وليد توفيق: بعض الفنانين الشباب مثل «العواجيز» .. والفن تحول إلى مصالح متبادلة

الفنان اللبناني سجل في جلسات «وناسة».. ويقدم ألبوما من أغاني أم كلثوم وعبد الحليم

وليد توفيق: من لا يملك «مصالح متبادلة» مع أشخاص معينين فهو إلى حد ما «مهمش»
TT

انتهى الفنان اللبناني وليد توفيق من تسجيل وصلاته الغنائية في جلسات «وناسة» التي تحظى باهتمام خليجي - عربي. وقدم توفيق مجموعة من الأعمال الغنائية الخليجية والعربية. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه سعيد بالمشاركة في جلسات تقدم بطابع خليجي أصيل وتقدم من خلالها الأغنية التراثية، معتبرا أنه قريب من الجمهور الخليجي ولديه ارتباط وثيق بالأغنية الخليجية.

وأكد الفنان وليد توفيق الغائب الحاضر، أن برامج الهواة التي انتشرت مؤخرا في القنوات الفضائية أصبحت الركيزة الأساسية عند المتلقي، كما أصبحت مطلبا مهما عند نجوم الفن. لذلك تجد أكثر النجوم يتجهون للمشاركة فيها. وعن غيابه عن المشاركة في مثل هذه البرامج قال توفيق: «إن أحدا لم يتصل به من أجل المشاركة في واحد من برامج الهواة الرائجة حاليا على شاشات التلفزيون»، مشيرا إلى أن الفنان الذي لا يملك علاقات مصالح متبادلة مع أشخاص معينين على الساحة فهو إلى «حد ما مهمش، وأن مديري الأعمال باتوا يلعبون دورا بارزا في هذا المجال» ويضيف: «أنا معجب بهذه البرامج وأرى أن دخول أهل الفن من النجوم المعروفين فيها هو أمر بديهي وموضة رائجة في مختلف بلدان العالم».

وعن ألبومه الجديد «أغاني أحببتها» والمنتظر أن يطلقه قريبا في الأسواق قال: «هو عمل فني يتضمن أغاني أحببتها وحرصت على أن أقدمها لأننا بحاجة إلى هذا النوع من الأغاني الطربية التي تعود بنا إلى الزمن الجميل، كما أنها تسهم في إبراز قدرات جديدة في صوتي لم يسبق أن تعرف إليها الناس». ولم يتوان المطرب المخضرم الذي ما زال ومنذ أربعين عاما يحصد النجاح الواحد تلو الآخر عن استباق ردود فعل البعض وانتقاداتهم لعمله الجديد هذا فقال: «أعلم تماما أن هناك كثيرين ممن سيحاولون تناول عملي هذا بأسلوبهم السلبي، ولكنني مستعد كل الاستعداد للرد عليهم وبطريقتي، إذ إنني بعد اليوم لا مشكلة لدي بأداء الأغاني التي أحبها، والأستاذ وديع الصافي كان سباقا في هذا المجال وسجل في الماضي عملا مشابها غنى فيه للسيدة أم كلثوم وغيرها، ولو كنت ما زلت في بداياتي كان من الممكن أن أتأذى من عمل مشابه، ولكن اليوم الأمر مختلف، وأنا مغرم بهذا العمل الذي أستمع إليه باستمرار وكأنني أعددته لنفسي وأعتبره هدية فنية أقدمها لمحبي، إذ لا أقصد منه أبدا الربح المادي».

الألبوم الذي يتألف من نحو 13 أغنية سيضم أغاني لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية وغيرهم مثل «العيون السود» و«ألف ليلة وليلة» و«سواح»، أما السبب الرئيسي وراء قيامه بهذا العمل فهو الحفلة التي أحياها منذ نهاية العام الماضي في دار الأوبرا بالقاهرة، حيث أدى هذه الأغاني وغيرها كتحية أرادها للملحن الراحل بليغ حمدي وعندما تفاعل معه الحضور بشكل لافت قرر أن يقدم هذا العمل الذي أحبه هو شخصيا.

ورأى أن الساحة اليوم ينقصها الأغنية الدسمة في ظل الألحان التي تعتمد على جملة موسيقية ناجحة فقط، متسائلا عن سبب عدم طرق فناني اليوم أبواب ملحنين عظماء في لبنان أمثال إيلي شويري وملحم بركات وإلياس الرحباني مع أن كثيرين أعادوا غناء أغان قديمة بتوزيع جديد، وقد يعود السبب برأيه إلى استسهال الفنان أداء أغان معروفة أو الاعتماد على جمل موسيقية ملحنة وليس على لحن كامل. وعبر وليد توفيق عن إعجابه بملحنين جدد أمثال مروان خوري وسليم عساف ونقولا نخلة سعادة وبلال الزين، مشيرا إلى أنه سيتعاون قريبا مع أحدهم لشق سكة جديدة في مشواره الفني تختلف عما سبق وقدمه. وعبر عن حنينه للعمل السينمائي الذي غاب عنه منذ فترة طويلة ووصفه بـ«المجد الفني»، موضحا أن من سبق وتعامل معهم في هذا المجال أمثال بركات ومحمد سلمان وآل الصباح قد رحلوا وصارت مصر تفضل إطلاق نجوم مصر فيها بدلا من نجوم عرب آخرين، وأن كل وقت وله جماليته وهو اليوم يكتفي بغناء الطرب. وعما إذا كان يخاف من تقدمه في العمر أجاب: «أبدا لأن العمر الحقيقي يكمن داخل صاحبه، وكم من مرة نرى شبابا وهم في الواقع يشبهون العجائز بسبب نفسيتهم وليس لشكلهم الخارجي»، مؤكدا أنه ما زال يهتم بأناقته ويمارس الرياضة ولكنه في المقابل صار يحترم عمره ويمتنع عن القيام بأمور كثيرة لا تليق به. وقال: «حتى وأنا على المسرح اليوم لا أتصرف كما في الماضي، وكذلك لا أؤدي أغاني كلامها لا يرضيني حتى إنه عرض علي القيام بأفلام سينمائية عدة ولكني رفضتها لأنني لا أريد أن أشوه هالتي الفنية التي تعبت للوصول إليها». أما عن نيته تدوين مشواره الفني الغني بمحطات لامعة في كتاب أو مسلسل، فقال: «لقد أقدمت على ذلك بالفعل مع صديقي الصحافي محمد حجازي منذ سنتين، واليوم أتطلع لإخراج هذا العمل إلى العلن قريبا في برنامج تلفزيوني أو في فيلم سينمائي، ولكننا نفتقد عنصر الإنتاج الذي هو أساس كل عمل ناجح اليوم».

وأبدى إعجابه بمسلسلات لبنانية مثل «باب إدريس» وبممثلين كيوسف الخال، مؤكدا أن لبنان لديه قدرات كبيرة في هذا المجال إلا أنه يفتقد قدرة في الإنتاج. وعن أهم الذكريات التي ما زال يحفظها فهي تلك المحطات التي جمعته بمحمد عبد الوهاب ووديع الصافي وغيرهما، مشيدا بالأول الذي استفاد من خبرته كثيرا، إذ كان يحب الغناء الهادئ والسلس فيقول له «وشوشني وانعشني يا وليد» أو «عمرك ما تغني إذا لم يكن صوتك مرتاحا» واستشف من الثاني كيفية استخدام صوته وزوده بتواضع الكبار ومحبتهم للغير.

وعن وليد توفيق البارحة واليوم قال: «لقد تغيرت بحيث أصبحت أكثر نضجا وهدوءا لا أخاصم الناس ولا أحب الزعل». أما لو عاد به الزمن إلى الوراء كما قال لكان امتنع عن الغناء في أماكن معينة يرفض الظهور فيها اليوم إلا أن الحاجة يومها دفعته للقيام بها، وأنه لكان أبدى اهتماما أكبر في علم الموسيقى لأنها أفضل وسيلة تطور للمطرب، مشيرا إلى أن النجوم أمثال صابر الرباعي وكاظم الساهر وغيرهما جهدا في هذا الموضوع ودرسا لأكثر من سبع سنوات في معاهد موسيقية ولذلك تميزوا عن غيرهم.

وعن زملائه من فناني اليوم يقول: «آثرت الالتقاء بهم بين حين وآخر، ومؤخرا اجتمعت وراغب علامة وعاصي الحلاني في مطعم يملكه هذا الأخير، وكانت جلسة جميلة سنكررها بين وقت وآخر، فجميل أن نبقي على علاقة طيبة فيما بيننا».

ومن الأصوات التي تلفته حاليا سارة الهاني وجوزيف عطية وناجي الأسطا، وكذلك رامي عياش الذي بات يتابعه باستمرار ويستمتع بسماع صوته ومراقبة اجتهاده للتطور. ووصف نفسه بالمحظوظ كونه متزوجا من ملكة جمال الكون جورجينا رزق لأنها من النساء القليلات اللاتي في استطاعتهن وضع تاجهن جانبا للاهتمام بأولادها، زاهدة بمغريات الحياة والمادة منذ نعومة أظافرها وقد رزق بولدين منها وليد جونيور الذي يلقبه بمجنون الموسيقى ونورهان صاحبة الشخصية القوية والتي كانت تمنعه من مرافقتها إلى حافلة المدرسة حتى لا يعتبرها زملاؤها متشاوفة تريد أن تبدو أهم منهم لأن والدها فنان. وقال: «عائلتي هي مملكتي الخاصة رغم أنني مقتنع بما يقوله جبران خليل جبران (أولادكم ليسوا لكم)». أما ما يلفته في المرأة فهو قوة شخصيتها وجمالها الداخلي أكثر من أي شيء آخر.