تكلفة «فيديو كليب» إليسا بـ140 ألف دولار أميركي والمخرج يدافع عن عمله

كليب «أسعد واحدة» توقف عن العرض وعاد مرة أخرى

الفنانة اللبنانية إليسا
TT

بعد إيقافه عن العرض لفترة قصيرة عاد كليب المطربة إليسا لأغنيتها الجديدة «اسعد واحدة» إلى الشاشة الصغيرة بعد أن حقق نجاحا كبيرا إذ تجاوز عدد مشاهديه على موقع الـ«يوتيوب» الإلكتروني المليوني شخص.

وتردد أن شركة «روتانا» المنتجة لألبوم إليسا الأخير «أسعد واحدة» قد أوقفت عرض الكليب على خلفية أنه جريء ومثير في آن، وأن إليسا بالغت في ارتداء أزياء مثيرة مما تطلب إيقاف عرضه بعد شهر من انطلاقته. وكتبت إليسا على حسابها الخاص على موقع «تويتر» الإلكتروني تنتقد عملية إيقافه قائلة: «أعتقد أنه تم إيقافه لأنه كليب مثير واكتشفوا ذلك بعد شهر من عرضه» مطالبة محبيها أن يشاهدوه على قناتها الخاصة من موقع «يوتيوب». ولكن بعد ساعات من تغريدات إليسا خرجت الشركة المنتجة عن صمتها ممثلة بمديرها سالم الهندي ليغرد بدوره على «تويتر» قائلا: «مساء الخير بالنسبة لكليب إليسا فقد حصل خطأ تقني من إدارة التلفزيون أوقف بموجبه الكليب ولكن تم تدارك الأمر وسيعاد بثه».

وبالفعل عاد الكليب إلى الظهور مرة جديدة وعادت إليسا تسعد كل من شاهد هذا العمل الذي بدت فيه عفوية وطبيعية وكذلك متألقة مليئة بالحيوية التي عبرت عنها أكثر من أي وقت مضى وقد ساعدها على ذلك خسارتها لبعض الكيلوات الزائدة من وزنها في الفترة الأخيرة.

ومثلت إليسا في الكليب دور الفتاة المغرمة والسعيدة والتي تعيش الحالة بإحساس كبير فغنت ورقصت وانقلبت فيها الدنيا رأسا على عقب (هناك مشاهد تظهرها تسير على سقف الغرفة) كونها بالفعل أسعد واحدة. وقام مخرج الكليب سليم الترك بدوره على أفضل ما يرام عندما قدم إليسا لأول مرة في إطار متحرر مريح ينعكس إيجابا على المشاهد الذي يتابع التنقلات السريعة لكاميرته دون ملل، خصوصا وأنه أتيحت له مشاهدة ناحية جديدة من شخصية إليسا الحقيقية عندما تكون سعيدة. الصورة كانت أبرز ما في الكليب لما تضمنت من لقطات جديدة فيها تصاميم غرافيكية لم نشهدها من قبل رغم أن الانتقادات طالت الكليب من حيث الفكرة والتي قيل إنها استوحيت من إعلان معروف (مشهد إسدال الستارة وتحولها إلى نافذة تفتحها إليسا لتطل على يوم جديد وكذلك مشاهد تغيير الديكور وتابلوهات الرقص ما بين إليسا وحبيبها) ويدافع المخرج سليم الترك عن الموضوع في حديث لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لا أعلم لماذا البعض يسعد بالتطرق إلى هذه الأمور التي أصبحت بديهية في عملنا، فإن معظم الكليبات الغنائية هي مستوحاة من عمل أجنبي أو إعلان ما إذ نادرا ما نشاهد عملا مبتكرا وهذا الأمر ليس موجودا في عالمنا العربي فقط، بل أيضا عند الغرب الذين نلاحظ نسخهم لأفكار من أفلام سينمائية أو إعلانات تجارية». ويضيف: «عادة ما نقوم بذلك لأنه حسب رأينا لا يدخلنا في منطقة الخطر أي رفضه من قبل المشاهد العربي الذي ما زال حتى اليوم يهوى الكلاسيكية وأي فكرة خارجة عن المألوف تصدمه وتجعله يرفض العمل وهذا النوع من المشاهد التي نسميها في عالمنا (سبق وتم اختبارها) (already testing) تسهل انتشار العمل وتقرب المشاهد منه». ويرى سليم الترك أن عناصر صناعة الكليب اليوم تختصر باثنين، تغيير لوك الفنان أكثر من مرة من ناحية والاستعانة بأفكار غربية من ناحية ثانية. وعلق متسائلا: «لماذا عندما نقوم بعمل غير مألوف وجديد لا أحد يتصل بنا ويهنئنا فيما يسارعون إلى مهاجمتنا عما نستوحيه من عمل أجنبي؟» وأضاف: «إنه لمن المضحك أن يصفق نفس هؤلاء الناس الذين ينتقدوننا لأفكار البرامج الأجنبية المنسوخة ذات الفورمات العالمية المعروفة والتي تعرض على مختلف شاشات التلفزة العربية ولا ينتقدون منتجيها طالبين منهم تقديم برامج تلفزيونية من ابتكارهم؟ فكيف يصح هنا ما لا يصح بالكليب؟» ورأى مخرج «أسعد واحدة» أن قلة من الفنانين العالميين التي عرفت بجرأتها وتجديدها الدائم في مسيرتها الفنية كمادونا وبيورك والراحل مايكل جاكسون الذين اعتمدوا الأفكار الغريبة بموسيقى أغانيهم أو بالكليبات المصورة لها، والبقية تشبه بأعمالها أي فنان آخر عربي كان أو أجنبي». تكلفة الكليب بلغت 140000 دولار كما ذكر لنا المخرج مشيرا إلى أن الأعمال المبتكرة تتطلب ميزانيات أكبر وأنه حرص على أن يبرز إليسا كما يعرفها فتجسد بواقعية موضوع الكليب وأن العلاقة المتينة التي تربط ما بينهما ساهمت بشكل غير مباشر في تنفيذ الكليب بانسيابية، إذ تركها تتصرف على سجيتها فبدت طبيعية وعفوية كما أرادها تماما وقال: «لم يكن هناك من صعوبات تذكر ولكن طبعا هناك بعض اللقطات التي تطلبت تقنية معينة في التصوير (كالتي تظهر إليسا فيها تمشي بالمقلوب) وقد اضطررنا أن نبني ديكورات خاصة لها».