رابح صقر يغني لـ«الفتح» ويتلاعب بفكره الموسيقي في «الساحة الخضراء»

الفنان السعودي يكمل مشوار «الثلاثين» هذا العام.. وأحمد الفهد يراه مدرسة مختلفة

رابح صقر
TT

لم يتردد الفنان السعودي رابح صقر، ابن منطقة الأحساء، في الوقوف بجانب فريق منطقته «الفتح» الذي يتربع على عرش قمة الدوري السعودي لأول مرة في تاريخه الرياضي.

رابح صقر صاحب الجماهيرية العريضة في منطقة الخليج والوطن العربي، عاشق للإبداع بكل تصانيفه. يرتبط عشقه للموسيقى بعشقه «للكرة المستديرة» فهو متابع لها بكل شجونه.. يدقق في الساحة الخضراء ويتلاعب مع أنغام لاعبيها منبهرا بتطور الكرة في العالم واختلاف طريقة الأداء في اللعب قبل عصره الثمانيني. ربما رابح لا يدرك أن في الجانب الآخر «جمهورا رياضيا» يقف حائرا منبهرا من رابح الذي يكمل مشوار الثلاثين عاما خلال هذا العام حيث أطلقت باكورة أعماله في عام 1983م في ألبوم شهير عنوانه «يا نسيم الليل».. ذلك الجمهور يرى أن رابح الآن هو فريد عصره ومبتكر وصانع موسيقى من طراز نادر لا يوجد له مثيل في «الساحة الخضراء».. تجرأ على نفسه وعلى جمهوره وربما أيضا تجرأ على «الساحة» فحقق ابن الأحساء نجاحا مبهرا.. حتى وإن ابتعد السنوات الماضية عن طرح ألبومه الرسمي، فإن جمهوره لم يبتعد عن ملء مقاعد حفلاته ليتراقص الجمهور على الصوت وإحساسه الفريد.

الملحن السعودي أحمد الفهد قال لـ«الشرق الأوسط»: «رابح صقر منذ عام 1996م بدأ في رسم ووضوح مدرسته المستقلة والبعيدة عن مدرسة الراحل طلال مداح ومحمد عبده إن صح التعبير، مدرسة استمرت حتى الآن وظهرت إفرازاتها في الفترة الحالية التي نتج منها ظهور فكر موسيقي مختلف وملحنين أيضا نجحوا في الفترة الحالية ومنهم (سهم) و(ياسر بوعلي)». ويرى الفهد أن هناك من تنبأ بذلك سابقا ومنهم فنان العرب محمد عبده حين قال إن «رابح صقر هو المدرسة القادمة». ويمضي أحمد الفهد في حديثه: «لرابح صقر تجارب فنية عديدة مع العديد من الفنانين، ولا تزال أمنية أي فنان الغناء من ألحان رابح. ولرابح صقر بصمات وطنية واضحة، فهو صاحب أغنية (يا دار) التي لا تزال تغنى في جميع المحافل الوطنية منذ التسعينات الميلادية وحتى الآن، وأيضا كانت له نقلة مختلفة من خلال الأغنية الوطنية (عمار يا دارنا يا قبلة المسلمين). وبعد ألبوم (يا نسيم الليل) كانت له تجارب عدة مع ألبومات ناجحة حققت اهتماما كبيرا في سوق الكاسيت آنذاك؛ ومنها (أحبك) عام 1985، وألبوم (أنا والليل) عام 1986، وفي عام 1990 طرح ألبوما شهيرا وهو (غاب القمر)».

«الشرق الأوسط» كانت قريبة من رابح صقر طيلة الفترة الماضية، نراه منتشيا مثل عادة العاشق لفنه، ومحبا للتواصل مع جمهوره. ويبدو أنه في الفترة الحالية يعيش نشاطا مختلفا، بداية بتحضير أغنيتين تنفذ حاليا لفريق الفتح؛ الأولى من كلمات الشاعر السعودي فيصل اليامي وألحان رابح حيث وجد الأيام الماضية في الاستوديو لوضع اللمسات الأخيرة عليها. والثانية أيضا لفريق الفتح وهي من كلمات الشاعر السعودي عبد الله أبو راس وألحان ناصر الصالح ودخل الصالح الاستوديو لتنفيذها وتبقى تركيب الصوت. وقال رابح صقر لـ«الشرق الأوسط»: «فريق الفتح قدم رسالة مهمة وواضحة للجميع بأن التكاتف والمحبة أساس كل شيء وأهم من المال بعيدا عن أنه ابن منطقتي. تجانس هذا الفريق يرغمك على احترامه، فهو فخر لكل الشعب السعودي وأتمنى أن تستمر هذه النجاحات ويحظى بدعمنا ودعم الجميع».

وجهز أيضا أبو صقر 13 أغنية سجلها في جلسات «وناسة» أخيرا حيث أعاد ترتيبها لطرحها في الفترة القريبة في ألبوم واحد، ويضم مجموعة من الأعمال الجديدة والقديمة وأعمالا طربية ستبهر عشاق فنه.

وسيوجد أبو صقر خلال الأيام الحالية في مدينة دبي، حيث يحيي حفلته في 25 مارس (آذار) الحالي التي بدأت تذاكرها في النفاد وستقام في فندق «غراند الحبتور» بتنظيم من شركة «روتانا». وجهز رابح مجموعة كبيرة من الأعمال حيث سيسهر مع جمهوره حتى الصباح. عن ذلك قال أبو صقر: «صدقني أحب أن أكون دائما قريبا من جمهوري ومتواصلا معهم ومثل هذه الحفلات هي لغة التواصل والمحبة بيني وبينهم، لذلك أحرص على تقديمهما بين الحين والآخر وإسعادهم بكل ما أستطيع، وبإذن الله أتمنى أن أكون عند حسن ظنهم ومحبتهم».