فهد المبارك.. «خبرة إدارة المال» تصعد به لقمة هرم أكبر سوق مالي في الشرق الأوسط

مهندس ودكتور يحمل 3 مؤهلات ماجستير في الإدارة

الدكتور فهد بن عبد الله المبارك
TT

رجّحت خبرة إدارة المال المكتنزة في تبوؤ شخصية الدكتور فهد بن عبد الله المبارك مؤخرا لهرم إدارة مجلس شركة السوق المالية السعودية «تداول» ليصبح خلال هذا الأسبوع (الاثنين الماضي) رئيسا لمجلس إدارتها على الرغم من وجود شخصيات إدارية نافذة ولها باع طويلة في الصناعة المالية والمصرفية ضمن أعضاء مجلس إدارة الشركة.

وترشيح المبارك لهذه الشركة العملاقة لم يأت من فراغ فمهام شركة «تداول» ليست بالهينة حيث تختص بتوفير وتهيئة وإدارة آليات تداول الأوراق المالية والقيام بأعمال التسوية والمقاصة للأوراق المالية وإيداعها وتسجيل ملكيتها ونشر المعلومات المتعلقة بها. كما أن قرار مجلس الوزراء نص على أن يكون رأسمال الشركة كبيرا قوامه 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار) اكتتب فيها كلها صندوق الاستثمارات العامة، وسيتم طرح جزء من أسهم الشركة للاكتتاب العام في الوقت الذي تحدده الجمعية العامة غير العادية للشركة.

ولعل خير إجابة، هي الكفاءة والأهلية التي يتمتع بها الدكتور المبارك ليصبح رئيسا لمجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية التي تشرف على أكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط، فكم الخبرة التي تحوزها عقليته الإدارية في الشأن المالي والبنكي والترتيبات المتعلقة بالشركات كبير وزاخر بالنجاح. إذ عمل المبارك في هذا المجال نحو 18 عاما كانت جميعها في مواقع تنفيذية مختلفة في المجال المالي ومجالات الاستثمار ووصولا إلى مجلس الشورى السعودي ووفود حكومية متخصصة.

ويعمل الدكتور المبارك حاليا رئيسا لمجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة مورغان ستانلي السعودية (المجموعة المالية سابقا) منذ العام 2001، وكان قبل ذلك مديرا عاما لشركة رنا للاستثمار من عام 1992 وحتى عام 1999 وهي شركة وساطة مالية مرخصة من أقدم الشركات العاملة في مجال الاستثمار المالي.

إلا أن المبارك لا يزال فخورا باختياره كعضو في مجلس الشورى السعودي ونائبا لرئيس اللجنة الاقتصادية وشؤون الطاقة من العام 1999 وحتى العام 2005 إذ يراه يمثل فرصة طيبة له لخدمة بلاده وتقديم ما فيه صلح ونصح للمواطنين، إضافة لذلك يفخر بأنه كان عضوا في الفريق السعودي للتفاوض مع شركات النفط العالمية لمشاريع الغاز في السعودية خلال العام 2000. ولعل أوساط خبراء المال والاقتصاد لم يستغربوا اعتلاء المبارك لمنصب رئاسة مجلس إدارة «تداول» فبجانب خبرته الواسعة في هذا المجال، يسجل المبارك حضورا لافتا على صعيده شخصيته اللبقة وتواضعه وتعامله العام تأتي جنبا إلى جنب مع انضباطه التام في العمل ومواظبته الدقيقة في أداء المهام والتزامه مع كافة الأطراف. وساعدت هذه المميزات الدكتور المبارك على أن يكون جزءا مهما ورقما بارزا في بعض مكونات الاقتصاد السعودي ليكون أحد رجال الأعمال والمستثمرين البارزين حيث يشغل حاليا عضوية مجالس عدة شركات سعودية منها شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، والبنك السعودي الهولندي، وشركة مجموعة الملز، وشركة أموال الخليج للاستثمار التجاري، والشركة السعودية للمتاجر الشاملة (كارفور).

وعلى الصعيد العلمي، يبرز المبارك كشخصية لها اهتمام يمزج النظري بالعملي. حيث يحمل دكتوراه في إدارة الأعمال في مجال التشغيل والإنتاج من جامعة هيوستن في الولايات المتحدة، ودرجة ماجستير في الهندسة الصناعية، ودرجة ماجستير في المحاسبة المالية والضرائب، وكذلك درجة ماجستير في إدارة الأعمال، بالإضافة إلى بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة SMU في دالاس، أميركا.

وربما تتصدر أبرز الصعوبات أمام المبارك في حياته العملية خلال الفترة المقبلة هي كثرة عضوياته في القطاع الخاص والعام التي ربما تزيد من مهام أعماله فيكون أمام تحد كبير للمحافظة على التركيز إضافة إلى نمو أعمال شركة مورجان ستانلي السعودية لاسيما أنها باتت تحمل اسما كبيرا ولامعا في صناعة المالية عالميا بعد أن كانت «المجموعة المالية» سابقا. إّذ تسعى الشركة للاستفادة من طفرة تحول الشركات وتوجهها للطرح العام في السعودية، والتحدي الأخير على صعيده الشخصي حول مدى مقدرته على تحقيق التوفيق بين تلك المهام وتأكيد حضوره كخبرة إدارية ناجحة.