ربيع الأسمر: لست نجما من الصف الثاني ومبيعات أعمالي تشهد على ذلك

أطلق أخيرا أغنية «يا ظالم» وعالج فيها مشكلة العنف ضد المرأة

ربيع الأسمر
TT

قال المطرب اللبناني ربيع الأسمر إنه رفض الظهور في برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه الحالي؛ لأنه صنفه نجما من الصف الثاني. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أدري كيف يصنفون أهل الفن عندنا في لبنان. فمن هو الشخص الذي يحدد الأولوية؟». وأضاف: «نعم رفضت الظهور في برنامج (ستار أكاديمي)، فرغم أنني كنت قد قمت بالتمرينات اللازمة لإطلالتي هذه فإنني فوجئت بالمساحة التي أعطيت لي مقابل تلك التي حصل عليها الضيف الثاني فاعترضت وانسحبت». ويتابع: «أنا لست ابن البارحة ولدي أيضا تاريخي الفني ومبيعات أعمالي رائجة وعندي شعبية كبيرة والحمد لله، فلماذا علي أن أتنكر لهذا الواقع وانساق وراء تركيبات معينة؟».

ويؤكد ربيع الأسمر على أن سبب نجاحه إنما يكمن في غنائه عدة ألوان، ويقول: «لقد استطعت جمع البلدي مع الشعبي والتراثي والساحلي مما جعل شريحة كبيرة من الناس في لبنان أو في دول مجاورة تتابعني». ويتابع: «حتى العتابا التي أؤديها هي حنونة وليست قاسية النبرة. وأعتقد أن هذا هو سر انتشاري وليس لأني ربيع الأسمر فقط».

ولكن ما صفات النجم برأيه؟ يرد: «أنا شخص أرى أن التواضع زينة الفنان الحقيقي؛ فقبيل عودتي إلى لبنان، إذ كنت أدير أعمالي في الخارج، كثيرون انتقدوني ونصحوني أن أبقى حيث أنا، لا سيما أنني مرتاح ماديا، ولكنني عدت وجاهدت وتعبت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم؛ فبعد أغنية (غلاك) كرت السبحة مع (البصارة) و(أم محمد) وغيرهما من الأغاني الرائجة التي قدمتها لتشكل فيما بعد 13 ألبوما غنائيا، فكان المهم أن تبقى قدمي على الأرض».

أما عن مشكلته مع شركة روتانا للإنتاج والتوزيع الفني فلخصها بالتالي: «أنا لا أعتب عليها ولكني ألومها لأنها لم تلتزم معي بالاتفاق الذي عقدناه معا، واليوم المسألة بعهدة القانون ولا بد سيعترفون بحقوقي عندهم».

ويصف ربيع الأسمر الساحة الفنية اليوم بأنها مكتظة بالفنانين ثم يبتسم ويتابع: «يعني سيصبح لكل مواطن مغن تقريبا، ولو كانوا أصيلين وأصحاب مواهب، ولكن الساحة لن تتحمل، وكما يقول صديق لي: ولو كل العسل جردي ما رح يلحقوا النحلات».

أما عن سبب إطلالاته الإعلامية القليلة فقال: «كنت في فترات سابقة مشغولا بالسفر وأعمالي خارج لبنان، لكن اليوم ومع وجود مسؤولة إعلامية عن نشاطاتي، توزعت إطلالاتي بشكل جيد بحيث سيتمكن جمهوري من أن يكون معي على تواصل دائم».

أحدث أعمال الفنان اللبناني أغنية بعنوان «يا ظالم» صورها مع المخرج إدوار بشعلاني. وتدور قصة الكليب حول أب ظالم يقسو على زوجته ويعنفها جسديا، ونشاهد الصراع الذي يتكون لدى الأطفال الذين يشهدون مواقف مشابهة في حياتهم. ويعلق ربيع الأسمر على الكليب فيقول: «هو بمثابة فيلم قصير أردت أن أوصل فيه رسالة إنسانية، فقد سبق واعتمدت هذا الأسلوب في عملين سابقين لي؛ إذ تناولت آفة الميسر، وكذلك مرضى السرطان. فكان من البديهي أن أعالج في أغنيتي الجديدة موضوعا جديدا، فارتأينا، المخرج وأنا، أن يدور حول العنف ضد المرأة». ويضيف: «أنا ضد العنف بكل أشكاله، فكيف إذا كان ضد إنسان رقيق ويعني لي الزوجة والأم. ولكن مغزى الكليب هو أن نتعلم الصفح عندما يكون هناك توبة، فالله عز وجل يقبلها».

أما المشكلة التي تلفته حاليا فهي المبالغة بعصرنة التصرفات والمبادئ الاجتماعية عامة، ويقول: «صحيح أن الوسائل المعيشية اختلفت، ولكن بوصفي ابن ضيعة أحب الحفاظ على التقاليد والعادات التي تربيت عليها، وأرفض تمادي بعض الرجال أو النساء بحريتهم، وأعتقد أنهم يفهمون معنى الحرية على طريقتهم وليس كما يجب، ولذلك شباب اليوم ضائع والعائلة غير متحدة كما يجب».

وما لا يعرفه كثيرون هو أن ربيع الأسمر، إلى جانب احترافه الغناء، يتمتع بموهبة أخرى ألا وهي التمثيل؛ فمنذ كان صغيرا كان التمثيل رفيقه ويتذكر تلك الحقبة ويقول: «أنا كنت يتيما وتربيت في مبرة خيرية، وهناك كان يوجد أستاذ يعلمنا التمثيل، يحب أدائي ويقول (هيدا عبد الله شاب موهوب) فهذا اسمي الحقيقي. مثلت مرة دور المجنون وأخرى دور الرجل البدوي وأيضا المرأة العجوز، وكبرت هذه الموهبة مع الوقت حتى اليوم وشاركت في مسلسلات عربية مثل (أوراق البنفسج)، و(زهر البنفسج)، الذي عرض في رمضان الماضي في الأردن، وأديت فيه بطولة مطلقة تحت إدارة المخرج فيصل بن المرجة».

وإضافة إلى برنامج «الكاميرا الخفية» الذي قدمه تحت عنوان «كامي ربيع» في التلفزيون السوري، وتمحور حول مقالب مضحكة يقوم بها مع زملائه الفنانين، شارك ربيع الأسمر بالفيلم السينمائي «القرار» الذي نال جائزة تكريمية في «مهرجان بيروت السينمائي».

وكونه تربى يتيما وجه الفنان اللبناني نصيحة إلى اليتامى طالبا منهم عدم الانغماس في طريق الغلط؛ لأنهم معرضون لها أكثر من غيرهم، وقال: «أول ما بدأت في الفن لم أكن أتمتع بأي خبرة أو فكرة عن هذا المجال، وفُتحت أمامي أبواب كبيرة وكثيرة نحو الغلط ولكني تجاوزتها، الأمر نفسه أقوله للفنانين الصاعدين فإياهم أن يغرقوا في مستنقعات هذا المجال وإلا هلكوا».

ويصف موهبته التمثيلية بالقول: «أحب التمثيل فهو يساهم في إضافة حضور وتواجد مهمين لي حتى على المسرح، كما أحب أداء أدوار مركبة، ولا تجذبني الدراما الوسطية، فأفضلها تراجيدية أو كوميدية وليس ما بين الاثنين».

ويتابع: «الكتابة هي أيضا من هواياتي، وعادة ما أستوحيها من طبيعتي الجبلية التي أفتخر بها».

وفي الختام وجه الفنان اللبناني لومه إلى نقابة الفنانين في لبنان، مشيرا إلى أنها مقصرة جدا مع أهل الفن، فهي لا تساندهم ولا تدعمهم في مجال كان عكس النقابات الفنية في مختلف الدول العربية المجاورة.