بسطات مواقف السيارات تسرق زوار (جنادرية21) من مقار المحافظات والسوق الشعبي

كلاهما يبيعان الماضي في القرية التراثية

TT

تتلقف البسطات الشعبية، المقامة في مواقف السيارات خارج أسوار القرية التراثية، زوار (جنادرية21) قبل دخولهم من البوابتين الغربية والجنوبية للقرية التراثية، من خلال عرض عشوائي متناثر لمنتجات الماضي وتذكارات التراث والأكلات الشعبية، والتي تعرض بأسعار منافسة لما يعرض داخل القرية، ما سبب في تكدس الزوار خارج الأسوار.

ويعد هذا المشهد المتكرر مع كل دورة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، واحدا من المشاهد المتنامية في كل عام، حيث يستغل بعض السعوديين وقليل من الأجانب بيع كل ما له علاقة بالماضي والتراث طوال فترة المهرجان، حيث يحضرون باكراً لاحتلال مساحات ومواقع مناسبة لإقامة بسطاتهم الشعبية أمام بوابتي القرية التراثية، لتصيد الزوار قبل دخولهم القرية وإفراغ ما في جيوبهم.

علق ناصر الشهري، أحد زوار القرية التراثية، بأن وجود مثل هذه البسطات يؤثر على الحركة الشرائية داخل السوق الشعبي ومقار المحافظات السعودية، بسبب أن البسطات هي أول من تصافح زوار القرية، حيث يقضي بعضهم وقتاً ليس بالقليل أمام هذه البسطات، لشراء بعض الأشياء التي تنال إعجابهم، والذين لا تستوقفهم هذه البسطات في بداية زيارتهم، سيزورونها بعد خروجهم مباشرة من القرية التراثية.

وعادة ما تتميز البسطات الشعبية عما يعرض داخل القرية، حيث يحرص أصحاب البسطات على القيام بجولات داخل القرية للتعرف على الأسعار والمعروضات التراثية، حتى ينافسوا المواقع الرسمية لبيع الماضي والتراث الشعبي.

في المقابل ذكر محمد علي، صاحب بسطة أمام البوابة الجنوبية، أنه يأتي قبل الساعة التاسعة صباحاً ويرحل قبل منتصف الليل، يعرض فيها أواني خزفية ومشغولات حرفية لم تعد موجودة بالأسواق حالياً، إلا في حدود ضيقة، مضيفاً «هذا مصدر رزقي في كل عام، ولا أرى أنني أخالف الضوابط، وأتمنى على إدارة القرية التراثية أن تخصص لنا مكانا داخل القرية، يجتمع فيه جميع أصحاب البسطات، حتى يتسنى لي رؤية الفعاليات التراثية، خاصة أنني على بعد أمتار قليلة من وسط القرية».

غير أن شافي العنزي، من مرتادي القرية، ذكر بأن هذه البسطات تزاحم الزوار في المواقف المخصصة للسيارات، وتساهم في صنع ازدحام أمام البوابتين، «وهذا الأمر يضايقني كثيراً، لأن القرية منظمة من الداخل بشكل رائع، لكن هذه البسطات تشوه هذا التنظيم كثيراً، وليس هذا من صالح سمعة أكبر مهرجان تراثي وثقافي في العالمين العربي والإسلامي».