تجار سعوديون يستثمرون 30 مليون دولار لتوفير ملاعب كرة قدم في جدة

يتم تأجيرها للمباريات والتمارين مقابل 800 دولار على مدار اليوم

TT

قدرت مصادر تجارية حجم الاستثمار في ملاعب كرة القدم في مدينة جدة (غرب السعودية) بنحو 30 مليون دولار سنويا في ظل غياب الملاعب المجانية في معظم أحياء المدينة الآهالة بالسكان.

وتحصد الملاعب التجارية المنتشرة في داخل أحياء جدة وفي مخططات خارجها نحو 3000 ريال (800 دولار) يوميا لكل ملعب بمقدار 500 ريال للساعتين اللتين تشكلان عمر غالبية المباريات. حيث يستمر اللعب خاصة في الإجازات إلى ساعات متأخرة من الليل.

يقول المهندس احمد مخرشي وهو مالك احد هذه الملاعب واحد المتخصصين في تصميمها في حديث مع «الشرق الأوسط» أن جدة تحوي العديد من هذه الملاعب والتي تتجاوز 100 ملعب مصممة وفق درجات مختلفة منها ما هو زراعي ومنها ما هو انجيل صناعية.

ويأتي ذلك في وقت وجد فيه مستثمرون كثر ان الاستثمار في انشاء وتجهيز ملاعب كرة القدم مجد، اضافة الى انه امر غير مكلف فهو لا يحتاج الى مصاريف كثيرة على مدار العام وأحيانا يكون حلا افضل لاستغلال الأراضي البيضاء.

وبالعودة الى المهندس المخرشي فيشير إلى أن تكلفه الملعب الصناعي تعد اكبر من الزراعي إذ يكلف الملعب الصناعي بحسب مساحته نحو نصف مليون ريال (133 ألف دولار) تشمل زراعة الأرضيات صناعيا أو طبيعيا، إذ تبلغ تكلفة المتر 150 ريالا للصناعي، بينما يكلف المتر الزراعي 40 ريالا أيضا تكلفة الكشافات والإضاءات دون حساب إيجار قطعة الأرض ان كانت مستأجرة.

وحول الإيجار للملعب أبان مخرشي أن الملعب يؤجر بمبلغ يتراوح ما بين 350 إلى 500 ريال لساعتين، كما أشار إلى أن الملعب قد يؤجر في اليوم أكثر من مرة وهناك فرق حواري تتعاقد مع الملعب بشكل سنوي لتتمرن 3 مرات أسبوعيا.

وفي سياق ذي صلة يقول عبد الله باقيس، وهو أحد العاملين في مكاتب الحجز لهذه الملاعب، ان الحجوزات أحيانا تغلق مبكرا خصوصا أيام الإجازات الرسمية، مشيرا الى ان الازدهار العمراني هو ما دفع لتوجه لهذا الاستثمار، مبينا أن كرة القدم هي المتنفس الوحيد لدى الشباب في السعودية وتعد الرياضة الأولى بالنسبة لهم. ولم يجد الشبان السعوديون وكذلك الأجانب المقيمون حلا لضمان استمرار لعبهم بمقابل مالي سوى «القطة» وهو مصطلح «شعبي» يطلق على الدفع المشترك من خلال مشاركة جميع أعضاء الفريق بدفع حصص كل منهم في ايجار الملعب بشكل يومي مقابل لعب مبارة او تدريب.

يقول احمد ابو بكر، وهو شاب سعودي عاد للتو من دراسة الطب في القاهرة «فوجئت ان المعلب الذي اعتدنا للعب فيه في وسط حينا قد تم ازالته واصبح اساسا لبرج سكني، وهو ما دفع بالزملاء والأصدقاء الى استئجار ملعب بشكل شهري، كل خميس وجمعة نذهب للعب كرة القدم، وكل يدفع حصته».

وكان شبان التقتهم أمانة جدة قبل عدة اشهر قد طالبوا الأمانة بتوفير وتخصيص مواقع لملاعب كرة القدم، وهو ما وعدت الأمانة بتلبيته في الأيام المقبلة، مشيرة الى ان من ضمن خطتها التجميلية لجدة انشاء ملعب قولف ضخم اضافة الى ملاعب ومماشي في اماكن متفرقة من المدينة، هذا بالاضافة الى اعتماد وجود ملاعب في جميع الحدائق التي تنشئ مستقبلا.

يذكر أن كرة القدم دخلت السعودية أوائل العشرينات من القرن الميلادي الماضي عن طريق البحارة الإنجليز الذين كانوا يلعبون الكرة عندما ترسو سفنهم على ميناء جدة، حيث بدأ سكان مدينة جدة بتقليدهم وأخذتها الجالية الإندونيسية ومارستها في الحواري.

وكان الحجاز الرياضي هو أول فريق وطني حيث تأسس عام 1928 في جدة، وانقسم بعد خلاف على إشراك أحد اللاعبين حيث انسحب بعض اللاعبين وكونوا نادي الاتحاد وهو أقدم الأندية على مستوى الخليج وليس السعودية فحسب، وفي 27 نوفمبر 1932 صدر أول قرار تشريعي بعدم منع أي نوع من أنواع الألعاب الرياضية، وفي عام 1935اعتمدت مادة التربية البدنية كمادة أساسية في المدارس واستقدم لها مدرسون متخصصون من الخارج ورصدت لها ميزانية خاصة. وأقيم أول دوري سعودي رسمي لكرة القدم في 1953 وفاز به الاتحاد، كما تم تشكيل أول منتخب سعودي عام 1953 في عهد الملك سعود وشارك في أول دورة عربية أقيمت في مصر في نفس العام.