مي حريري: تدني مستوى الفن سببه الأوضاع السياسية في المنطقة

قالت لـ «الشرق الاوسط» إنها متصالحة مع نفسها ولا تبحث عن المشكلات

مي حريري
TT

صرحت الفنانة اللبنانية مي حريري في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنها ليست الفنانة الوحيدة على الساحة اللبنانية التي تصادف المشكلات، وقالت: «لا أدري لماذا يتهمونني بأنني (مشكلجية) وكأنني أنا من يفتعل هذه المشكلات أو يهوى القيام بها». وأضافت: «أي فنانة معرضة لمواقف كالتي صادفتها، وغيري أيضا انسحب من برنامج تلفزيوني أو قاطعه، إلا أنني حين أطالب بحقوقي أصبح شخصا يبحث عن المشكلات».

وجاء كلامها هذا إثر سؤالها عن سبب مواقف سوء التفاهم التي تلاحقها منذ العام الماضي حتى اليوم. ففي الموسم الأول من برنامج «رقص النجوم» الذي يعرض على «إم تي في» قامت الدنيا ولم تقعد بعد أن صرحت مي الحريري بأن إدارة المحطة غشتها ولم تف معها بوعودها المادية والفنية منها، فخرجت من الحلقة الأولى منه. وبعد اتصالات بين الطرفين جرى تليين الموضوع ونالت حقوقها، كما تقول.

وهذه السنة أثار انسحاب مي الحريري من برنامج «وبعدنا مع رابعة» على قناة «الجديد» أثناء تصوير الحلقة، سجالا بينها وبين مقدمته رابعة الزيات على خلفية عدم التزام إدارة البرنامج بتعهدات قطعت لها. فأكدت المذيعة التلفزيونية أن باقة ورد قدمت لأحد ضيوف البرنامج استفزت الفنانة اللبنانية، وأنها طلبت أن تقدم لوحة راقصة، فتبين فيما بعد أنها ستكلف 1000 دولار إضافية، فاعتذرت منها محاولة إقناعها بأنها (أي مي) مغنية وسنحاورها على هذا الأساس، ولكنها انسحبت فجأة من التصوير. وتقول مي بهذا الصدد: «لقد فاجأني تصرف رابعة التي وثقت بها وأدخلتها منزلي واتفقت معها على تفاصيل الحلقة قبيل تصويرها، فأنا لم أغلط بحقها، بل هي من خالفت اتفاقنا، فقررت الانسحاب رغم أنني كنت قد أنذرتها بأنني في حالة حزن (بسبب وفاة خالتها)، وأنني لن أتحمل أي زكزكة أو اختصار لحضوري في برنامجها». وتابعت: «قبلي الفنانة نوال الزغبي ألغت التصوير لأنها لم تتلق البريد الإلكتروني الموقع من إدارة البرنامج حول شروطها للظهور فيه. فكان مدير أعمالها لهم بالمرصاد ورفض تصوير الحلقة». وتساءلت: «يعني غيري من الفنانين أيضا يمرون بمواقف مماثلة فلماذا إذن يتهمونني بأنني صاحبة مشكلات؟». وختمت الموضوع بالقول: «أنا صاحبة حق وأخت رجال عندما تحز المحزوزية، فلا أحب أن يستخف بي أحد أو أن يقلل من احترامي».

وعن سبب انسحابها أيضا من مهرجان بيروت الدولي (بياف) بعد أقل من نصف ساعة على بدايته، أوضحت قائلة: «اتهمني الإعلام بأنني انسحبت لأنهم لم يكرموني وهذا غير صحيح، فأنا كنت قد أعلمت المسؤول عن المهرجان د. ميشال ضاهر بأنني مرتبطة بحفلة أخرى وبأنني سأثبت وجودي وأخرج، هذا كل ما في الأمر».

ومن المقرر أن تشارك مي حريري في الحملة التثقيفية المرورية لجمعية «كن هادي» لتوعية الشباب بمخاطر القيادة تحت تأثير الكحول، وذلك برعاية وزارة الداخلية. وتقول في هذا الصدد: «لقد تطوعت لهذا العمل التوعوي وأتمنى أن أوفق في إيصال الرسالة إلى الشباب كما يجب للحد من حصول حوادث السير». وحول أعمالها المقبلة قالت: «أستعد لتسجيل أغنية جديدة من ألحان أحمد محيي، وكلمات محمد فودة، وتوزيع طوني سابا بعنوان (حبيبي بدو يجنني)، كما أحضر لعمل آخر ما زال قيد التحضير من توقيع سليم عساف».

وستحيي مي حريري عدة حفلات غنائية بينها اثنتان لمناسبة أعياد رأس السنة الأولى في فندق «لو رويال»، والثانية في مدينة زحلة البقاعية، كما ستقدم حفلة غنائية ثالثة قبيل ذلك في دولة الإمارات العربية.

وعن وضع الساحة الفنية اليوم، قالت: «تشهد الساحة حاليا هبوطا ذريعا في ظل الأحداث السياسية التي تجري في العالم العربي، فبالكاد يعمل الفنان أو يحيي الحفلات، كما أن عنوانه العريض صار (التسويق) فإذا لم تسوق لعملك بحملة إعلانات تشمل الطرق ووسائل الإعلام، فلا يمكن أن تتوفر لك فرصة نجاح». وتضيف: «بالنسبة لي أنا راضية عن نفسي، واسمي كبير ولدي جمهوري وما يصيبني من ركود في العمل يصيب الآخرين أيضا، فلماذا أتذمر؟».

وعن سبب عدم وصولها بعد إلى النجومية التي تتمناها قالت: «أعتقد لأنني فنانة حقيقية، فلا ألجأ إلى شراء (الفانزات) على المواقع الإلكترونية ولا أعرف التمثيل من أجل الوصول إلى مصالحي، فأنا أتحدى المصاعب وأتجاوزها وحدي». وعدت أنها في الفترة الماضية كانت متفرغة بشكل أكبر لتربية ابنتها الصغيرة (سارة)، أما اليوم وبعد أن بلغت الثماني سنوات وتجاوزت عمر الطفولة إلى حد ما صار باستطاعتها زيادة التفرغ لعملها بنسبة 60 في المائة مما سيجعلها أكثر إنتاجا.

وأضافت: «سأذيع لكم سرا وهو أنني سأطل قريبا على الشاشة الصغيرة كمقدمة تلفزيونية، ولكنني لن أفصح اليوم عن تفاصيل الموضوع».

وعن أكثر ما تفتقده حاليا ردت: «أفتقد رجلا يسندني، أخا أو حبيبا، فمن الصعب جدا أن تقوم المرأة بمهماتها ومهمات الرجل معا، فهذا الأمر أتعبني وأخذ مني جهدا كبيرا».

وعن الفنانين الذين تتابعهم حاليا، أجابت: «أحب معين شريف وجورج وسوف، ولذلك أتابع أعمالهما بحماس، كما أنني أحب من وقت لآخر أن أستمع لعمالقة أمثال الراحل وديع الصافي والموسيقار ملحم بركات، أطال الله عمره». وتضيف: «هذا الأخير أعده آخر العنقود في لبنان الفن، ولذلك علينا تكريمه والاهتمام به، ليس لأنه أبو ابني (ملحم جونيور)، بل لأنه يستحق ذلك، وقد رأينا من سبقه في عالم الفن من عمالقة ومميزين وكيف رحلوا عن هذه الدنيا دون أي تكريم شعبي أو رسمي لهم، لذلك أشدد على ضرورة المحافظة على تراث لبناني اسمه ملحم بركات».