خبير زراعي لـ «الشرق الأوسط»: السعودية تتصدر الدول العربية في حجم الأراضي المزروعة عضويا

تحتل المرتبة الـ24 عالمياً بمعدل نمو سنوي يصل إلى 30%.. والرياض والجوف الأكثر استجابة

TT

كشف خبير زراعي لـ«الشرق الأوسط» عن تصدر السعودية قائمة الدول العربية من حيث حجم مساحة الأراضي المزروعة عضوياً وذلك بعد سنتين فقط من بدء عمل مشروع تطوير الزراعة العضوية التابع لوزراة الزراعة، وأن نسبة النمو السعودي في هذا المجال أصبحت تقدر بنحو 20 إلى 30 في المائة سنوياً. وتعتبر هذه النسبة مرتفعة بالمقارنة بمعدلات النمو المسجلة في باقي دول العالم، حيث يبلغ معدل نمو الزراعة العضوية في الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وسنغافورة 20 في المائة سنوياً، بحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

وأكد المهندس رياض شنين، مساعد مدير مشروع تطوير الزراعة العضوية في السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أنه توجد اليوم رقعة زراعية عضوية سعودية بالكامل أو تحت التحول تقدر مساحتها بنحو 22 ألف هكتار.

وأفاد شنين بأن هذه المساحة تمثل 2 في المائة من إجمالي الرقعة الزراعية بالبلاد، مضيفاً أنه حسب إحصائية اتحاد المنظمات العضوية العالمي فإن السعودية أصبحت تحتل الموقع الـ24 في التسلسل العالمي وتتصدر الدول العربية من حيث نسبة مساحة الزراعة العضوية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه التقارير الحديثة إلى وجود نحو 400 ألف مزرعة عضوية في العالم، وهذا الرقم يتزايد بصورة متسارعة. ففي عام 2001 كان هناك 15.8 مليون هكتار مزروعة بالزراعة العضوية، وفي عام 2003 قفز هذا الرقم إلى 22 مليون هكتار تشكل ما بين 11 و13 مليار دولار في أسواق الولايات المتحدة التي تتربع على رأس القائمة العالمية لسوق المنتجات العضوية بنسبة 45 في المائة.

من جهته، أفصح المهندس عبد الله التركي، باحث ومساعد في مشروع تطوير الزراعة العضوية، لـ«الشرق الأوسط» أن هناك عدة مناطق فعالة في عملية تحويل الأراضي الزراعية إلى الزراعة العضوية، تتصدرها منطقة الرياض بنسبة 4.1 في المائة من إجمالي الأراضي المزروعة، تليها منطقة الجوف بنسبة 2.6 في المائة. وتابع التركي أن منطقة القصيم تأتي ثالثة بنسبة 2.5 في المائة، فمنطقة حائل بنسبة 0.66 في المائة، فمنطقة المدينة المنورة بنسبة 0.49 في المائة، ثم منطقة نجران بنسبة 0.19 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 0.19 في المائة، فمنطقة عسير بنسبة 0.02 في المائة، وأخيراً منطقة جيزان بنسبة 0.005 في المائة.

وفي ذات السياق، عاد المهندس شنين ليشير إلى وجود إمكانيات كبيرة جداً للاستثمار السعودي في تصنيع وتسويق المنتجات العضوية، مرجعاً ذلك لرغبة وانجذاب المستهلكين لها. وأردف قائلاً إنه نتيجة للوضع الصحي الدقيق للأطفال والناشئين والحوامل فإن مجال غذائهم في ألمانيا الاتحادية اليوم هو عضوي بنسبة 99 في المائة، مما يرى شنين بأنه مؤشر إلى وجود مجالات عديدة لم يتطرق لها رأس المال السعودي بعد في هذا المجال. وعلى الرغم من النمو المتسارع للزراعة العضوية في غالبية دول العالم، إلا أن هذا النمو لا يزال محدوداً في الدول العربية، رغم أن بعض هذه الدول عرفت الزراعة العضوية مبكراً كمصر، وتونس، والمغرب، ولبنان، والسعودية التي بدأت أخيراً في التوجه بقوة لهذا المجال. وفي هذا الجانب استثمرت كبرى الشركات الزراعية السعودية في تصنيع وتسويق المنتجات العضوية، في حين يجيب المهندس شنين حول الأرقام والنسب المختصة بهذا الشأن قائلاً إنه «لم تتم للآن دراسات ميدانية».

وحول جديد مشروع تطوير الزراعة العضوية في السعودية، أفاد شنين بأنه تم الانتهاء أخيراً من المرحلة الأولى من المشروع الذي أصبح الآن في طور الانطلاق إلى المرحلة الثانية، إلى جانب المشاركة في عدد من «الأيام العضوية»، تشمل مهرجانا للخضار الصحية في عنيزة في أواخر الشهر الجاري. وأضاف أنه تمت المشاركة في موقع خاص بمشروع تطوير الزراعة العضوية في مهرجان الجنادرية المقبل، فيما أفصح عن توجه المشروع إلى توعية المستهلك السعودي بالمنتج العضوي، مفيداً بأنه سيتم اختيار مجموعة مزارعين جدد، وتدريبهم داخل المملكة وخارجها في مختلف مواضيع الزراعة العضوية.