بريجيت ياغي.. بعد الغناء والتمثيل تطل اليوم في «رقص النجوم»

قالت إنها لن توقع اتفاقا إلا بشروطها.. ومتفائلة بالمستقبل

بريجيت ياغي
TT

قالت المطربة اللبنانية بريجيت ياغي إن ابتعادها عن الساحة الغنائية ومعاناتها الطويلة مع تلفزيون «المستقبل» لعشر سنوات متتالية، سببا لها انهيارا عصبيا، أصيبت به أكثر من مرة.

فبريجيت التي تخرجت في برنامج «سوبر ستار» للمواهب الغنائية، عدت ما مضى كان درسا قاسيا لها تعلمت منه الكثير. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أصبت بحالة من الاكتئاب وانزويت في منزلي لشدة تأثري بمشاكلي مع تلفزيون (المستقبل)، الذي كنت قد وقعت معه عقدا ليتولى إنتاج أعمالي لسبع سنوات». وأضافت: «مع الأسف، الأمور لم تجر معه كما اشتهيت، رغم أني جددت عقدي معه بعدها لسنوات ثلاث جديدة، فعشت وعودا وهمية فأنجزت ألبومين غنائيين لم يريا النور، إلا أنني اليوم أصبحت حرة، وقريبا أطلق أغنية فردية، فانتظروني».

وعما اكتسبت من هذه التجربة المرة، تقول: «لقد صرت لا أثق بأحد وآخذ حذري من كل الناس، ففي تلك الفترة كنت متشائمة وكأن المستقبل غير موجود، ولكن بمساعدة والدي اجتزت هذه المرحلة وأخذت قرارا نهائيا بأني لن أوقع أي اتفاقية جديدة ولا مع أي شركة إنتاج إلا بشروطي». أما الملحن الذي تنوي التعاون معه في هذه الأغنية التي ستكون إيقاعية كما قالت، فمن المرجح أن يكون سليم عساف أو مروان خوري أو أي ملحن آخر تجد لديه ما يناسبها، وتضيف: «أحب كثيرا أسلوب هذين الملحنين. ولأنني أرغب في التوجه لجيل الشباب بعملي الجديد، قررت أن أختار لحنا إيقاعيا وليس رومانسيا وسأنفذه مباشرة بعد انتهائي من مشاركتي في برنامج (رقص النجوم) على الـ(إم تي في)».

وعن سبب اشتراكها في البرنامج التلفزيوني المذكور، توضح: «هي فرصة حلوة رغبت في أن أقتنصها، كما أنها شكلت لي تحديا جديدا قررت أن أخوضه». وتضيف: «لقد تفاجأت بنفسي في هذه التجربة، إذ لم أكن أتخيل أنني سأستطيع أن أحفظ الخطوات أو أن أدور في أرضي وبسرعة بمعية مدربي سأدور، لقد اكتسبت ليونة جسدية، لا سيما أنني أتمرن خمس ساعات حاليا على الرقص». ولا توفر بريجيت فرصة التمرن أو التدريب على لوحات الرقص المطلوبة منها حتى في المنزل، وتقول: «لا شعوريا أتمرن أمام المرآة، حتى وأنا نائمة أشعر بأنني أؤدي الرقصة بخطواتها وانفعالاتها، وذلك من شدة حماسي وشعوري بالمسؤولية».

وسألتها عن رأيها في الذين تناولوا البرنامج بصورة سلبية وعدوه محطة لفنانين يعانون قلة في العمل، فردت مدافعة: «لا يمكنهم أن يقولوا ذلك، فجميعنا لدينا انشغالاتنا وأعمالنا، وإني لأستسخف هذا النوع من الكلام وقد يكون نابعا من حسد أو غيرة، وأقول لهم: لا شك في أنكم أنتم من تعانون البطالة».

وترى بريجيت ياغي أن مشاهير هذا الموسم يتطورون يوما بعد يوم، وأنها شخصيا تحب أداء دانييلا رحمة رغم أن مايا نعمة تأتي في الطليعة، أما من ناحية الرجال فهي معجبة بالممثل المخضرم جورج شلهوب الذي تصفه قائلة: «لقد فاجأني، فإضافة إلى كونه يملك حضورا أخاذا على المسرح، فهو يرقص أفضل من بعض الشباب رغم تقدمه في السن، فهو ساحر على المسرح».

وإضافة إلى دخولها عالم الرقص إلى جانب الغناء، فإن بريجيت خاضت أيضا تجارب في عالم التمثيل. ومن بين الأعمال التي شاركت فيها مسلسل بعنوان «شيء من القوة» مع المخرج إيلي معلوف، والفيلم السينمائي «بحر النجوم»، وأخيرا تابعناها في مسلسل «من كل قلبي» للمخرج جو فاضل. وتصف تجربتها التمثيلية قائلة: «عندما كنت صغيرة كنت أقف أمام المرآة وأجسد شخصيات من ابتكاري، وكنت أعتقد أنني ألعب لعبة (بيت بيوت) مثلا، ولكن مع الوقت اكتشفت حبي التمثيل فدخلت اللعبة التمثيلية بشكل جدي، ولكني أعتب على منتجي الدراما في لبنان الذين لا يبحثون عن المواهب الجديدة، بل يفضلون الأسماء التي تفيدهم في التسويق لأعمالهم كأن العالم توقف عندهم». وتضيف: «أنا لا أقول ذلك من منطلق شخصي، ولكن من منطلق عام لأن المشاهد بحاجة أيضا إلى عنصر شبابي جديد على الشاشة الصغيرة».

أما عن الساحة الفنية اليوم، فتصفها قائلة: «فيها عجقة كبيرة، وأغان أقل ما يمكن القول عنها إنها تسيء إلى السمع، فلا أبالغ إذا قلت إنني أمتنع كليا عن سماع إذاعات لبنانية حتى لا أصاب بالقرف، ولذلك تراني أتحول تلقائيا إلى تلك التي تبث أغاني أجنبية». وتستطرد بالقول: «هناك طبعا أغان طربية أو إيقاعية جميلة لمطربين معروفين بمستواهم الغنائي الرائد، ولكني أتكلم بالمجمل عن تلك الأصوات التي لا علاقة لها لا بالموهبة الغنائية ولا بالحضور الفني، فأسأل نفسي لماذا يغنون؟».

ولكن، كيف تصف بريجيت ياغي نفسها اليوم بعد كل التجارب التي مرت بها رغم صغر سنها. فتجيب: «اليوم أشعر كأن حملا ثقيلا تخلصت منه إثر انتهاء مشاكلي مع تلفزيون (المستقبل)، فلقد تحررت من قيود اعتقدت أنها ستلازمني طيلة العمر، وهذا أفضل ما في هذه المرحلة». وعن المجال الفني ككل، تقول: «إنه بمثابة غابة وحوش أتسلح بموهبتي لأواجهها لأنه برأيي في النهاية لا يصح إلا الصحيح».

أما الانتقاد الذي توجهه لنفسها، فهو يدور حول بعض تصرفاتها العفوية، الذي تعلق عليه بالقول: «كنت أحيانا أتكلم دون أن أفكر، فعفويتي تغلبني ولساني يسبق عقلي، ولكني اليوم تغيرت وصرت أعرف كيف أنتقي كلامي ومتى أتفوه به».

أما عن حالة قلبها، فتصفها بالخالية تماما لأنها وضعت مشاعرها جانبا لكي تنطلق في عالم الفن الذي غيبت عنه قسريا، وأضافت: «مسؤولياتي اليوم تجاه نفسي كبيرة، وأنا لا أحب الخسارة ومتفائلة دائما، كما أني لا أحب أن أخذل أهلي ولا تلاميذي في صفوف التمثيل التي أعطيها في مدرسة خاصة، ولذلك أعد الجمهور الذي فاجأني بوفائه لي بأنني سأقدم له ما يتمناه مني، لأنني منذ اليوم انطلقت في عالم الفن جديا وباستقلالية مطلقة».