عبد الله عبد العزيز: أنا طلالي الهوى وغير المختصين هم سبب الأغاني التجارية

الفنان السعودي قال لـ«الشرق الأوسط»: إن الإذاعات تهتم بالأعمال الحركية ذات الإيقاعات الصاخبة

الشاب السعودي عبد الله عبد العزيز بجانب الملحن ناصر الصالح
TT

لم يدر في خلد الفنان السعودي عبد الله عبد العزيز، أحد المشاركين في النسخة الماضية من برنامج «ستار أكاديمي»، أن يحقق هذا الاهتمام الجماهيري، وخاصة في الجانب السعودي، بينما لم يقتصر تصويته ومعجبوه على السعودية أثناء وجوده في البرنامج، بل تنوع ذلك الجمهور في الوطن العربي، وخصوصا بين اللبنانيين والمصريين، حسب تقديرات إدارة البرنامج.

الشاب عبد الله عبد العزيز في فترة وجيزة كسب شريحة كبيرة من الجمهور، وصفها البعض من المشتغلين في الفن بأنها حالة فريدة من نوعها أن يحقق ذلك الشاب هذا الانجراف الجماهيري السعودي، وخاصة من الجيل الجديد في فترة قصيرة جدا. ويجيء مقياس ذلك الاهتمام من خلال التدفق الجماهيري والاهتمام الكبير بعبد الله في مواقع التواصل الاجتماعي.

عبد الله عبد العزيز قال لـ«الشرق الأوسط»: «بقدر فرحتي الكبيرة بتلك المحبة الكبيرة بقدر خوفي وقلقي وحرصي على أن أقدم شيئا يسعدهم في الفترة المقبلة وألبي طلبات هذا الجمهور الذي كان وفيا معي للغاية أثناء وجودي في البرنامج، لذلك لن أنسى دورهم الكبير معي، ونجاحي لم يكن إلا دافعا منهم، لذلك سأكون معهم ولن أتخلى عنهم، وأنتظر نصائحهم وتوجيهاتهم في كل شيء». وعن كونهم جيلا جديدا من صغار السن في السعودية، قال: «هذا الجيل في ظل التقنية الحديثة هو مطّلع جيد ويعرف الجيد من السيئ، بالإضافة إلى أنهم مستمعون رائعون، لذلك سأحرص على تقديم ما يليق بهم، وفي نفس الوقت سأكون على أتم الاستعداد في خدمة الأغنية السعودية وتقديمها بشكل راقٍ وهادف وسأكون مكملا لنجوم السعودية السابقين وأن أقدم الشيء الهادف والمفيد».

ويرى عبد الله عبد العزيز أنه لا يقلق من مستقبله الفني، وأنه سيسعى ويجتهد والتوفيق من الله، وأكد أنه في السنوات الماضية كان يستقي من عمالقة الأغنية السعودية ويقدم أغانيهم بين الحين والآخر. ويقول في ذلك: «أنا طلالي الهوى (ويقصد هنا أنه من عشاق الراحل طلال مداح)، وأحاول تريد أغانيه بين الحين والآخر مع الأصدقاء وفي مجالسنا الفنية، وأيضا أنا مستمع جيد لحيدر فكري وفوزي محسون وأحاول أن أستفيد دائما من خبرتهم الكبيرة وأردد أغانيهم، فهم من الزمن الجميل للأغنية السعودية، وهي مرحلة ما بين الستينات إلى الثمانينات، وهي الفترة التي قدمت الأغنية السعودية أعمالا بقيت خالدة وستبقى، ولا تخلو اليوم جلسة طرب أصيلة من أغاني ذلك الزمن الذي ما زلنا نتعلم ونستقي منه الفن على أصوله؛ لأن هؤلاء غنوا من أجل الفن لا لشيء آخر؛ لذلك عاشت أغانيهم وعاش فنهم». ويضيف عبد الله عبد العزيز قائلا: «هذا لا ينتقص من حق الموجودين حاليا، خاصة من الملحنين الذين هم على قدر عال من الكفاءة الفنية، ولكن كثر الفنانون وهم دون تخصص أو دراية كافية، وكثرت الأغاني التجارية وصار التركيز في الإذاعات على الأغاني الحركية ذات الإيقاعات الصاخبة وأهملت الأغاني الطربية والكلاسيكية وصارت لا تبث إلا في ساعات متأخرة من الليل أو صباح الخميس، ربما ذلك هو السبب في عدم رواج الأغاني ذات الألحان الطربية الأصيلة». وعما يراه من الجيل الجديد من الفنانين السعوديين الشباب الذين يتوقع لهم حضورا كبيرا في الساحة، أكد أن هناك أصواتا رائعة، لكنها تحت الأنقاض وغير معروفة، وهناك أصوات رائعة بدأت تشق طريقها نحو النجاح، وهناك أصوات لمعت فترة ثم اختفت فجأة، لذلك من الصعب التقييم والتنبؤ في هذا الوضع الحالي».

وينوي الفنان الشاب بشكل جدي إعادة تقديم بعض من الأغاني التي يعشقها لنجوم هو يعشقهم أمثال أستاذه طلال مداح، وأيضا عبد الكريم عبد القادر، وراشد الماجد، وماجد المهندس، في حين يتمنى أن يتعاون مع الفنان رابح صقر. ولم ينس الفنان الشاب عبد الله عبد العزيز الوقفة الصادقة، على حد وصفه، من الشاعر السعودي عبد اللطيف آل الشيخ فور عودته إلى السعودية، حيث قال: «أبو خالد تعامل معي كأخ أصغر، وكنت سعيدا بالتعاون معه، والآن ترك لي الخيار في تصوير (الفيديو كليب)، أما (بغني) أو (العيون الممكنة) وسأصور قريبا (العيون الممكنة). وأيضا لا أنسى العمل الجميل الذي قدمته أخيرا مع الشاعر السعودي فيصل اليامي وعنوانه (ما يختلف) ولاقى رواجا كبيرا في الخليج، كما لا أنسى التعامل مع عدد من الشعراء الكبار الرائعين الذين يفخر أي فنان شاب بالتعاون معهم».

وعن استعداده لدخول شهر رمضان، وهو أول رمضان يحل عليه مع فترة النجومية التي يعيشها حاليا، قال: «سأقضي هذا الشهر الفضيل كالعادة بجانب أسرتي، فهو من الأوقات التي أحبها، وفي الوقت نفسه سأكون قريبا من الحرم المكي بحكم وجودي في أطهر بقاع الأرض، وسأحاول خلال الشهر الحالي تسجيل ابتهالات دينية لتكون أحد الأعمال التي تبث في الإذاعات الخليجية خلال الشهر الفضيل».