ميكاييلا: المسرح شغفي ولست بوارد الانخراط في الثرثرات الفنيّة يوما ما

تلعب بطولة مسرحية «طريق الشمس» لروميو لحود

TT

قالت المغنية اللبنانية ميكاييلا إن لعبها دور البطولة في مسرحية «طريق الشمس» بمثابة فرصة تعتزّ بها وترصّع بها مشوارها الفني. وعدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تعاونها مع روميو لحود هو أكثر من حلم وأنها تعدّه عملاقا من عمالقة الفن اللبناني الذين لن يتكرروا. وقالت: «لم يخطر في بالي يوما أنني سأقف على خشبة مسرح روميو لحود، فهذه التجربة زوّدتني بغذاء فنّي أصيل سيرافقني طيلة مشواري». وتابعت: «لقد تعلّمت من روميو لحود التواضع واطلعت على خطوط المدارس الفنية القديمة، ولن أنسى نصيحته لي ولغيري من الفنانين المشاركين في هذا العمل والتي قال لنا فيها إن الفنان الحقيقي والمحترف هو الذي يكون أول الواصلين إلى عمله وآخر المغادرين منه».

وميكاييلا إلى بدأت مسيرتها الفنية منذ حوالي التسع سنوات، فشقّت طريقها من خلال أغنية وطنية بعنوان «بتبقى معنا» إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ثم اكتشفت أن المسرح شغفها، وقالت: «عندما تتسلل رائحة خشبة المسرح أو الموكيت المنتشر على أرض الصالة إلى أنفي، أشعر بسعادة كبيرة وكأنني امتلكت الدنيا فلديه نكهة ولذّة خاصتان به مما يجعلني لا أستطيع مقارنته بأي مجال فني آخر».

أما عن سبب اختيار روميو لحود لها فأوضحت قائلة: «لقد اتصل بي منذ حوالي السنة وسألني إذا كنت أوافق على لعب دور البطولة فيما لو لم تسمح ظروف الفنانة آلين لحود القيام بها، فوافقت طبعا وعندما اضطرت هذه الأخيرة أن تغادر لبنان لمشاركتها في برنامج (ذا فويس) بنسخته الفرنسية، حلّلت مكانها مباشرة».

ورأت أنه على الفنان أن يؤدي عمله على أكمل وجه ومن صميم أعماقه مهما كانت طبيعته أو حجمه، وأنها شخصيا تولي لأي فرصة تقدّم لها مسؤولية كبيرة.

مؤخرا أنزلت ميكاييلا أغنية جديدة بعنوان «قلتهالك» بالمصرية، وعندما استوضحناها إذا ما هذه الخطوة تندرج في الانفتاح على الأسواق المصرية ردّت: «لقد سبق وغنيّت بالمصرية كما في الخليجية والعراقية وغيرها من اللهجات العربية ولكن هذه المرة رغبت في أن تكون الأغنية مصرية كوني أعجبت باللحن والكلام ككل». وعن سبب اتخاذها قرارا ضمنيا بطرح أغانيها بواسطة «يوتيوب» وليس عن طريق الألبومات المسجلة قالت: «أجد أن زمن الألبومات ولّى فأنا شخصيا لا أشتريها إلا إذا كانت تتضمن قراءات أو معلومات علي معرفتها، كما أنه صار في استطاعتنا اليوم الاستماع إلى أي أغنية نريدها عبر تحميلها على الإنترنت، فعصر التكنولوجيا هيمن على كل شيء وصارت السرعة عنوانا لها». وأكملت في سياق حديثها: «إن وسائل الاتصال الاجتماعية الإلكترونية، ساهمت في انتشار أي نوع أعمال وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس، كما أنني بهذه الطريقة أعلم تماما إلى من أتوجه وإلى أي شريحة من الناس بالتحديد، فبواسطتها تدخل البيوت دون حواجز أو صعوبات تذكر».

وعن أكثر ما صدمها في الأجواء الفنية قالت: «لا شيء صدمني بتاتا في هذا المجال، فأنا أعمل لوحدي منذ البداية ولا أحد يتحكّم بمصيري الغنائي وأعتقد أن ذلك أبعدني بما فيه الكفاية عن متاهات هذه المهنة، كما أنه من المعروف عني أنني صاحبة قراراتي ومستقلّة تماما عن أي شركة إنتاج وما شابه إضافة إلى أنني لا أحب الثرثرات الفنية ولا أتعاطى بها وهذا كاف ليبعدني عن أي مشكلات رائجة بين أهل الفن». ورأت ميكاييلا أن أي مجال عمل تخلله مصالح خاصة أو أجواء منافسة بشكل عام، وخصوصا تلك التي تدور تحت الأضواء إلا أنها لا تتأثر بأي منها.

واعترفت أن عدم ارتباطها بأي شركة إنتاج فنية إنما يعود إلى مبادئ خاصة بها وقالت: «تخيلي أن إحدى الشركات الفنية الكبرى على الساحة اشترطت علي البقاء دون أي ارتباط عاطفي أو زواج طيلة مدة العقد معها الذي كان يومها خمس سنوات متتالية، هذا الأمر استفزني وجعلني أرفض العقد معها ومع أي شركة أخرى لأنني لا أحب لأي أحد التدخل في حياتي الشخصية».

وعن أكثر الأشخاص المقرّبين إليها تقول: «هم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة وفي مقدّمهم مدير أعمالي مصطفى مطر الذي رافقني منذ بداياتي وما زال معي حتى الساعة وهو ملحن أثق بأفكاره وأعماله وأستشيره في كافة أعمالي».

وتؤكد الفنانة اللبنانية أنها لا تتابع الإصدارات الفنية على الساحة لأنها لا تجد فيها تجديدا أو مادة تستأهل منها الاهتمام وقالت: «لقد تغيّرت نوعية الأغاني والفن بشكل عام وصرنا نادرا ما نجد الأصيل منها ولذلك متابعتي لهذا الموضوع محدودة بالكاد تذكر».

أما عن بداياتها التي استهلّتها بأغنية وطنية «بتبقى معنا» قالت: «لقد كان يومها لبنان مجروحا ويتألّم لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وعلى الرغم من أن المناسبة كانت مرّة وقاسية علينا كلبنانيين، فإنها فتحت أمامي أبواب الشهرة لأن الأغنية نجحت وتأثر اللبنانيون بها حتى باتت معروفة بشكل كبير، فتحوّلت المرارة هذه إلى حلاوة بالنسبة لمشواري الفني الذي بدأته بها».

وأشارت ميكاييلا إلى أن النسيان آفتها وإلى أنها لا تحب الدخول في التفاصيل لأنها تجدها غير مهمّة وتزيد الأمور سوءا وتابعت: «لست من النوع الذي يلهث وراء الخبريات والتفاصيل وأفضل عليها التأني بعملي ودرس كل خطوة من خطواتي بدقة، فالخطوط العريضة والعناوين هي الأهم برأيي وأعتبر نفسي أجيد لعبة الفن بأسلوب آمن دون أي تهوّر قد يضعني في مواقف لا أحسد عليها».

وعن تجربتها في برنامج «رقص النجوم» الذي خرجت منه باكرا قالت: «كانت تجربة جميلة وقد دخلتها لا تقرّب من فنّ لا أجيده ألا وهو الرقص، فلذلك أجبرت نفسي على اكتسابها وفرحت بالتجربة، وعندما خرجت من البرنامج لم أحزن لأنني كنت قد حققت هدفي الذي أذعنت إليه منذ البداية وهو أن أتعلم الرقص وما زلت حتى اليوم آخذ دروسا خاصة به لأنه دون شك يفيدني في عملي كما أنني أرقص حاليا في المسرحية التي أشارك فيها».

وما لا يعرفه كثيرون هو أن ميكاييلا مجازة بشهادة جامعية في مجال التسويق (ماركيتينغ) وتقول في هذا الصدد: «لقد عملت في مجالي هذا ولكني أحببت مهنة الغناء بشكل أكبر، ولا أذيع سرّا إذا قلت إن ما ندرسه في الجامعة يبقى فيها لأن العمل على الأرض مختلف تماما عن النظريات التي نتعلمها هناك، فشهادتي لم تدرّ علي نفعا لا في عملي الاقتصادي ولا في عملي الفني، فبصراحة هي برأيي مجرّد كتب نقرأها ولكن شعورنا بالمسؤولية وبمتاعب العمل لا يأتي إلا من الممارسة المهنية فقط لا غير».

وعن مشاريعها المستقبلية قالت: «أستعد لإطلاق أغنية جديدة من كلمات سليم عساف وألحان مصطفى مطر تمّ تسجيلها في استوديوهات (إم آر برودكشن) لصاحبها ريمون الحاج وأتمنى أن تلاقي النجاح».