فلة الجزائرية: عبارة «القوي يأكل الضعيف» أختصرها في وضع الساحة الفنية حاليا

قالت لـ «الشرق الأوسط»: أن العربيات أخذن ثقافة الأنوثة من المرأة اللبنانية

TT

قالت المطربة الجزائرية فلّة بأنها قدّمت مؤخرا أغنية للمرأة اللبنانية بعنوان «عرفتك لبنانية»، لأنها تعدها رمزا للمرأة العربية. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن النساء العربيات دون استثناء استلهمن عناصر الأنوثة من المرأة اللبنانية وأضافت: «برأيي هي رمز للجمال والأناقة والرقي، وشئنا أم أبينا فإن معظم النساء من دول الخليج والمغرب العربي ومصر، أضفن إلى ثقافتهن الجمالية بفضل المرأة اللبنانية الذواقة، ولا أبالغ إذا قلت بأن هناك فنانات عربيات طوّرن بشكلهن الخارجي وبإطلالتهن، بفضل اختصاصيي الجمال في لبنان، كما أن نسبة الطلاق بين المتزوجين تقلّصت لأن المرأة عامة صارت تهتم بجمالها وبنفسها تشبّها باللبنانية».

ورأت المطربة الجزائرية أنها لبنانية القلب والقالب، وأنها تعدّ نفسها واحدة من أهل لبنان وقالت: «لقد استقريت في هذا البلد إحدى عشرة سنة، وأعطاني كل ما كنت أحلم به كفنانة. فتلك النجوم التي كانت تتراءى لي في أحلامي، تكلّمت معها وأنا في لبنان».

وعن سبب تركها له حاليا واستقرارها في بلدها الأم الجزائر ردّت موضحة: «لا أستطيع أن أبتعد عنه أكثر من شهرين أو ثلاثة، فتريني أعود إليه بصورة لا شعورية كمن يبحث عن جناحيه ليطير مجددا، ولكن الظروف اضطرتني إلى العودة إلى بلدي الذي أعشقه، لا سيما أنني أشارك في برنامج للمواهب الفنية هناك».

ووصفت إيقاع حياتها اليوم بالهادئ مشبّهة إياه بخطوات السلحفاة وقالت: «عايشة بسلام في بيتي أعمل وأجتهد طبعا في مهنتي، ولكن في نهاية اليوم أغسل وجهي وأرتدي (بيجامتي) لأعود (فلّولة الصغيرة)».

ووصفت المطربة فلّة استقرارها الحالي في الجزائر بالممتع، لا سيما أنها محاطة بأهلها وأصدقائها، ورأت أن وصول ناديا لعبيدي على رأس وزارة الثقافة في الجزائر كان بمثابة الهدية القيّمة، التي قدّمت للفنان الجزائري في هذا الوقت وقالت: «هي سيدة راقية ويكفي أنها من طينة أهل الفن كونها مخرجة سينمائية ناجحة، وقد أثبتت وجودها في هذا المجال من خلال فيلم (خلف المرآة)، فهي قريبة من أهل الفن وتتكلّم معهم بلسانهم وملمّة بمطالبهم، فارتقت بوزارة الثقافة إلى الأفضل».

وعن رأيها بالساحة الفنية اليوم أجابت: «يمكنني أختصر القول: إن القوي يأكل الضعيف على الساحة الفنية، وأنا لا أدخل في هذه اللعبة لأنني لا تستهويني، كما أنني نأيت بنفسي عنها حتى لو حاول البعض إيصالها لي بالقوة فـ(يا جبل ما يهزّك ريح)، فأنا ثابتة بمكاني مجتهدة ونشيطة وأي شيء مما يحاولون إلصاقه بي لا يهمّني لأنني أعرف جيدا أنه في النهاية لا يصحّ إلا الصحيح».

وعن تصريحها الأخير بأن أغنية واحدة لفتتها على الساحة هي (لشحد حبّك) لنجوى كرم أوضحت قائلة: «لا، هذا غير صحيح فهناك أصوات جميلة جدا على الساحة، أستمتع في سماعها مثل كاظم الساهر وصابر الرباعي وحسين الجسمي وغيرهم». وفلّة التي تشارك كعضو في لجنة تحكيم برنامج للمواهب الفنية في التلفزيون الجزائري «ألحان وشباب»، إلى جانب لطفي بوشناق وصافي بوتلة، أكدت أنها باقية في موسمه الجديد وأنها تعد هذا النوع من البرامج فرصة للشباب الموهوب لا يجب الاستهتار فيها. وقالت: «أهم الفنانين في عصرنا هذا تخرجوا من برامج مشابهة مثل استوديو الفن، الذي ابتكره المخرج سيمون أسمر في السبعينات، مثل عاصي الحلاني ووائل كفوري ونوال الزغبي وإليسا وكثيرين غيرهم، ولذلك أجد هذه البرامج مهمة على الساحة الفنية وسهّلت مشوار الفن أمام المبتدئين فيه». وعن التعليق الذي أثار حفيظة جمهور الفنانين مروان خوري وكارول سماحة، وذلك عندما أثنت على غناء مشتركين في برنامج (ألحان وشباب) فوصفته بأنه أفضل من غناء أصحاب الأغنية الأصليين قالت: «عندما ذكرت ذلك كنت أريد تشجيع الموهبتين لأنني أعلم تماما كمية الخوف والرعب والقلق الذي ينتابهما وهما على المسرح أمام لجنة تحكيم، فأنا عاشقة لصوت مروان خوري وأعماله وكذلك لكارول سماحة الفنانة الراقية وما قلته يمكن أن أعده زلّة لسان ليس أكثر».

وعن أغنيتها الجديدة التي تمزج فيها ما بين اللهجتين الجزائرية والفرنسية قالت: «أردت من خلالها أن أكرم بنت بلدي المغنية العالمية أديت بياف، فهي جزائرية الأصل، ورغبت في تسليط الضوء على ذلك». وأضافت: «عدد كبير من الفنانين الجزائريين أصبحوا عالميين لأنهم انطلقوا من خارج بلدهم، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لكنت اتبعت أسلوبهم وبدأت من فرنسا، فأنا مولودة فيها ولكن علاقتي القوية بجذوري دفعتني إلى العودة لبلدي والانطلاق منها». وأكّدت أنها خلال كتابتها كلمات الأغنية كانت تبكي، لأنها شعرت بأنها تكتب قصّتها الشخصية.

وعن رأيها بالفنانين الذين يدلون بآرائهم السياسية جهرا قالت: «لم لا؟ فالفنان تأثيره الكبير على جمهوره، وإذا كان ذلك يصبّ في مصلحة بلده فلا يجب التردد بذلك لأن كلامه يصل بسرعة الرصاص للآخرين».

ووصفت المطربة فلّة طريق الفنان اليوم بأنها أصبحت سهلة لا مجال لتشبيهها بالحقبة الماضية فقالت: «كان صاحب الموهبة في الماضي يخاف من ذكر حبّه للفن لأن الآخرين كانوا ينظرون إليه من منظار غير محترم، ولكن اليوم صارت الأبواب مشرّعة أمام تلك المواهب، إن كان من خلال برامج المواهب الفنية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعية الإلكترونية وهو أمر جميل جدا». وتابعت: «يا ليت الدول العربية تكرّم عمالقة الفن الذين جاهدوا وتعبوا للوصول إلى ما هم عليه، أمثال وديع الصافي وبليغ حمدي وغيرهما فتطلق أسماءهم على شوارع في بلادهم أو ترفع لهم نصبا تكريمية لتقدير عطاءاتهم».

وعن الجديد الذي تنوي طرحه قريبا في الأسواق أجابت: «هناك أغنية جديدة سأطلقها قريبا بعنوان (غرام العمر) من تأليف صفوح شغالة والحان جورج مردوروسيان، وسأعلن من خلال صحيفتكم الغرّاء بأنني أحضّر لعمل فني جميل جدا وهو كناية عن أغنية ثنائية (ديو) مع الفنان الموهوب جاد شويري، سيلاقي وقعا إيجابيا دون شك، ولن تهمّني الانتقادات التي قد أتلقاها حول الموضوع لأن جاد برأيي فنان مبدع وأنا من المعجبين بأسلوبه الغنائي فانتظروني معه قريبا».

وختمت حديثها بتوجيه رسالة لمشجعي لعبة المونديال (مباريات كرة القدم العالمية)، طالبة منهم تشجيع فريق كرة القدم الجزائري لأنه العربي الوحيد الموجود في المباراة المقبلة، واصفة نفسها بالمتابعة النشيطة لهذه الرياضة بالإجمال.