بن هندي رجل الأعمال الأماراتي: التجارة غريزة لا تكتسب بالتمرين

محيي الدين بن هندي
TT

يعد رجل الاعمال الاماراتي محيي الدين بن هندي واحدا من النجوم الصاعدة في قطاع الاعمال في الدولة. حيث استطاع خلال سنوات قليلة من بناء امبراطورية تجارية مترامية الاطراف تتعامل اساسا بتجارة المنتجات والسلع الفاخرة فضلا عن نشاطات اساسية اخرى في قطاع الانشاءات والعقارات والاعلام المرئي. يقع مقر مجموعة بن هندي في قلب مدينة دبي حيث ولد العصر التجاري الكبير لدبي في مطلع القرن الماضي على ضفاف الخور. ومن مكتبه مشهد للخور التاريخي حيث السفن الخشبية لا تزال ترسو فيه وتحمل بمختلف انواع البضائع قبل ان تتوجه الى مختلف الموانئ القريبة والبعيدة مثلما كان يحدث قبل اكثر من مائة عام. يقول بن هندي بتواضع جم انه ولد تاجرا بالفطرة. فحتى حينما كان يتولى رئاسة جمارك دبي عام 1969 فكر، في تأسيس شركته الخاصة وفي عام 1974 فعلها. الا ان الشركة ظلت صغيرة لا يجد الوقت الكافي للاهتمام بشؤونها بسبب انشغاله بالعمل الحكومي.

ويتذكر بن هندي تلك الايام فيقول: «دبي كانت بعكس اليوم مدينة صغيرة ينقصها الشيء الكثير من الشوارع الى المراكز التجارية». وفي ذلك الوقت كان عندي طموح بأن اكون تاجرا وكانت الفرصة متاحة والوقت مناسب الا ان الظروف الاقتصادية حينها والقوة الشرائية لم تكن مشجعة مثلما هي اليوم ومع هذا خضت مجال التجارة لأنني مقتنع بأن التجارة غريزة لا تأتي بالتمرين، وكانت لدي الرغبة القوية بخوض غمار العمل التجاري فانطلقت». وكعادة تجار دبي الجدد ذلك الزمان كانت التجارة تبدأ برأس مال بسيط. يقول بن هندي: «الامور لم تكن كما هي اليوم.. سيارة المرسيدس مثلا كانت تكلف 17 الف درهم واليوم هي بنصف مليون».

بدأ بن هندي بناء امبراطوريته بالحصول على الوكالات التجارية فظفر بوكالات بيير كاردان وهوغو بوص وبريوني وزيلليي وكلها من وكالات الازياء الراقية ثم توجه لأعمال المطاعم والمقاولات بينما بقي العقار والبناء من اهم اساسات الامبراطورية. يقول بن هندي «اذكر انني اشتريت اراضي في منطقة الجميرا (من ارقى الاحياء بدبي الآن) بثلاثة دراهم للقدم..!». اما سعر القدم في هذه المنطقة الآن فهو مئات اضعاف هذا السعر. ويسري الامر نفسه على معظم مناطق دبي التي تحولت رمالها ـ حرفيا ـ الى ذهب احمر في السنوات الخمس الماضية. في عام 1978 كلفت حكومة دبي بن هندي بتولي مسؤولية رئيسية في الطيران المدني وقضى في هذه المهمة عشرين عاما حتى تقاعد عام 1998 حينما اصبح مطار دبي من اكبر المطارات في المنطقة. بعد خروجه من العمل الحكومي تفرغ بن هندي لشركته التي كانت تضم حين تقاعد ما بين 30 ـ 35 موظفا فأصبح عددهم يربو اليوم على 3000 موظف. اختار بن هندي المنتجات الفاخرة التي تتوجه الى الطبقة الثرية والراقية «لأن المنافسة في هذا القطاع ضيقة.. فكلما كان مجال التجارة عاليا وحصريا ضاقت المنافسة الى ادنى الحدود.. اما اذا اخترت العمل في مجال سوق واسعة فالمنافسون بالآلاف» هكذا يقول.

ويدرك بن هندي جيدا قوة الاعلام فعمله السابق في الحكومة كان يسلط عليه الاضواء الاعلامية، ولهذا اطلق قناة تلفزيونية في دبي هي «سيتي 7 تي في» ناطقة بالانجليزية تستهدف السياح والمقيمين الاجانب بهدف تعريفهم بالبلد والامكانيات المتاحة فيها من وجهة نظر اماراتية على مبدأ ان اهل مكة ادرى بشعابها. ويريد بن هندي رئيس القناة ان يجعل من القناة «واحدة من أرقى المؤسسات الإعلامية الناطقة باللغة الانجليزية في دبي»، مشيرا الى أن القناة تنفرد بإنتاج برامج محلية عالية الجودة تستهدف المجتمع المحلي متوقعا أن تحقق نجاحاً تجارياً نظراً لوجود ما يزيد على 3 ملايين مقيم ناطق بالانجليزية في دبي فضلا عن المشاهدين في دول الخليج.