلوبة لتأسيس شركة».

وبالنسبة لرؤيته للمستقبل يقول بهارتي «في خلال خمس سنوات يجب ان تصبح بهارتي شركة عالمية». ويبدي اعجابه بمواهب رؤساء الشركات الهندية الكبرى مثل تاتا وامباني. واوضح ان تاتا هي المؤسسة التي اعجب بها حقا فهم لا يساومون على الاطلاق. اذا ما اصبحت لنا مثل هذه السمعة، سأكون سعيدا. الا ان تاتا بطيئة في رد الفعل على احتياجات السوق. ولكنك تركز على النقاط الجيدة، وتضع روح الاعمال فيها وتحولها الى مؤسسة. كما ابدي اعجابي بمواهب الاعمال في امبانيسو «هذا هو نوع المزيج الذي احاول وضعه في عملي».